بالصور.. انطلاق "العمارة في الإمارات" لتوثيق التراث المعماري الحديث
وزارة الثقافة الإماراتية توقع شراكات استراتيجية مع عدد من المؤسسات الحكومية لإطلاق المبادرة بالتعاون مع دائرة التخطيط العمراني
أطلقت الإمارات مبادرة وطنية لتطوير المعرفة المعمارية، الأحد، بعنوان "العمارة في الإمارات"، بهدف توثيق التراث المعماري الحديث في أبوظبي، وتطوير المعرفة المعمارية والتخطيط العمراني من خلال وضعها في سياق محلي.
ووقعت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية شراكات استراتيجية مع عدد من المؤسسات الحكومية والأكاديمية لإطلاق المبادرة، بالتعاون مع دائرة التخطيط العمراني والبلديات في أبوظبي، ودائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، وجامعة زايد.
قالت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات: "ينسجم مشروع العمارة في الإمارات مع أهدافنا الاستراتيجية الرامية إلى المحافظة على التراث الثقافي المعماري للدولة، وتوثيقه لأجيال المستقبل، فالعمارة تعكس مدى تقدم الدولة وتطورها، وأنماط الحياة السائدة فيها، وتبرز جمال أسلوبها الهندسي، ويسلط المشروع الضوء على أصالة فن العمارة، وجمال التصاميم ودقتها وبساطتها، باعتبارها انعكاسا للبيئة التي كانت سائدة في الماضي".
وأكدت الكعبي أن "شراكتنا الاستراتيجية مع نخبة من مؤسساتنا الوطنية والأكاديمية تؤرخ لإرث الإمارات المعماري، وتسهم في تطوير محتوى ثري، يرصد المشهد العمراني، ويستكشف تأثير العمران على ملامح الحياة اليومية، ويعيد إحياء الأنماط المعمارية القديمة في التصاميم الحالية وفق رؤية عصرية تمزج بين الماضي والحاضر".
وأشارت الوزيرة الإماراتية إلى أن تعليم التراث المعماري يشكل الأساس لمشروعنا، من خلال إعداد مادة علمية محكمة، تدرس في الجامعات، وتنقل الفكر المعماري القديم إلى الأجيال الناشئة.
بينما قال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: "التغيرات السريعة التي يشهدها مجتمعنا رافقها تغير في أنماط العمارة، والتي أصبحت أكثر تكيفاً مع الظروف المعيشية العصرية وتتبع أسلوبا حضريا متطورا".
وأضاف: "من المهم توثيق الطرز المعمارية المختلفة التي تطورت في البلاد في العقود الماضية، باعتبارها جزءا من الذاكرة الجمعية ودليلا على المحطات التاريخية التي مر بها المجتمع، خاصة أن الطرز المعمارية تستجيب في معظم الأحوال للعوامل الاجتماعية والتفضيلات الفردية المتغيرة".
يشتمل المشروع على مجموعة من المُخرجات تتصل بكل مرحلة من مراحل إنجازه واكتماله على المدى القصير والمتوسط والبعيد، من بينها مؤشر العمارة الذي يعد قاعدة بيانات معمارية شاملة، وهي مرجع بحثي يجمع بين البحوث الحالية والجديدة حول بيئة البناء الموجود المخطط له في الدولة، ويمكن للطلاب والباحثين المتخصصين في تاريخ الإمارات ومشهدها الحضري الاستفادة منه، كما يوفّر توجيهات لصناع القرار في مجال صون المباني وتخطيطها وتطويرها، وقد تم إعداد المشروع ليكون أول مؤشر مرجعي تعاوني للعمارة على المستوى الاتحادي للعمل على توثيق مشهد البناء في الدولة وإيجاد المزيد من المعرفة والوعي حولها.
كما سيتم تأسيس معهد زايد لبحوث الهندسة المعمارية، ويكون مقره في جامعة زايد ويهدف إلى توفير فرص البحث وتنمية المعرفة والمشاركة في التواصل مع المجتمع حول موضوعات الهندسة المعمارية في الإمارات، من خلال مبادرات محددة منها المنهج الدراسي المخصص للهندسة المعمارية الإماراتية، ويعمل المعهد على إدارة وتحديث مؤشر العمارة في الإمارات، وتوجيه المشاريع البحثية الجديدة، وكذلك نشر الأعمال وعرضها للجمهور العام، وقبول المشاركات المقدمة من المنظمات المتعاونة.
ويجري إعداد نموذج لمنهج دراسي يركّز بشكل خاص على مشهد العمارة محلياً وإقليمياً، التعاون مع الشركاء المختلفين، ويمكن تدريس المنهج هذا في الجامعات المحلية والعالمية أيضاً، ومن ضمن مخرجات المشروع إصدار كتاب بعنوان مساحات التعايش يتناول المساحات المنتشرة في أرجاء الإمارات سواء المساحات الدينية أو المراكز الثقافية أو أماكن التواصل والتعلم.
ويشمل المشروع إقامة معرض وإصدار كتاب بعنوان "بيوت زايد: ديمقراطية الصحراء"، إذ تجسّدت شخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الروح البدوية الأصيلة وصفات القائد العظيم، وكان يقضي معظم وقته في التنقل بين أرجاء الإمارات للتواصل مع أبناء المجتمع والإشراف على تنفيذ المشاريع التنموية، وكان الشيخ زايد يستقبل أبناء المجتمع في مجالسه للتشاور معهم وتوفير الدعم لهم، وكانت منازله هي المقرات التي يستقبل فيها زواره ويمارس فيها ما اصطلح على تسميته "ديمقراطية الصحراء"، واتخذت هذه البيوت أشكالاً مختلفة تتنوع بين الاستراحات والبيوت والمزارع والحصون الموزعة في أنحاء الدولة.
ومن المقرر تقديم المشروع في إطار معرض دولي وكتاب خاص يلقي الضوء على مختلف أشكال تلك المنازل وعلى المبادئ المشتركة، من بينها التي سمحت بممارسة "ديمقراطية الصحراء"، وتعرض خلال معرض إكسبو 2020 للاحتفاء بأسلوب القيادة الذي تميّز به المغفور له الشيخ زايد.