"المنكوس" برنامج تلفزيوني يحيي تراث الشعر النبطي في الخليج
لجنة تحكيم برنامج "المنكوس" تنتهي من فزر المشاركات المقدمة لها وتستقبل المرشحين يومي 15 و16 ديسمبر في أبوظبي.
انتهت لجنت تحكيم برنامج "المنكوس" من عملية تقييم وفرز المشاركات المقدمة للبرنامج، حيث تستعد لاستدعاء المشاركين الذين وقع عليهم الاختيار لتقديم أعمالهم أمام لجنة التحكيم الموافق من 14 و15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، إذ سيتم بعد ذلك اختيار أفضل 18 مشاركاً للمنافسة في الحلقات المباشرة للبرنامج.
"المنكوس" هو برنامج تلفزيوني سيتنافس فيه المشاركون على أداء "لحن المنكوس"، أحد الفنون التراثية الإماراتية والخليجية لغناء الشعر النبطي، أطلقته لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وسيستضيف مشتركين من الدول العربية كافة.
وقال عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة تحكيم برنامج المنكوس، إن اللجنة استقبلت مشاركات صوتية لمئات المشاركين من مختلف الدول العربية والخليجية، كما أن نوعية المشاركات تبشر بموسم تنافسي قوي سيقدم نماذج قوية ومتميزة في لحن المنكوس.
وأكد المزروعي أن اللجنة تسعى من خلال البرنامج إلى التعريف بالموروث الشعبي والمحافظة عليه، وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية، تجسيداً لتوجيهات القيادة الرشيدة، التي تحثنا دوماً على التمسك بقيمنا الإنسانية، والالتزام بالمحافظة على تراثنا المادي والمعنوي، والعمل الدؤوب من أجل بناء مجتمع متماسك، يعتز بقيمه وعاداته الأصيلة.
وفي هذا السياق، أفاد سعيد بن كراز المهيري، مدير البرنامج، أن "المنكوس" يعتبر الأول من نوعه في العالم العربي، ويسعى إلى تقديم تراث الإمارات والخليج العربي في صيغة تصل إلى دول العالم بأكمله.
كما أوضح بن كراز أن لجنة تحكيم البرنامج تضم نخبة مميزة من الباحثين في الشعر النبطي وألحانه والمتخصصين في النقد والأدب والشعر من الإمارات ودول الخليج العربي، إذ تتكون أعضاء لجنة التحكيم من الناقد والأكاديمي الدكتور حمود جلوي عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بكلية التربية الأساسية في دولة الكويت، ومن الشاعر النظم والمحاورة محمد بن مشيط المري من دولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى شاعر النظم والمحاورة والمنشد شايع فارس العيافي من المملكة العربية السعودية.
وفي هذا الإطار قال الدكتور حمود جلوي، عضو لجنة التحكيم، إن اللجنة قامت على مدار يومين متتاليين بفرز وتقييم المشاركات، والتي تضمنت مستويات متقدمة في أداء "لحن المنكوس" بصورة جميلة، وأن أداء المادة الصوتية المتقدمة امتازت بالجودة العالية ودقة الاختيار، إلى جانب تنوع في الموضوعات والتجارب.
وأكد جلوي أن أبوظبي سباقة في مجال حفظ التراث، وبرنامج المنكوس يعتبر متفرداً في طرحه وتطرقه إلى فن معين، وبعيدا كل البعد عن التكرار.
البرنامج يسعى إلى الحفاظ على الموروث الثقافي، وتسجيله كمنصة ثقافية دائمة تنطلق نحو العالمية، عبر مسابقة تلفزيونية يمر بها المشاركون بعدة مراحل، تبدأ في مرحلة تجارب الأداء، مروراً بحلقات البث المباشرة، وصولاً إلى الحلقة النهائية التي تنتهي بفوز مشارك واحد، ليكون بطل الموسم الأول في أداء "لحن المنكوس".
وسيتضمن ١٠ حلقات من بينها حلقتان تسجيليتان لـ"تجارب الأداء التي سوف تلخص تجارب أداء المشتركين أمام لجنة التحكيم ومراحل تقييمهم وتحديد المتأهلين منهم إلــى حلقات البث المباشر، وسيكون هناك 8 حلقات مباشرة ستعرض منافسات المشتركين المتأهلين من الحلقات التسـجيلية وفق آلية معينة، وصولاً إلى الحلقة النهائية التي يعلن فيها صاحب اللقــب، فيما سيكون هناك ٨ حلقات تسجيلية ترافق الحلقات المباشرة بعنوان "كواليس المنكوس".
يشار إلى أن "المنكوس" يعتبر أحد بحور الشعر النبطي الطويلة التي تطرب سامعها وتشده إليها من خلال تفعيلة العروض المتميزة عن غيره من بحور الشعر الأخرى، وتفعيلة المنكوس هي من البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن) مع الالتزام بالقافية في صدر بيت الشعر وعجزه.
وترجع تسمية المنكوس بهذا الاسم إلى طريقة أدائه في الغناء، إذ يبدأ المغني بطبقة صوت مرتفعة تنخفض شيئاً فشيئاً مع الشطر الأول من صدر البيت الشعري لتبلغ أوجها في نهاية هذا الشطر، ثم تعود وتنتكس (تنخفض) بشكل متدرج في الشطر الثاني من البيت.