القفزات الكبرى للدول باتجاه المستقبل والريادة العالمية لا تحدث مصادفةً ولا حظاً، بل نتيجة خطط طموحة تقودها رؤى استراتيجية.
تعترض هذه الرؤى عقبات يذلِّلها القادة والمسؤولون بكل جدٍّ واجتهاد، وهي كذلك نتيجة لقيمة الدولة وعلاقاتها الدولية القوية ودبلوماسيتها الفاعلة، واقتصادها المزدهر وشراكاتها الكبرى.
هكذا كان الأمر في النجاح الدبلوماسي لدولة الإمارات العربية المتحدة عندما انتُخبت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن للفترة "2022-2023".
إن قيمة الدول والأمم لا تقاس بأرقام التواريخ، بل بتراكم الإنجازات وزخمها، ولا بأعداد السكان، بل بمستوى التعليم والفكر، ولا بالشعارات الجوفاء، بل بالرؤية والعمل.
وقد عاش العرب منذ عقود على شعارات لم تخلّف وراءها إلا الفقر والجوع، وكلها لم تسبب غير الخسارة والتخلف، والتاريخ أثبت أن اليوم هو زمن الدولة الوطنية الحديثة، زمن القيادة والإدارة والإنجاز، هذا تحديداً ما ينفع الناس ويمكث في الأرض ويبني مستقبل الدول والمجتمعات والأفراد، وذلك ما آمنت به دولة الإمارات في نهجها التنموي والسياسي.
لا يستطيع المتابع إحصاء الإنجازات أو متابعة الخطط المستقبلية لدولة الإمارات وقيادتها الطموحة، فكل المجالات تتحرك بالتوازي، من النجاح الكبير في محاربة الإرهاب، إلى النجاح المتتابع في نشر قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، ومن محطة براكة النووية السلمية إلى "مسبار الأمل" في كوكب المريخ.
وفي سياستها الخارجية تؤمن دولة الإمارات بأن لغة الحوار والتسامح والتسوية السلمية للصراعات الدولية هي السبيل الأمثل لتسوية النزاعات، لذلك كان منطقياً أن تكون الإمارات أحد أهم الفاعلين والشركاء الدوليين الذين غلّبوا الحوار في تعاملهم مع النزاعات والأزمات والقضايا الإقليمية والدولية.
كل ما سبق وأكثر، يجعل الإمارات دولة مؤهلة بجميع المقاييس للإسهام بفاعلية في إيجاد حلول للعديد من التحديات التي تقوّض السلام والاستقرار والأمن في أنحاء العالم.
ويأتي انتخاب 179 دولة للإمارات لتكون عضوا بمجلس الأمن الدولي في ظل التحديات غير المسبوقة التي يمر بها العالم، تأكيداً على المكانة الدولية الكبيرة التي تحظى بها الإمارات في محيطها الإقليمي والدولي، واحترام دورها المؤثر في دعم الاستقرار والسلام.
المجتمع الدولي ينظر إلى دولة الإمارات اليوم باعتبارها مؤثرة ولديها استراتيجية دبلوماسية فاعلة وقوية انطلاقاً من مبادئها الراسخة في تعميق قيم السلام التسامح والتعايش وقبول الآخر، فضلاً عن برامجها الإنسانية ودورها البارز في عمليات حفظ السلام وإعادة الإعمار بالمنطقة، والتي تعكس موقعها القيادي في استقرار السلم والأمن الدوليين، ويُعظم من الأدوار المهمة التي يمكن أن تلعبها في مجلس الأمن الدولي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة