"الثقافة" الإماراتية تحتفي بمئوية سعيد بن عتيج بمسابقة شعرية
المسابقة تسهم في تعزيز جانب مهم من قصائد سعيد بن عتيج وتعزز حضور شعر الونة وفن طارج الونة في المجتمع الإماراتي
تحتفي وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية بمئوية الشاعر الإماراتي سعيد بن عتيج، بإطلاق مسابقة شعرية تخليدا لإرثه وإسهام في تحفيز إبداعات الشباب في مجال الشعر.
وقالت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، خلال كلمتها في الندوة: "نحتفي اليوم بالموروث الشعري لدولة الإمارات، ونخلّد ذكرى أحد شعراء الإمارات المرموقين، والذي ما زالت أشعاره تتردد في عقول أبناء الإمارات، إذ تميزت أشعار سعيد بن عتيج بقربها من الناس، بما جعل أبناء مجتمعه من الأجيال اللاحقة يهتمون بأشعاره ويحفظونها ويتناقلونها".
بينما قال سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، إن المسابقة تسهم في تعزيز جانب مهم من قصائد سعيد بن عتيج، وتعزز حضور شعر الونة (أحد الفنون الشعبية التراثية التي تتميز بها الإمارات) وفن طارج الونة في المجتمع الإماراتي، موضحاً أن المسابقة ستكون فقط عن فن "طارج الونة"، بنشر 7 قصائد ونة من أشعار سعيد بن عتيج على موقعي الوزارة واللجنة.
وأكد أن الاحتفال بمئوية الشاعر سعيد بن عتيج، والتي جاءت من خلال التوأمة الثقافية الرسمية بين الوزارة واللجنة، تنبع من إدراك أهمية الاحتفاء بالرموز الإماراتية الذين لهم مكانة خاصة في الدولة، مشيرا إلى أن قصائد ابن عتيج عملت على تعزيز حضور فن الونة الذي يسمى أيضا الطارج.
وتناول الباحث علي بن أحمد الكندي، خلال الندوة، سيرة حياة الشاعر، قائلا "إن الشاعر سعيد بن راشد بن سعيد بن عتيج الهاملي من أبرز شعراء النبط في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، ويعدّ من كبار شعراء الإمارات في القرنين الـ19 و20، إذ سطع نجمه بين أقرانه من الشعراء بتميزه بقوة شعره وجزالة معانيه"، مشيرا إلى أن الشاعر من مواليد منطقة الظفرة في بطانة ليوا على بعد 20 كيلومترا من ليوا، وتحديدا في محضر "حوايا" 1875 على وجه التقريب، وله 3 أخوات يصغرهن بالعمر هن: حمدة وليلى وفاطمة، وتوفي بعمر 44 سنة في 1919.
وأوضح الكندي أن سعيد بن عتيج عرف بتنقلاته الكثيرة، إذ عاش لبضع سنوات في إمارة دبي، ووصل في تنقلاته إلى مناطق من بادية إمارة الشارقة، وتحديداً منطقة المدام، وسافر في مطلع القرن الـ20 إلى البحرين للعلاج في أحد مستشفياتها من مرض أصابه، وتكللت رحلته العلاجية بالنجاح.
بينما قال الدكتور غسان الحسن، خلال الندوة، إن قصائد الشاعر ابن عتيج تنوعت في أغراضها بين العاطفي والمدح ووصف الطبيعة في بيئتي البادية والبحر، مضيفاً أن عددا غير قليل من قصائده ارتبط بأحداث شخصية وحكايات أسهمت في انتشار قصائده بشكل كبير بين الرواة في مختلف إمارات الدولة، منها ما يظهر صفات الولاء والشجاعة والمروءة لديه، ومنها ما يظهر الجانب العاطفي في شخصيته.
وأشار إلى أنه خلال دراسته لأشعار ابن عتيج وجد تميز أشعاره بالحكمة في موضوعاته الشعرية، مضيفاً أن الحكمة عنده لا تأتي مقصودة لذاتها، في قصيدة منفصلة أو أبيات مستقلة، وإنما يوردها تعليقاً على موقف مر به، أو تجربة أوصلته إلى هذه النتيجة، لذا فهي تأتي في سياق القصيدة وأحداثها، أو يكون ما وصل الشاعر إليه برهانا عليها.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA= جزيرة ام اند امز