لا شك أن لفظ "كورونا" هو أحد أكثر الألفاظ التي تم تداولها بين أسماع العالم أجمع.
تلك الكلمة التي حملت في طياتها العديد من الألغاز من جهة، والحقائق من جهة أخرى، والتي لازمتنا ولا تزال منذ أكثر من سنة وسبعة أشهر على سبيل الدقة.
كورونا أو كوفيد-19 أو حتى جائحة كورونا، كلها ترجمة لوباء قلب الموازين العالمية، وأقصد هنا ليس فقط ميزانا اقتصاديا أو حتى سياسيا، وإنما وصل بتأثيراته إلى المجال الإعلامي، وهذا مقصد الحديث.
مع الانفتاح العالمي، فتح الإعلام التقليدي بشكل خاص، ووسائل الإعلام الاجتماعي، متمثلة في شبكات التواصل، باباً من الحقيقة وأبواباً أخرى من الخيال، وأقصد هنا الشائعات، التي بثتها تلك الوسائل لتنال، ليس من مجتمعات فقط، وإنما من منظمات ودول أيضا.
وعلى سبيل المثال، نالت تلك الشائعات من عزيمة وجهد الدول في محاربة جائحة "كورونا"، ولكن لفترة محدودة فقط، لتهب السواعد القوية والقلوب النقية لتدحض هذه الأكاذيب، وربما يتساءل القارئ: كيف حدث ذلك؟، والرد بالقطع موجود، فليس بالكلام تبنى الحقائق.
في الحالة الإماراتية، احتلت هذه الدولة المرتبة الأولى عالمياً وحصلت على المركز الأول في العديد من المؤشرات المرتبطة بالتعامل مع فيروس كورونا المستجد، بدءاً من مرحلة الاستجابة حتى التعافي والتغلب على القضايا الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي نتجت عن الفيروس.
وتصدرت الإمارات العالم في توزيع جرعات اللقاح اليومية لمدة 7 أيام من 12 إلى 18 يناير الماضي، بمعدل 1.16 جرعة لكل 100 شخص، كما أنها الدولة الخامسة عالميا في امتلاك جرعات "كوفيد-19".
وقد نجحت الإمارات في أن تصبح الدولة الأولى، التي يتجاوز فيها عدد تجارب فيروس كورونا المستجد، عدد السكان الفعلي، ففي 6 أكتوبر الماضي تجاوزت الإمارات حاجز 10 ملايين جرعة منذ بداية الوباء.
وقدمت الدولة كل ما سبق برؤية استشرافية حكيمة للقيادة الرشيدة، والتي كان مبتغاها سلامة المجتمع وتعافي قطاعات الدولة كافة.
وكانت للإمارات الصدارة في أكثر من 121 مؤشرا عالميا، بدءا من المؤشرات السياسية كجواز السفر رقم 1، أو مؤشرات الأمان أو البنى التحتية كقطاع الكهرباء والماء، وصولا إلى مؤشر الاستقرار الاقتصادي، الذي تبوأت فيه صدارة العالم.
إن إعادة فتح نشاطات مختلفة في الدولة هو دليل على الخطوات السريعة نحو تعافي القطاعات كافة، وذلك مرتبط بشكل وثيق مع مصلحة الوطن وحمايته وصونه، بما هو فرض على كل من يعيش على أرضه من مواطنين أو مقيمين، على حد سواء.
ولعل الشائعات المغرضة هي أكثر ما يصيب الأمم في هذه الأوقات الصعبة، لكن الإحصائيات التي أوردناها سابقا كانت خير رد ودليل لإسكات ألسنة الحاقدين والمغرضين، الذين لا يألون جهدا في نشر سمومهم نحو دولة الإمارات.
لقد تعاملت الإمارات بشفافية وصدق عبر وسائل الإعلام المحلية، ولم تدخر جهدا في إرسال رسائل طمأنة، حتى في فترات زيادة إصابات كورونا خلال أشهر سابقة، إذ لم تحجب أيا من الحقائق في الماضي، ولا في الحاضر أو المستقبل.
لقد تميزت الإمارات بتبني مبادرات استثنائية استخدمت فيها الموارد والمعدات اللازمة لتجاوز أصعب المراحل، حيث سارعت بإطلاق البرنامج الوطني للتعقيم وتنفيذ التعليم عن بُعد، وأنظمة التوظيف عن بُعد، وكانت من أوائل الدول، التي استخدمت علاجات مبتكرة للأشخاص المتعايشين مع الفيروس، مثل علاج الخلايا الجذعية.
كذلك بناء أكبر معمل في العالم لاختبارات جديدة حول كورونا خارج الصين، والعديد من الإجراءات الاحترازية الأخرى في مجالات مختلفة، والتي أسهمت بشكل كبير في الحد من انتشار الفيروس.
يكيد الحاقدون، لكن الإمارات تمضي قدما إلى مجدها وتميزها، إذ تستعد لاستقبال "إكسبو 2020"، هذا الحدث العالمي، الذي يأتي في وقت تهاوت فيه اقتصادات العالم أجمع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة