عامان على «الفارس الشهم 3».. «شرايين حياة» إماراتية تروي ظمأ أهل غزة
بمبادرات نوعية، وبجهود قياسية، نجحت الإمارات عبر عملية "الفارس الشهم3"، في مكافحة العطش في غزة، وري ظمأ أهلها.
ومع حلول ذكرى مرور عامين على إطلاق عملية "الفارس الشهم 3"، اليوم الأربعاء، يجني أهل غزة ثمار تلك المشاريع، وسط امتنان وتقدير للإمارات وقيادتها ومبادراتها الإنسانية التي أسهمت في إنقاذ حياتهم وتعزيز صمودهم على أراضيهم.
وفي مثل هذا اليوم قبل عامين، وتحديدا في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع ببدء عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بعد الحرب التي اندلعت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومن رحم تلك العملية الإنسانية الكبرى ولدت عدة مبادرات لدعم أهل غزة، نجحت عبرها الإمارات في تأمين استمرارية الدعم الإنساني والإغاثي لقطاع غزة برا وبحرا وجوا.
من أبرز تلك المبادرات، المشاريع التي أطلقتها الإمارات لمكافحة العطش الذي يهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، في ظل الانهيار شبه الكامل لشبكات المياه والصرف الصحي.
وتحت مظلة مبادرة "الفارس الشهم 3"، تحركت الإمارات سريعًا لمواجهة أزمة العطش، بدءًا من تنفيذ أعمال حفر الآبار وصيانة المضخات والمولدات، وإعادة تشغيل ما تعطل منها، مرورا بافتتاح ست محطات تحلية، ووصولًا إلى إطلاق أضخم مشروع مياه في قطاع غزة، وهو مشروع "شريان الحياة"، و تسيير قوافل لنقل صهاريج المياه.
أكبر قافلة صهاريج مياه
وتحل ذكرى مرور عامين على إطلاق عملية "الفارس الشهم 3"، بعد أيام من تسيير عملية "الفارس الشهم 3" أكبر قافلة صهاريج مياه إلى شمال قطاع غزة.
يأتي ذلك في إطار الجهود العاجلة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، والمساعي الحثيثة لتأمين المياه الصالحة للاستخدام في المناطق التي تعاني من شح وتدمير في شبكات ومصادر المياه، نتيجة موجة النزوح الأخيرة وما ترتب عليها من صعوبات جسيمة في تلبية احتياجات السكان الأساسية.
وتواصل العملية جهودها لإيصال المساعدات إلى مناطق الشمال، تعزيزا لصمود السكان، وتخفيفا من معاناتهم في ظل أوضاع النزوح القاسية وافتقارهم إلى مقومات الحياة الأساسية.
قافلة صهاريج استبقتها قوافل مماثلة، ضمن جهود الإمارات المستمرة لتأمين المياه للأسر المتضررة والمناطق التي تعاني من شح حاد في المياه، وسد حالة العجز التي تُعاني منها الهيئات المحلية في ظل الأوضاع الصعبة.

أضخم مشروع مياه
وفيما يتواصل تسيير صهاريج المياه لشمال غزة، يواصل مشروع "شريان الحياة" التي افتتحته الإمارات قبل شهرين دوره في تأمين المياه المحلاة لعشرات آلاف الأسر التي تعاني من أزمة عطش جنوب غزة.
وافتتح وفد إماراتي، 29 أغسطس/آب الماضي، مشروع خط المياه الناقل من محطات التحلية الإماراتية في الأراضي المصرية إلى قطاع غزة، في خطوة نوعية تهدف لتأمين المياه المحلاة لعشرات آلاف الأسر التي تعاني من أزمة عطش خانقة منذ اندلاع الحرب.
ويمتد خط المياه الإماراتي الأضخم، بطول 7 كيلومترات و500 متر، بإنتاجية تصل إلى نحو 2 مليون غالون يومياً، ويخدم أكثر من مليون شخص، كما تم ربطه بخزان البراق في خان يونس بسعة 5000 م³ لتغذية مناطق واسعة إضافية بالمياه.
ويعكس المشروع التزام دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة بدعم سكان غزة وتأمين أهم مقومات الحياة لهم، ضمن سلسلة المبادرات الإنسانية التي أطلقتها عملية الفارس الشهم 3.

6 محطات تحلية
يأتي هذا المشروع استكمالاً لجهود إماراتية متواصلة شملت إنشاء 6 محطات للتحلية وإدخال خزانات وصهاريج وصيانة الآبار، ليشكل طوق نجاة لسكان القطاع ويخفف من حدة أزمة المياه التي يعاني منها مئات آلاف النازحين.
وفي 31 ديسمبر /كانون الأول 2023، دشنت الإمارات 6 محطات لتحلية المياه في مدينة رفح المصرية، لضخ المياه الصالحة للشرب إلى سكان قطاع غزة، بطاقة إجمالية مليوني غالون مياه يوميا يجري ضخها إلى قطاع غزة.

صيانة الآبار
وجنبا إلى جنب مع تلك المشاريع النوعية، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تنفيذ أعمال مشروع متكامل لصيانة الآبار المركزية في بلديات القطاع.
ويتضمن المشروع:
- تأهيل البنية التحتية للآبار.
- صيانة المضخات والمولدات.
- إعادة تشغيل الآبار المعطلة.
وذلك بهدف ضمان تدفق المياه النظيفة إلى مئات الآلاف من السكان في القطاع، وتخفيف الأعباء في ظل واقع إنساني صعب.