شعورُ فخرٍ ينتابني وأنا أكتب هذه الكلمات عن نجاح بلدي وانتصاراته الدبلوماسية في شتى المحافل الدولية.
ففوز الإمارات بعضوية غير دائمة في مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة للفترة "2022- 2023"، شيء يدعو للتباهي، إذ صوتت 179 دولة لصالح المقعد الإماراتي.
انتصارٌ جديد للدبلوماسية الإماراتية في محفل دولي يثبت مدى قوة السياسة الخارجية الإماراتية وامتلاكها مقومات النجاح والتواصل الفعال مع أغلب دول العالم، ما يعكس الجهود الحثيثة، التي تبذلها الإمارات لإحلال السلام والأمن في العالم.
أيضًا فإن اختيار المجتمع الدولي للإمارات يعكس دورها البارز على المستويين الإقليمي والدولي بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وهو ما اتضح بصورة جلية في كم التهاني الحارة من دول العالم المختلفة بهذا النجاح الدبلوماسي في محفل دولي عريق كمجلس الأمن.
هذه الخطوة تتويج لإنجازات الدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وبجهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة "دبي"، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجهودهما المتواصلة لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والدفاع المستمر عن القضايا العربية، وهو ما أكدته دول العالم عمليا بانتخاب الإمارات لشغل هذا المقعد غير الدائم بمجلس الأمن.
نجاح دبلوماسي ليس بجديد ولا غريب على الإمارات، بعد أن سبق وشغلت مقعداً في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة عامي 1986 و1987م، بسبب ما تمثله من ديناميكية في المنطقة، وتطلعها إلى المستقبل وسعيها لبناء جسور مع المجتمع الدولي، وقيامها بدور قيادي في مجال العمل الإنساني، فضلا عن أنها مركز عالمي للاقتصاد والتجارة والابتكار، بالإضافة لمواصلة العمل والاسترشاد بمبادئ السياسة الخارجية، التي وضعها الآباء المؤسسون، والتي تقوم على الالتزام بدعم المبادرات التنموية والإنسانية وتعزيز العلاقات مع الدول في جميع أنحاء العالم.
الفوز بهذه العضوية يؤكد المكانة الدبلوماسية الإماراتية، وما تضطلع به من وساطة نشطة في مسارح نزاعات رئيسية، من خلال تحركاتها لتحقيق مبدأ حفظ السلم والأمن الدوليين، حيث تحث الإمارات بقوة على تغليب لغة الحوار في التعامل مع القضايا والأزمات كافة، وفي ساحات العطاء والاستجابة الإنسانية تحمل الإمارات رسالتها الريادية إقليميا ودوليا.
لو تتبعنا اليوم خطاب الإمارات الخارجي نجده يسير على خطى المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، إذ دائماً ما تدعم الإمارات انتماءها العربي والإسلامي وتقف مع الأشقاء في الأزمات وتدفع بهم نحو التقدم، وتسعى ليعم السلام المنطقة، لذلك فهي نموذج للفاعلية والاتزان والنجاح بفضل رجاحة الأسس التي تقوم عليها والثوابت التي تنطلق منها، بعيدا عن النزاعات والصراعات الإقليمية والدولية.
ولا ننسى مقولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في أكثر من مناسبة: "إن السياسة الخارجية للدولة تستهدف نصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب على أساس ميثاق الأمم المتحدة والأخلاق والمثل الدولية، وإن دولتنا حققت على الصعيد الخارجي نجاحاً كبيراً حتى أصبحت تتمتع الآن بمكانة مرموقة عربياً ودولياً بفضل مبادئها النبيلة".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة