لا شك أن استضافة وطني الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بمدينة إكسبو دبي قمة المناخ الدولية COP28 هي تأكيد على ريادة العرب وإصرارهم على الحفاظ على المناخ بشكل عام في ظل نجاح الشقيقة مصر في استضافة القمة الماضية COP27.
ويسعى الوطن هنا بجدية وبقوة قيادته الرشيدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى التحول باتجاه الاقتصاد الأخضر، وتحقيق انتقال الطاقة، من خلال تنمية مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة، بالإضافة إلى مشروعات الهيدروجين الأخضر داخليًا، إذ نمتلك الآن 3 من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية عالميًا، بجانب الانتهاء من خريطة طريقة الهيدروجين.
وفي هذا السياق فإن دور الإمارات العربية المتحدة كمضيفة لقمة المناخ COP28 يعكس التزامها الراسخ بالحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، حيث تعد قمة المناخ COP28 هي الاجتماع السنوي الثامن والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (UNFCCC).
وتهدف هذه القمة إلى تعزيز التعاون الدولي للتصدي للتحديات المناخية العالمية واتخاذ إجراءات فعالة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع التغيرات المناخية.
اختيار الإمارات لاستضافة COP28 يعكس الدور الريادي الذي تلعبه الدولة في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة، وتعد دولة الإمارات واحدة من الدول القليلة في المنطقة التي تولي قضايا البيئة أولوية عالية، وتعتبر رائدة في اتخاذ إجراءات جادة للتصدي للتحديات المناخية.
وتستند استضافة الإمارات لقمة المناخ COP28 إلى عدة عوامل تجعلها مكانا مناسبا لهذا الحدث الدولي؛ حيث تتمتع ببنية تحتية قوية وتكنولوجيا متطورة، وهي تستثمر بشكل كبير في الابتكارات البيئية وتطوير الطاقة المتجددة. وتشجع الحكومة الإماراتية الابتكار والاستدامة، وتعمل على تعزيز الوعي البيئي وتشجيع الشراكات الدولية لمكافحة التغير المناخي.
ومن المتوقع أن تساهم استضافة COP28 في الإمارات في زيادة الوعي العالمي بالتحديات المناخية والحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية، وستوفر القمة منصة للدول لتبادل الخبرات والمعرفة وتعزيز التعاون الدولي في مجال الحد من الانبعاثات والتكيف مع التغيرات المناخية.
بالإضافة إلى ذلك، ستساهم القمة في تعزيز الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتنفيذ مشاريع ومبادرات مستدامة، سيكون للإمارات الفرصة لعرض إنجازاتها وابتكاراتها البيئية وتبادل الخبرات مع الدول الأخرى.
ومن الجوانب الأخرى التي تجعل استضافة الإمارات لقمة المناخ COP28 مهمة هي الدور الرئيسي الذي تلعبه المنطقة العربية في المشهد العالمي للتغير المناخي.
وتواجه الدول العربية تحديات فريدة ومعقدة نتيجة تغير المناخ، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه وتجاوز المستويات البحرية، ولذلك فإن استضافة الإمارات لهذه القمة تعكس الالتزام العربي بالتصدي للتحديات المناخية وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي للتكيف والاحترار العالمي.
باختصار.. استضافة الإمارات قمة المناخ COP28 تعكس التزامها الراسخ بالحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، وستوفر الفرصة للدول للتعاون وتبادل الخبرات في مجال مكافحة التغير المناخي وتحقيق أهداف اتفاقية باريس.
ومن المتوقع أن تلعب الإمارات دورا قياديا في تحفيز العمل العالمي لتحقيق تعاون دولي قوي لمواجهة التحديات المناخية والحد من تأثيرات التغير المناخي على مستوى العالم.
كل ما سبق يؤكد ريادة الوطن بينما استضافة القمة له أبعاد أخرى اقتصادية؛ حيث إن استضافة قمة المناخ COP28 ستجلب عددا كبيرا من الزوار والمشاركين من مختلف دول العالم، وهذا سيعزز قطاع السياحة في دولة الإمارات ويساهم في زيادة الإيرادات السياحية.
كما أن استضافة القمة ستعزز الاهتمام بالتكنولوجيا البيئية والمستدامة والطاقة المتجددة، وأتوقع أن القيادة الوطنية بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ستدعم وبقوة وستشجع الشركات الوطنية على الاستثمار في هذه القطاعات.
ويعزز ذلك الابتكار ويخلق فرص عمل جديدة ويدعم النمو الاقتصادي، كما أن القمة ستجذب المشاركين من الحكومات والشركات ومؤسسات البحث والمنظمات غير الحكومية، وهذا يفتح الأبواب لتوسيع شبكات الشراكات وتبادل الخبرات والمعرفة، وقد تتم خلال القمة توقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية جديدة، مما يدعم نمو الاقتصاد ويعزز التبادل التجاري والاستثمارات بين دولة الإمارات والدول الأخرى.
وهنا أفتخر بوطني الذي سينجح بأبنائه المخلصين في الخروج بالقمة بشكل مبهر في كل النواحي والمجالات في ظل قيادة رشيدة تعمل على فكر ومسار مؤسسي الوطن الآباء والأجداد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة