الإمارات قوة فاعلة لحل أزمات الطاقة العالمية.. مؤشرات ثقة دولية
لم يكن لجوء عديد من الدول حول العالم، مؤخرا، لدولة الإمارات العربية المتحدة، لحل أزمات مرتبطة بقطاع الطاقة، محل صدفة،
لكنه أحد تراكمات نجاح دولة الإمارات في التعامل مع الملف على مستوى عالمي.
وعلى الرغم من أن دولة الإمارات، ليست أكبر منتج للنفط الخام في العالم، أو حتى الغاز الطبيعي، إلا أن إدارتها لملف الإنتاج والإمدادات، ونظم المدفوعات المتطورة لديها، منحها ريادة عالمية في حل العقد العالمية في القطاع.
وعلى أرض دولة الإمارات تمارس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، مهامها، في وقت نجحت فيه الدولة في خلق مزيج من الطاقة، قد يكون غير متوفر في غالبية دول العالم، من خلال 6 مصادر لتوفير الطاقة.
أزمة شرق أوروبا
والإثنين، ذكرت ثلاثة مصادر وثيقة لوكالة رويترز أن روسيا تسعى للحصول على مدفوعات بالدرهم الإماراتي مقابل صادرات نفطية لبعض العملاء الهنود، في الوقت الذي تبتعد فيه موسكو عن الدولار لتحصين نفسها من آثار العقوبات الغربية.
وتعرضت روسيا لسلسلة من العقوبات من الولايات المتحدة وحلفائها بسبب الحرب الأوكرانية في أواخر فبراير/شباط والذي وصفته بأنه "عملية عسكرية خاصة".
وأظهرت فاتورة أن مقابل توريد النفط إلى مصفاة واحدة تم حسابه بالدولار وأن الدفع مطلوب بالدرهم الإماراتي؛ وتضخ شركة روسنفت الروسية العملاقة النفط الخام من خلال شركات تجارية منها إيفرست إنرجي وكورال إنرجي إلى الهند التي هي الآن ثاني أكبر مشتر للنفط بعد الصين.
ولدى دولة الإمارات أنشطة تجارية قوية مع كل من الهند وروسيا، إذ وجدت الأخيرة في عملة الدرهم سبيلا لإدارة ملف العقوبات الغربية، لتلبية الطلب على النفط خاصة من جانب دول آسيا.
كما لدى دولة الإمارات أنظمة مدفوعات إلكترونية ورقمية، ونظام تقاص عالمي لدى مصرف الإمارات المركزي، يجعلها قادرة على قيادة دفة تعاملات تجارية بمليارات الدراهم بكل يسر، دون التأثير على العملة سلبا.
وقالت المصادر لوكالة رويترز، إن شركتين هنديتين على الأقل سددتا بالفعل بعض المدفوعات بالدرهم، مضيفة أن المزيد من هذه المدفوعات سيتم تسديدها في الأيام المقبلة.
فرنسا تتنفس الصعداء
وفي إشارة للدور القوي لدولة الإمارات في صناعة الطاقة العالمية، وقعت كل من الإمارات وفرنسا الإثنين، رزمة اتفاقيات في قطاع الطاقة، من شأنها إعادة ترميم صناعة الطاقة في الدولة الأوروبية.
وشهدت صناعة الطاقة في فرنسا ضبابية كبيرة، بعد عقوبات فرضها الغرب على النفط الروسي، وسط محاولات مستمرة للانفكاك عن الغاز الطبيعي كذلك.
وفرنسا مستهلك كبير للنفط بأكثر من مليون برميل من الخام يوميا، وبدأت تبحث عن مصادر بديلة لمصادر الطاقة الروسية، بسبب حرب الأخيرة ضد أوكرانيا.
وأثبتت دولة الإمارات اتفاقيتها مع فرنسا، أهميتها في استقرار صناعة الطاقة العالمية، من خلال توفير إمدادات موثوقة من النفط الخام، ومساعدة فرنسا في الحصول على طاقة كهربائية من خلال مصادر متجددة.
وتركز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين على تعزيز أمن الطاقة وتوفيرها بتكاليف مقبولة والحد من الانبعاثات إضافة إلى دفع العمل المناخي الفاعل استعداداً للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف "COP28" التي تعقد في دولة الإمارات عام 2023.
وتستند اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة إلى العلاقات الثنائية الوثيقة والراسخة والشراكات طويلة الأمد بين دولة الإمارات وفرنسا، وتستفيد من مكانة دولة الإمارات الرائدة عالمياً مورداً مسؤولا وموثوقاً للطاقة.
وتمتلك الدولة سادس أكبر احتياطي نفطي في العالم وتلتزم بالمساهمة في ضمان أمن الطاقة العالمي، من خلال مزيج من الصادر التقليدية والمتجددة.
وتعمل في دولة الإمارات شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، المصنفة كإحدى أكبر شركات الطاقة المتجددة حول العالم، وغيرها من المنصات التي تنشط باستثمارات تفوق 50 مليار دولار أمريكي في مشاريع لإنتاج الطاقة النظيفة في ست قارات من بينها 27 دولة جزرية تعد أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ.
الإمارات و"أوبك+"
وأشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بأهمية دور دولة الإمارات في إنجاح أمن الطاقة من خلال تحالف "أوبك+"، إذ نجحت الدولة منذ عام 2017، في تعزيز الثقة بالتحالف.
وكان الدور الأبرز للدولة في التحالف، هو التزامها الكبير والذي فاق 120% في بعض الفترات باتفاقية خفض الإنتاج، والذي جاء على حساب مداخيلها من إنتاج النفط، مقدمة مصلحة التحالف والسوق العالمية على مصلحتها الخاصة.
كذلك، كان لدولة الإمارات، دور متوازن في تحالف "أوبك+" من خلال تقريب وجهات النظر بين الأعضاء الـ 23 خلال عمر التحالف البالغ 6 سنوات.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjUg جزيرة ام اند امز