تحدث سيدي الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بقمة الحكومات قبل عامين عن مكمن قوة الإمارات.
والذي يتمثل في الحكمة والتسامح، وسرد من خلالها مواقف ووقائع كانت وما زالت تنهل من نهج القادة المؤسسين لدولة الإمارات.
لُقب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بـ"حكيم العرب"، لمواقفه التي يعلمها القاصي قبل الداني، وبدوره نقل حكمته ونهل منها أبناؤه وقيادة الإمارات، ليأتي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبنهج المؤسس "زايد" يسلك طريق الأخيار في الحكمة والتسامح ولمّ الشمل، كما نراه في المصالحة بين إثيوبيا وإريتريا.
فالحكمة.. ليس أن تمارسها، بل أن تنقلها لمن بعدك.
القوة الإماراتية
تكمن القوة الإماراتية في الاستثمار الحقيقي للإنسان، سواء في الدولة أو خارجها، هذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث قال إن الاستثمار في العنصر البشري أولوية مطلقة، فالإنسان هو الثروة الحقيقية التي تبقى، وهم من يحققون الأهداف والاستراتيجيات، وقال سموُّه: "ما يؤدي إلى تنفيذ الاستراتيجية الخاصة بالحكومة الاتحادية بشكل صحيح هم الموظفون، ولذلك يجب أن نهتم بهم، لأننا نريد التميز والوصول إلى أفضل المستويات".
كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن الإمارات تنظر إلى أبنائها، منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، على أنهم "ثروتها الحقيقية، وأن الاستثمار فيهم هو الاستثمار الأمثل للحاضر والمستقبل"، وهذا بالضبط ما يراهن عليه سموُّه.
النموذج الإماراتي المشرف
يُعد النموذج الإماراتي متنوعا ومشرفا، فالتكاتف والتعاون والمسؤولية المجتمعية أصبحت على درجة عالية من الوعي، وتسهم بدفع كافة المشاريع والمبادرات الوطنية الهادفة لتعزيز ودعم مسيرة التنمية والبناء في الوطن المعطاء، فالحكمة الاجتماعية الإماراتية وترابطه تكمن في كرامته والتفافه حول قادته، فهي المضاد الطبيعي ضد ما يعكر صفوه.
الحكمة في الأزمة
كانت كلمات القيادة الإماراتية في أزمة كورونا درعا حصينا وبلسم وقاية ونبراساً للمواطن والمقيم، يهتدون ويقتدون بها للمحافظة على الوطن، بل هي خارطة طريق إماراتية نموذجية.
وبدايةً كانت كلمات سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، عندما قال في رسالته للمجلس الوطني الاتحادي: "كان أداؤنا في مواجهة الجائحة نموذجياً، ومحل تقدير منظمة الصحة العالمية، واحترام دول العالم، لكن الجائحة لم تنتهِ، سنواصل عملنا في مكافحة الوباء كما يجب، وأدعو من خلالكم جميع المواطنين والمقيمين إلى تجديد الالتزام بإجراءات الوقاية، ومتابعة تعليمات الجهات المختصة والامتثال لها".
وأعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التحدي بقوله "ما مضى خلال الأشهر الماضية علّمنا أن نكون أقوى ونتعلم، والقادم سيكون للأفضل"، "هدفنا واحد، وهو أن تكون دولة الإمارات الأفضل تعافياً".
وأطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الكلمة، والتي كان وقعُها أقوى من الإجراء نفسه، حين قال "الغذاء والدواء خط أحمر"، وكأنما أمّن الوطن والشعب بجملة، والتي كانت لقاحاً مضاداً للشعب، والتي أكدها سموّه وختمها بـ"لا تشلّون هم"، والتي كان لها وقع السحر لتحل السكينة والطمأنينة في نفوس من يقطن على أرض الإمارات.
وقال صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، في ظل هذه الجائحة "نتمنى للجميع الصحة والسلامة والاطمئنان، والنفس لا تطمئن إلا بذكر الله، فأقول لأبنائي: طمئنوا قلوبكم بقراءة القرآن".
أقوالٌ وحكم كان وقعُها على النفس عظيما، فهي من قادة حكماء يُكن لهم الشعب كل الحب والولاء.
حكمة التوازن
نراها اليوم في قوة رجال أمننا واحترافيتهم في جميع واجباتهم، وتضافر جهودهم مع خط دفاعنا الأول في معركة من أجل الإنسانية، فمنذ بدء الجائحة توقفت عجلة الحياة حول العالم إلا في الإمارات، والتي خطت نهجاً نحو المبادرات الإنسانية لإيصال ما تحتاجه الدول والشعوب في هذه الأزمة العالمية، لتوفر الغذاء وتمنح الدواء لما يزيد على 128 دولة حول العالم، والتي شكلت دعماً لأكثر من مليون ونصف المليون عامل في الخطوط الأمامية لمواجهة كورونا، ودشن الهلال الأحمر الإماراتي جسوراً وشيّد مدناً للمساعدات الإنسانية بشتى مجالاتها، ومنها إنشاء مستشفى ميداني بسعة 4000 سرير في بريطانيا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة