فعالية إماراتية في جنيف للتعريف بوثيقة الأخوة الإنسانية
بعثة الإمارات في جنيف نظمت فعالية للتعريف بوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها البابا فرنسيس والدكتور أحمد الطيب في أبوظبي فبراير الماضي.
نظمت البعثة الدائمة لدولة الإمارات في جنيف فعالية للتعريف بوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في أبوظبي فبراير/شباط الماضي.
- جوتيريس من الأزهر: "الأخوة الإنسانية" تعزز السلم والأمن العالمي
- مفكرون وعلماء: الإمارات تملك إمكانات وسبل تفعيل وثيقة الأخوة الإنسانية
جاء ذلك على هامش أعمال الدورة الثانية والأربعين لمجلس حقوق الإنسان، بالاشتراك مع الوفود الدائمة لمصر والكرسي الرسولي وفرسان مالطة، بهدف تعزيز العلاقات الإنسانية وبناء جسور التواصل والتآلف والمحبة بين الشعوب، إلى جانب التصدي للتطرف.
وأعرب عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى للأمم المتحدة في جنيف -في كلمته أمام المشاركين- عن فخره واعتزازه بأن تكون الإمارات أول دولة في المنطقة تستقبل قداسة البابا فرنسيس بجانب استضافتها توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، مؤكدا دعم الإمارات لروح هذه الوثيقة والقيم التي تدعو إليها.
وأشار إلى أن الوثيقة تشدد على المسؤولية الحاسمة للحكومات في تعزيز الاندماج والتعايش السلمي، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية الوقاية ومعالجة الأسباب الجذرية للتطرف والتعصب.
وأكد الزعابي أهمية دور اللجنة العليا لتحقيق أهداف الوثيقة والتي ستتولى مهام وضع إطار عمل للمرحلة المقبلة لضمان تحقيق أهداف الإعلان العالمي للأخوة الإنسانية.
وقال الدكتور سلطان الرميثي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، إن ما ورد في الوثيقة من مبادئ وقيم يتطابق كليا مع مبادئ حقوق الإنسان ويتماشى مع منظومة الأمم المتحدة في مجالات المساواة وعدم التمييز القائم على الدين والمعتقد.
وشدد على أن الهدف الأسمى من الوثيقة هو تحقيق التعايش والسلم بين الشعوب.
ولفت الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، إلى أن الاجتماع الأول للجنة العليا لتحقيق أهداف الوثيقة عقد في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الجاري.
وأوضح أن هناك رمزية في اختيار التوقيت وهي أنه إذا كان هناك من خص هذا التوقيت سابقا ليكون دعوة إلى الموت، فيزهق الأرواح ويريق الدماء وينشر الفزع والخوف بين الناس، فلسان حالنا يقول إننا عقدنا اجتماعنا الأول في هذا التوقيت ليكون دعوة إلى الحياة والسلام العالمي والأخوة الإنسانية.
وألقى الأسقف إيفان يوركوفيتش، رسالة باسم المطران ميغيل أنجيل أيوسوغيكسوت، أمين سر المجلس البابوى للحوار بين الأديان عضو اللجنة العليا لتحقيق أهداف الوثيقة.
وأشاد فيها بدور دولة الإمارات في دعم الحوار بين الأديان، مؤكدا أهمية تنفيذ بنود الوثيقة والحفاظ على روح التعاون القائمة بين مختلف الأطراف المعنية بها.
أما الدكتورة مونى رشماي، مديرة إدارة سيادة حكم القانون ومنع التمييز بمكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بجنيف، فأكدت على جهود المفوضية السامية من أجل تحقيق التعايش السلمي بين الأديان، مشيرة إلى ضرورة أن يكون القائمون على متابعة تنفيذ الوثيقة منفتحين على جميع الأطراف بما في ذلك مكتب المفوضية.
وأبرز الدكتور بيتر بروف، مدير العلاقات الدولية بمجلس الكنائس العالمي، ضرورة تعميم الوثيقة على جميع شرائح المجتمع وخاصة في مناهج التعليم حتى يتشبع الشباب بقيم التسامح والتعاون ونبذ العنف، وهو الأمر ذاته الذي أكدت عليه ماري تيريز يكتي أدثان، المندوبة الدائمة لفرسان مالطا لدى الأمم المتحدة بجنيف، لافتة لأهمية إيلاء القيم الواردة بالوثيقة المكانة التي تستحقها على كل المستويات.
ووثيقة "الأخوة الإنسانية" هي وثيقة وقعها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة في فبراير/شباط الماضي.
ومنذ توقيع الوثيقة تعمل الإمارات بالتعاون مع الرمزيين الدينيين الكبيرين على نشر الوثيقة وتطبيق مبادئها على أوسع نطاق.
وتقر وثيقة الأخوة الإنسانية، التي شهدت تفاعلاً دولياً وإقليمياً، عدداً من الحقائق، أبرزها: أن أهم أسباب أزمة العالم اليوم تعود إلى تغييب الضمير الإنساني وإقصاء الأخلاق الدينية، وكذلك استدعاء النزعة الفردية والفلسفات المادية التي تؤلِّه الإنسان، وتضع القيم المادية الدنيوية موضع المبادئ العليا والسامية.
وطالبت الوثيقة قادة الدول وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي بالعمل جدياً على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فوراً لإيقاف ما يشهده العالم من حروب وصراعات ونزاعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي.
aXA6IDMuMTQ0LjI1LjI0OCA= جزيرة ام اند امز