محمد بن زايد وآبي أحمد.. مباحثات شاملة في قضايا مختلفة

زيارة تاريخية لإثيوبيا، يتوجها الضيف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، ومُضيّفه رئيس الوزراء آبي أحمد، بمباحثات شاملة.

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وآبي أحمد عقدا جلسة محادثات تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلا عن مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين الإمارات وإثيوبيا، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية "وام".

ترحيب وشكر وتحية

في البداية رحب رئيس الوزراء الإثيوبي بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مؤكداً أن زيارته تعطي دفعاً قوياً لمسار تطور العلاقات بين البلدين وتنميتها، فيما عبر الشيخ محمد بن زايد في المقابل عن سعادته بزيارة إثيوبيا وتجدد اللقاء بآبي أحمد وشكره على حرصه على تقديم العزاء حضورياً في وفاة الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، مؤكدا أن ذلك يعبر عما يميز علاقات البلدين من قوة وخصوصية.

كما هنأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان آبي أحمد بمناسبة يوم ميلاده الذي وافق 15 من شهر أغسطس/آب الجاري "متمنياً له العمر المديد والصحة والسعادة".

الرئيس الإماراتي لم يفته في هذه المناسبة أن يوجه التحية إلى سهلى ورق؛ رئيسة إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، وتمنياته لها موفور الصحة والسعادة.

ثم بحث الرئيس الإماراتي ورئيس وزراء إثيوبيا مختلف مسارات التعاون في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتنموية الحيوية، وإمكانات تنميتها في جميع القطاعات؛ بما يخدم تطلعات البلدين المستقبلية لتوسيع آفاق التعاون والعمل المشترك بينهما ويسهم في دعم التنمية والازدهار لشعبي البلدين.

بناء الجسور

كما بحث الجانبان التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية وعدداً من القضايا التي تهم البلدين وتبادلا وجهات النظر بشأنها، مؤكدين في هذا السياق أهمية بناء جسور التعاون وشراكات فاعلة تسهم في تحسين جودة حياة الشعوب وازدهارها.

في هذا السياق أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حرص دولة الإمارات على تنمية علاقات التعاون مع إثيوبيا الصديقة والذي يقوم على الثقة والاحترام المتبادلين، وخدمة المصالح المشتركة، وذلك في إطار سعي بلاده إلى تعزيز علاقاتها الخارجية مع الدول الصديقة، التي ترتكز على الشراكة والتعاون المشترك في جميع المجالات.

وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن العلاقات بين دولة الإمارات وإثيوبيا متنامية، وشهدت خلال السنوات الأخيرة تقدماً نوعياً خاصة في المجالات التي تخدم الاستدامة والتنمية في البلدين، مشددا على حرص دولة الإمارات، على دفع علاقاتها مع إثيوبيا إلى الأمام، خاصة في قطاعات الزراعة والأمن الغذائي والطاقة والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا وغيرها.

وأشار إلى أن إثيوبيا تعد شريكاً تجارياً مهماً للدولة في أفريقيا؛ حيث وصل حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين إلى 1.4 مليار دولار في 2022، ونعمل على زيادة هذا الرقم خلال السنوات المقبلة، كما نعمل على تعزيز الاستثمار المشترك وتوسيع آفاقه، خاصة في ظل الفرص الاستثمارية الكثيرة والواعدة بين البلدين بجانب التعاون في مجال الطاقة المتجددة خاصة الطاقة الشمسية.

وأكد أن إثيوبيا تحظى بأهمية خاصة لدى دولة الإمارات في إطار توجهها الاستراتيجي لتعزيز العلاقات مع أفريقيا؛ خاصة في المجالات التنموية خاصة أنها تستضيف مقر منظمة الاتحاد الأفريقي، ولها ثقل كبير في القارة، كما أن لها دور مهم وأساسي في معادلة الأمن الإقليمي في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي.

وشدد في ذات السياق على أن دولة الإمارات مع كل ما يحقق السلام في القارة الأفريقية من منطلق نهجها الداعم للاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم؛ لذلك فإنها تدعم كل المبادرات والجهود الهادفة إلى إيجاد تسويات سلمية للأزمات في القارة.

مفاوضات سد النهضة

كما رحب بالخطوة الإيجابية الخاصة بالاتفاق بين جمهورية مصر العربية وإثيوبيا مؤخراً على انطلاق مفاوضات للتوصل إلى تسوية بشأن ملف سد النهضة، معربا عن تمنياته أن تصل هذه المفاوضات إلى حل مرضٍ لجميع الأطراف وبما يعزز التعاون فيما بينها، ويدعم الاستقرار في المنطقة.

ودعا رئيس الإمارات رئيس الوزراء الإثيوبي إلى حضور مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “cop28 ” الذي تستضيفه دولة الإمارات نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أن إثيوبيا من الدول التي تهتم بقضية الطاقة المتجددة، وتشترك مع دولة الإمارات في هدف تحقيق الحياد المناخي عام 2050.

أما رئيس وزراء إثيوبيا، فعبر عن اعتزازه بمستوى العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين وشعبيهما الصديقين، مشيدا بجهود دولة الإمارات الهادفة إلى ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وخدمة القضايا التي تسهم في تعزيز التعاون والسلام والتعايش بين شعوب العالم ودوله، وتمنى لدولة الإمارات مزيداً من التقدم والازدهار.

شجرة ثابتة

وأكد الجانبان في ختام اللقاء حرصهما على دفع العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية وغيرها من أوجه التعاون الذي يخدم مصالحهما المشتركة ويسهم في جهود تحقيق التنمية المستدامة والأمن والاستقرار في القارة الأفريقية.

في سياق متصل أقام رئيس وزراء إثيوبيا مأدبة غداء تكريماً لضيف البلاد رئيس الإمارات والوفد المرافق، كما قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يرافقه آبي أحمد، بغرس شجرة في حديقة مقر رئاسة الوزراء الإثيوبية.