الإمارات وكورونا.. استراتيجية شاملة ووعي مجتمعي يقود للنجاح
الإجراءات والتدابير الاحترازية للإمارات في مواجهة كورونا وضعتها على رأس الدول الأكثر أمانا في الأزمات والكوارث والطوارئ.
منذ ظهور فيروس "كورونا" على الساحة الدولية، تعاملت معه الإمارات باستراتيجية شاملة علميا وثقافيا واقتصاديا؛ ما أسهم في الحد من انتشاره والتقليل من تأثيراته على جميع قطاعات الدولة.
وكثفت الإمارات جهودها تنسيقا وتعاونا مع منظمة الصحة العالمية، واتخذت العديد من الإجراءات الحاسمة للتحصين وتوجيه المواطنين للتعامل الأفضل وتجنب الإصابة به.
كما تعاملت معه بشفافية مطلقة موثّقة بالأرقام والإعلان؛ حيث أثبتت فاعلية وديناميكية مدعومة بإجراءات وقائية على المستوى الوطني التي كان لها أفضل الأثر في حماية المجتمع وضمان سلامته وأمنه الصحي.
فيما كان النجاح الأكبر في الوعي المجتمعي الكبير، والتآلف في الفكر بين القيادة والشعب؛ ما أسهم في محاصرة هذا الفيروس.
الإجراءات والتدابير الاحترازية للإمارات في مواجهة كورونا وضعتها على رأس الدول الأكثر أمانا في الأزمات والكوارث والطوارئ وكذلك في تقديم أعلى مستويات الخدمة لمواطنيها.
وتكللت هذه المجهودات بارتفاع عدد الحالات التي تماثلت للشفاء في دولة الإمارات إلى 26 حالة.
كل هذه العوامل دفعت منظمة الصحة العالمية أكثر من مرة إلى الإشادة بجهود دولة الإمارات في مكافحة الفيروس وبالتسهيلات التي قدمتها لتيسير عمل المنظمة من أجل مكافحة فيروس كورونا في عدد من البلدان.
* استعدادات مبكرة
ومع بدء ظهور الفيروس في مدينة ووهان الصينية، أواخر ديسمبر/كانون الثاني الماضي، بدأت دولة الإمارات استعداداتها الطبية والوقائية المبكرة واتخاذ جميع التدابير اللازمة.
ووفرت وزارة الصحة المستلزمات الطبية والوقائية بجانب الكوادر الطبية ذات الكفاءة العالية وتوزيع الدليل الطبي على المنشآت الصحية والحكومية والقطاع الخاص، بالإضافة إلى القطاعات الأخرى كالتعليم والمنافذ والسياحة.
كما جرى توفير غرف العزل في جميع مستشفيات الدولة، فضلا عن وضع أجهزة الكشف الحراري على جميع منافذ الدولة الجوية والبرية والبحرية.
وفي المطارات، تضمنت الإجراءات الاحترازية تجهيزات خاصة بالمستشعرات الحرارية، التي تقيس درجة حرارة الركاب، وانتشار الأطقم الطبية المتخصصة للكشف والفحص السريع للحالات المشتبه في إصابتها.
كما لم تغفل الدولة دور التوعية؛ حيث نظمت ورش تدريب بالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع للتدريب على كيفية التعامل مع الحالات المشتبه بها، والتعامل مع أي عوارض أو طوارئ قد تحدث.
الاستعدادات المبكرة للدولة أظهرتها تدوينة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في يناير/كانون الثاني الماضي، التي أكد خلالها استعداد بلاده لتقديم أشكال الدعم كافة للصين والتعاون مع المجتمع الدولي للتصدي لهذا الفيروس.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "نتابع باهتمام جهود الحكومة الصينية لاحتواء انتشار فيروس كورونا.. نحن على ثقة بقدرة الصين الصديقة على تجاوز هذه الأزمة.. دولة الإمارات وفي إطار نهجها الإنساني على استعداد لتقديم أشكال الدعم كافة للصين والتعاون مع المجتمع الدولي للتصدي لهذا الفيروس".
* رفع سقف التدابير الإجرائية
ومع بدء انتشار الفيروس أوروبيا بشكل غير مسبوق ورفع تصنيفه من قبل منظمة الصحة العاملية كوباء ولضمان سلامة وصحة المواطنين والمقيمين على أرضها، رفعت دولة الإمارات سقف الإجراءات الوقائية والاحترازية واعتمدت العديد من الخطوات النموذجية.
كان على رأس الإجراءات تعليق الرحلات الجوية لبعض الدول التي شهدت ارتفاعا في عدد المصابين بالفيروس.
وأكدت طيران الإمارات والاتحاد للطيران أنهما تتعاملان بكفاءة عالية مع المسافرين القادمين إلى مطاري دبي وأبوظبي الدوليين، فيما يتعلق بمواجهة الحالات المحتملة والتصدي لفيروس "كورونا".
كما قررت الإمارات وقف إصدار كل التأشيرات ابتداء من 17 مارس/آذار، باستثناء حملة الجوازات الدبلوماسية "وقفا مؤقتا"، في إطار الإجراءات الاحترازية التي تتخذها تجاوبا مع رفع منظمة الصحة العالمية مستوى فيروس كورونا المستجد إلى "وباء".
أيضا تضمنت الإجراءات الاحترازية تفعيل العمل عن بُعد لبعض الفئات، وتعليق الدراسة وتعزيز التعلم عن بُعد، وتأجيل الفعاليات المبرمجة لشهر مارس/آذار، وإغلاق الأماكن الترفيهية والسياحية، وحظر الشيشة في المقاهي والمطاعم.
إضافة إلى إرساء خطة تعقيم وتنظيف لوسائل النقل العام والمدارس والفضاءات العامة والمساجد.
كما قرر الاتحاد الإماراتي لكرة القدم تعليق النشاط في الدولة لمدة 4 أسابيع كإجراء احترازي بسبب فيروس كورونا.
* وعي مجتمعي وقيادة حكيمة
وتعبيرا عن إحساسهم بالمسؤولية، أطلق مغردون من مواطني الإمارات والمقيمين على أرضها حملة توعوية عبر موقع تويتر، عبر وسم "#ملتزمون_ياوطن"؛ لدعم الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أبوظبي لمحاربة فيروس كورونا المستجد.
وعبّر المغردون عن التزامهم بدعم كل الإجراءات الوقائية التي تنفذها الإمارات، من خلال تنبيه أسرهم وأبنائهم وأصدقائهم بأهمية العمل ضمن الخطة التي تسعى الجهات الحكومية عبرها لمنع انتشار الفيروس الوبائي في الدولة.
ولاقت حملة "ملتزمون يا وطن" تجاوبا كبيرا على موقع "تويتر" بـ16 مليون مشاهدة في وقت وجيز؛ استجابة من المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات للجهود الرائدة التي اتخذتها السلطات بهدف حماية وسلامة كل المجتمع.
وما زاد اطمئنان المواطنين هو قيادتهم الحكيمة التي تتعامل بشفافية مطلقة وتؤازرهم دوما وتطمئنهم بنفسها على جميع المستجدات أولا بأول وتهدي لهم النصائح من منطلق الأبوة.
وأمس الإثنين، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "اطلعنا اليوم عبر اتصال مرئي على منظومة العمل الوطنية في التعامل مع فيروس كورونا المستجد واحتواء تداعياته.. جهود كبيرة تبذل من مختلف الجهات، التعاون والعمل بروح الفريق والتزام المجتمع، عناصر أساسية في استراتيجيتنا لمواجهة هذا الفيروس. حمى الله الإمارات وسكانها والعالم من كل مكروه"
وأضاف: "بإذن الله سيمضي هذا الوقت الصعب الذي نواجهه ومعنا العالم، لكن نحتاج إلى صبر، والإمارات ولله الحمد أوضاعها أفضل، بفضل همة الكوادر التي أخذت على عاتقها مواجهة انتشار فيروس كورونا من وقت مبكر.
وأكد أن "حماية وطننا وأهلنا والمقيمين من الأمراض مسؤوليتنا.. الإمارات اتخذت إجراءات عقلانية ومتقدمة وسبّاقة على الكثير من الدول في التقصي عن "فيروس كورونا" ومواجهته، وتدابيرنا الوقائية تتزايد بسرعة.. ونستفيد من تجارب عدد من الدول المتقدمة التي تصدت لهذا التحدي".
وكنوع من النصيحة الأبوية، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "عاداتنا وتقاليدنا غالية.. لكنْ للضرورة أحكام.. أطلب من كل إماراتي ومقيم أن يتحفظ عليها خلال هذه الفترة، ولا نجعلها سببا لضررنا ولا فرصة لإيذاء أهلنا وأسرنا ومجتمعنا، أوصيكم بآبائكم وأمهاتكم وأهلكم".
ومنعا لأي قلق، أكد أنه لن يحدث أي نقص سواء في إمدادات الغذاء أو الدواء في دولة الإمارات، وأن الدواء والغذاء خط أحمر وأن الدولة ملزمة بتأمينه.
* رعاية وشفاء
كل هذه الإجراءات يتلمسها المواطن الإماراتي عن قرب خاصة أن وزارة الصحة تعلن بين الحين والآخر شفاء حالات جديدة مصابة بالفيروس.
والأحد، أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية شفاء 3 حالات جديدة لمصابين بفيروس كورونا وتعافيهم التام من أعراض المرض بعد تلقي الرعاية الصحية اللازمة منذ دخولهم المستشفى.
وبذلك يبلغ عدد الحالات التي تماثلت للشفاء في دولة الإمارات 26 حالة.
وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أن الحالات التي تماثلت للشفاء تعود لشخصين من بنجلاديش وآخر من الهند.
ويعكس تعامل دولة الإمارات مع هذه الحالات حتى شفائها قوة النظام الصحي، وذلك بفضل الدعم الذي توليه قيادة الدولة الرشيدة لهذا القطاع والحرص على توفير أرقى مستويات الرعاية الصحية سواء للمواطنين أو المقيمين أو زوار الدولة.
ويتم التعامل مع الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد وفق أعلى المعايير الصحية المعمول بها، حيث يتم وضعهم تحت الملاحظة والرعاية الطبية التي تتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية للمصابين بأعراض هذا الفيروس، ومتابعة حالتهم عن كثب حتى تعافيهم التام من المرض.
* لا للشائعات
ولأنه في خضم الأزمات تظهر بعض الشائعات التي قد تؤثر بالسلب على الجهود المبذولة، حذرت الدولة رسميا من الانجرار وراءها باعتبارها جريمة يعاقب عليها القانون.
وأمس الإثنين، أعلن المستشار الدكتور حمد سيف الشامسي، النائب العام لدولة الإمارات، استدعاء عدد من مروجي الشائعات بشأن كورونا وتقديمهم للمحاكمة.
وأوضح، خلال مؤتمر صحفي، أن ترويج الشائعات يعاقب عليه القانون الإماراتي بعقوبات مغلظة ضمن قانوني: تقنية المعلومات والعقوبات الاتحادي.
ودعا الدكتور حمد سيف الشامسي إلى عدم الانسياق وراء الشائعات والمعلومات المضللة عبر منصات التواصل الاجتماعي حول فيروس كورونا.
وأكد أن دولة الإمارات كانت سبّاقة في اتخاذ التدابير الاحترازية للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأشار إلى تعامل الدولة بكل احترافية مع الحالات التي تم رصدها والتي لا تشكل في مجملها أي خطر يهدد المجتمع.
* من داخل الإمارات إلى الخارج
ولم تقف جهود الإمارات في مكافحة فيروس "كورونا" عند الداخل، فامتدت إلى الخارج لتشمل مساعدات وتجهيزات طبية، ومن ثم إجلاء رعايا دول شقيقة وصديقة من ووهان الصينية بؤرة الفيروس.
وفي نهج إنساني تلقائي وعطاء غير محدود، أبدت الإمارات استعدادها الكامل لتقديم كل الدعم لمواجهة أزمة انتشار "فيروس كورونا المستجد" وترجمته على أرض الواقع من خلال نقل طائرة إماراتية لإمدادات ومعدات طبية مقدمة من منظمة الصحة العالمية لإيران في إطار جهودها لاحتواء الفيروس.
ما يؤكد حرص الإمارات على التعاون مع المجتمع الدولي لمواجهة التحديات والمخاطر، ويؤكد أهمية دورها الراسخ في تعزيز المساعي العالمية للأهداف النبيلة التي يتم العمل على تحقيقها.
كما جاءت مبادرة الإمارات بإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة من مقاطعة هوبي الصينية بؤرة تفشي وباء كورونا إلى "المدينة الإنسانية" في أبوظبي كرسالة استجابة ودعم وتضامن مع دول الجوار من بلد العطاء والمساعدات.
وبتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية بناءً على طلب حكوماتهم ونقلهم إلى "المدينة الإنسانية" في أبوظبي.
وقامت طائرة مجهزة ومزودة بخدمات طبية متكاملة بعملية الإجلاء، والتي ضمت عدد 215 شخصا من رعايا دول عربية وصديقة.
الاهتمام بدول الجوار أكده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقوله: "تابعت باهتمام إجلاء العالقين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية إلى الإمارات".
وأكد أنهم "سيحظون برعاية صحية شاملة للتأكد من سلامتهم قبل عودتهم إلى بلدانهم، نشكر الحكومة الصينية على تعاونها ونثمّن جهود أبنائنا المتطوعين في هذه المهمة، إيماننا راسخ بوحدة المصير الإنساني".
ولم ينسَ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان العامل النفسي الذي يعانيه العالقون والمصابون، فبعث لكل منهم برسالة دعم وتضامن.
وجسّدت رسائل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إليهم معاني نبيلة وأصيلة كانت بمثابة الدعم النفسي والمعنوي وأدخلت البهجة والسرور على قلوبهم.
ومثلت رسائل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دعما نفسيا ومعنويا للأشقاء والأصدقاء الذين ضاقت بهم السبل قبل قيام الإمارات بإجلائهم من هوبي بناء على طلب حكوماتهم ونقلهم إلى "المدينة الإنسانية" في أبوظبي.
كما أكدت دولة الإمارات تضامنها مع الشعب الكوري الصديق واستعدادها لتقديم أشكال الدعم كافة في مواجهة الفيروس.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تغريدة على تويتر 5 مارس/آذار الجاري: "تلقيت اليوم اتصالا هاتفيا من الرئيس الكوري مون جاي إن.. بحثنا خلاله علاقاتنا الاستراتيجية وسبل تعزيز تعاوننا المشترك في مختلف المجالات وآخر تطورات انتشار فيروس "كورونا".
وأضاف: "أكدت له تضامن دولة الإمارات مع الشعب الكوري الصديق واستعدادها لتقديم أشكال الدعم كافة في مواجهة الفيروس".
* دعم الاقتصاد
وبالتوازي مع الإجراءات الوقائية والطبية والتعاون الدولي، حصّنت دولة الإمارات العربية المتحدة اقتصادها وأسواقها بمختلف مكوناتها من وباء فيروس كورونا بإعلانها رزمة إجراءات وحوافز وتسهيلات مالية لمختلف القطاعات الاقتصادية.
كان لهذه الإجراءات عظيم الأثر على الاقتصاد الإماراتي وتقليل التأثيرات السلبية عليه كما شهدت اقتصاديات العديد من الدولة العربية والأوروبية منذ انتشار فيروس كورونا.
ومنذ الأسبوع الماضي، بدأت الإمارات تدريجيا بالإعلان عن رزمة تسهيلات وتخصيص مبالغ تجاوزت 100 مليار درهم، لحماية القطاعات الاقتصادية أبرزها الشركات الصغيرة والمتوسطة والقطاعات السياحية والعقارية وأسواق التجزئة.
والسبت الماضي، أعلن مصرف الإمارات المركزي خطة دعم اقتصادي شاملة بقيمة 100 مليار درهم (27 مليار دولار) لاحتواء تداعيات فيروس "كورونا" الذي أصاب 85 شخصا حتى الآن في البلاد.
وقال مصرف الإمارات المركزي، في بيان، إنه أصدر إلى جانب الحوافز، لوائح وتعليمات جديدة لدعم الشركات والزبائن المتعاملين بالتجزئة، والذين تضرروا بسبب انتشار "كورونا".
وأمس الإثنين، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن السلطات في الإمارات ستدعم الاقتصاد عبر تسهيل القوانين والتشريعات الاستثمارية مع انتشار فيروس كورونا.
وقال على تويتر: "استعرضت مع أعضاء المجلس التنفيذي في أبوظبي الأوضاع الاقتصادية في ظل التطورات التي تشهدها الأسواق العالمية.. البرامج التحفيزية القائمة في الإمارة والإجراءات التي أعلنها المصرف المركزي والحكومات المحلية مؤخرا، تمثل دعامة وضمانة للاستقرار الاقتصادي والمالي في الدولة".
وأضاف: "وجهت باستمرار جميع المشاريع الرأسمالية حسب الخطط المعتمدة وعدم إلغاء أو تأجيل أي مشروع في إطار الأجندة التنموية لأبوظبي، وأخذ تدابير إضافية للحفاظ على المكتسبات الاقتصادية في الإمارة وإعطاء الأولوية للشركات الناشئة في ضوء التحديات الحالية".
وأعلنت حكومة أبوظبي تخصيص مليار درهم لتأسيس صندوق صانع السوق، لتوفير السيولة وإيجاد توازن مستمر بين العرض والطلب على الأسهم.
كما أعلنت أنها ستوقف العمل بكفالات العطاء لتخفيف الأعباء المالية على الشركات وإعفاء الشركات الناشئة من كفالة حسن التنفيذ للمشاريع التي تصل قيمتها إلى 50 مليون درهم.
وفي تغريدة على تويتر، ذكرت الحكومة أنه تم تخصيص 3 مليارات درهم لبرنامج الضمانات الائتمانية لتحفيز تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة عن طريق البنوك المحلية، والذي يدار من قبل مكتب أبوظبي للاستثمار، بهدف تعزيز قدرة هذه الشركات على اجتياز بيئة السوق الحالية.
* جهود قادة الإمارات
جهود قادة الإمارات في مواجهة فيروس كورونا شملت التواصل مع المنظمات الدولية ورجال الأعمال أصحاب الإسهامات الخيرية، وكان منها اتصال هاتفي بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورجل الأعمال الأمريكي بيل جيتس الذي تناول سبل دعم جهود تطوير علاج لفيروس كورونا والوقاية منه.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تغريدة على "تويتر": "بحثت مع الصديق العزيز بيل جيتس، خلال اتصال هاتفي، أهمية استمرار تضافر الجهود وتعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات الدولية والجهات الخاصة في العمل الإنساني".
كما بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الدكتور تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية، علاقات التعاون والعمل الإنساني المشترك بين دولة الإمارات والمنظمة.
وناقش الجانبان، خلال اتصال هاتفي، أهمية وإمكانات تكثيف التعاون والتنسيق المشترك بين الإمارات ومبادراتها الإنسانية المعنية بالصحة، ومنظمة الصحة العالمية والهيئات التابعة لها لمواجهة خطر انتشار فيروس "كورونا المستجد" ودعم جهود المجتمع الدولي والحكومات والمجتمعات لاحتوائه والحد من تداعيات انتشاره بجانب تطوير علاجاته والوقاية منه.
واطلع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من الدكتور تيدروس أدهانوم على جهود منظمة الصحة العالمية الرامية إلى مكافحة انتشار "فيروس كورونا" واحتوائه وسرعة إيجاد علاجات لمكافحته، إضافة إلى المبادرات والبرامج الصحية العالمية التي تطلقها المنظمة.
وأكد استعداد دولة الإمارات للتعاون مع المنظمة ودعم جهودها في مكافحة فيروس كورونا وتطوير علاجاته واحتوائه.
وشدد على أن نهج العمل الإنساني يعد ركيزة أساسية من الركائز التي قامت عليها دولة الإمارات منذ نشأتها في ضرورة مد يد العون ومساعدة الشعوب في مختلف الظروف الصعبة التي تمر بها دون تمييز بين عرق أو دين وإنما انطلاقا من مواقفها الإنسانية وغرس بذور الخير في مختلف مناطق العالم.
وأكدا أهمية التواصل خلال الأسابيع المقبلة لبحث التطورات ووضع الخطط والبرامج المشتركة للتصدي لهذا الفيروس وغيره من التحديات الصحية التي تواجه العالم.
كما بحث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، إجراءات السلامة ومخاطر انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، الأحد الماضي: "التقيت أخي محمد بن راشد في استراحة المرموم.. حفظ سلامة الناس وصحتهم من مخاطر انتشار فيروس كورونا محور حديثنا".
وأضاف: "الإمارات بتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات وفرت الإمكانات كافة لأخذ التدابير الوقائية لحماية المجتمع.. لن نتوانى في اتخاذ ما يلزم لضمان صحة الناس.. كلنا شركاء في مواجهة هذا التحدي".
بدوره، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "مع أخي محمد بن زايد.. نبعث رسالة لشعبنا بأن صحتهم هي الأهم وبأن موارد الدولة كلها مسخّرة لضمان سلامتهم.. وبأن الجميع اليوم مسؤول عن الجميع.. وبأن دولة الإمارات متحدة أمام التحديات، ومتحدة لتجاوز الأزمات، ومتحدة لحفظ المنجزات.. حفظ الله شعبنا وأدام على مجتمعنا الصحة والسلامة والعافية".
ولم ينسَ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن يشكر القائمين على المنظومة الطبية في بلاده على دورهم الكبير في الحد من انتشار الفيروس.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تغريدة: "كل الشكر والتقدير نوجهه إلى فرق العمل كافة وخاصة الكوادر الطبية في الجهات الاتحادية والمحلية للجهود الاستثنائية التي يبذلونها ودورهم الرئيسي والمباشر في مواجهة تحدي انتشار فيروس كورونا.. على عاتقهم مسؤولية كبيرة ومن واجبنا جميعا التعاون معهم".
وأضاف: "خالص الشكر والتقدير للكوادر الطبية من أصغر موظف إلى أكبرهم.. الذين وقفوا خط الدفاع الأول وفي الصفوف الأمامية.. نحن مدينون لهم.. وعملهم هذا لا يمكن أن ننساه".
وفي دعوة للتفاؤل، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "أدعوكم إلى التحلي بالإيجابية وروح التفاؤل التي تعلمناها من والدنا زايد في مواجهة التحديات كافة، وأن نخلق من التحديات فرص نجاح.. آباؤنا وأجدادنا مروا بأزمات عديدة واجهوها بالصبر والأمل والتفاؤل، ما أحوجنا اليوم إلى الاقتداء بهم