تولي دولة الإمارات لقضية التغير المناخي والحفاظ على البيئة، أهمية كبرى منذ سنوات وعقود طويلة مضت، وتتوج جهودها ورؤيتها على هذا الصعيد بانعقاد الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، في مدينة إكسبو دبي.
مؤتمر مقرر انعقاده خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، بهدف السعي لإحراز تقدم ملموس في العمل المناخي العالمي، وإعطاء دفعة كبيرة للجهود الدولية الساعية إلى تنفيذ تعهدات مواجهة التغيرات المناخية.
وترجع أهمية انعقاد قمة المناخ 2023، بدولة الإمارات، إلى تمتع الأخيرة بعلاقات جيدة مع العديد من دول العالم، ما يجعلها مكاناً مناسباً لاتفاق دول العالم على استراتيجية المواجهة المناخية، بالإضافة إلى التزام دولة الإمارات بالمواجهة، من خلال وضع هدف للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مع تطوير مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة.
يأتي ذلك إضافة إلى خبرة دولة الإمارات في استضافة الأحداث الدولية الكبرى، مثل إكسبو دبي، الذي استطاعت من خلاله إظهار القدرات التنظيمية الكبيرة لها.
وستركز القمة على مجموعة من القضايا المتعلقة بتغير المناخ، منها: الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتطوير مصادر الطاقة المتجددة، والتكيف مع آثار تغير المناخ، مع تأكيد أهمية وضع الخطوات التنفيذية لعملية تمويل العمل المناخي، خاصة مع الدول النامية والفقيرة، التي تحتاج إلى دعم في المواجهة المناخية.
وبدأت دولة الإمارات مسيرتها في العمل المناخي منذ عشرات السنين، ومن أبرز خطواتها في هذا الاتجاه الانضمام لاتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون وبرتوكول مونتريال عام 1989، ثم الانضمام للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ عام 1995.
جاء بعد ذلك التصديق على بروتوكول كيوتو بشأن تغير المناخ عام 2005، وتوالت الجهود المناخية الإماراتية حيث تأسست مدينة مصدر عام 2008، وهي واحدة من أهم مدن المستقبل استدامة في العالم، التي تعتمد على الطاقة النظيفة، وكذلك استضافة المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا» عام 2009، والانضمام لاتفاقية باريس للمناخ عام 2015.
ويضاف إلى كل هذه الخطوات تنظيم المؤتمرات الدولية بشأن المناخ، وتوقيع اتفاقيات ومبادرات لتحقيق التنمية المستدامة وخفض الانبعاثات مع مجموعة العشرين والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، مع تطبيق مبادرات بيئية متعددة في البلاد.
ويعد «COP28» الحدث الأبرز في دولة الإمارات عام 2023، حيث ستعزز مكانة البلاد كدولة رائدة في العمل المناخي، وستجذب الاستثمارات في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة، مع رفع مستوى الوعي بتغير المناخ في دولة الإمارات؛ إذ إن القادة المجتمعين في مؤتمر «COP28» قادرون على استحداث ما يمكن أن يسهم في التنمية المستدامة، بالاتفاق على بدائل يمكنها الحد من الانبعاثات الكربونية.
وتسعى دولة الإمارات إلى وحدة الموقف الدولي في تحقيق التقدم في العمل المناخي، والوصول إلى إجماع عالمي على خريطة طريق تحقق تحولاً في نهج العمل المناخي في المستقبل، والوصول إلى مخرجات بشأن تسريع تحقيق انتقال منظم وعادل في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على جهود التكيف لتحسين الحياة للبشر.
وبينما تمتلك دولة الإمارات عدداً من الاستراتيجيات والخطط التي تدعم الاستدامة، منها: استراتيجية الحياد الكربوني 2050، والاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050، ستسلط قمة المناخ الضوء على أهمية العمل الجماعي لمواجهة تغير المناخ، خلال حضور نحو أكثر من 150 من القادة والزعماء.
ويتوقع أن تُحدد القمة الخطوات الملموسة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مع التركيز على دعم المبادرات البيئية العالمية.
ويمكن اعتبار مواجهة التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية إحدى الركائز الأساسية لأجندة العمل الإماراتي، خاصة أن المواجهة المناخية هي أحد العوامل الرئيسية للتنمية المستدامة، بينما يُرجَّح أن تكتسب المبادرات المناخية المزيد من الزخم في الفترة المقبلة في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر على العديد من دول العالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة