لدولة الإمارات إنجازات مستدامة في شتى المجالات، حيث تعتبر من الدول السباقة في المنطقة التي حرصت على دعم ملف التغير المناخي في العالم.
فقد كانت من أوائل الدول، التي صادقت على اتفاقية باريس عام 2016، وأسهمت كثيراً في دعم هذا الملف.
ويعتبر التغير المناخي في العالم من أخطر الظواهر، التي سوف تواجه البشرية بتداعياتها الخطِرة في السنوات المقبلة، من جراء تغيرات مناخية كثيرة شهدها العالم، ولعل أكبر المخاطر في منطقتنا هو شح المياه بسبب ارتفاع درجة الحرارة والجفاف وقلة تساقط الأمطار.
كما يواجه العالم مخاطر وكوارث طبيعية تسبّبت في ظواهر عدة خطِرة، مثل موجات الحر والأعاصير والفيضانات والحرائق، إضافة إلى كوارث أخرى.
ومن خلال المسيرة الناجحة لدولة الإمارات على مدى السنوات الماضية فقد استطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة، وتطلق خططاً واستراتيجيات وتشريعات ومبادرات ومشاريع محلية وعالمية، تستطيع من خلالها مكافحة التغير المناخي، ولهذا فإن دولة الإمارات قامت بوضع خطة وطنية للتغير المناخي 2050، والتي تهدف إلى تقديم إطار شامل لمواجهة التداعيات المناخية المتوقعة.
ولمواجهة التغير المناخي أعلنت دولة الإمارات عن هدفها في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، أي التحول إلى اقتصاد بصافي صفر من انبعاثات الغازات الدفيئة، والتي تعتبر من أخطر الظواهر الطبيعية التي تشهدها منطقتنا والعالم، بسبب ارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن انبعاثات الكربون.
وقد أعلنت دولة الإمارات عن استثمار أكثر من 600 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى عام 2050.
وبهذه المناسبة، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: "تواصل دولة الإمارات، مع إعلانها اليوم هدفها لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، دورها الفاعل والمؤثر عالمياً في قضية التغير المناخي، ودعمها جهود العمل المناخي، وتعزيز التعاون الدولي للاستفادة من جميع الفرص الاقتصادية والاجتماعية"، وهذا يؤكد الدور المهم لدولة الإمارات على المستوى الإقليمي والعالمي في مكافحة التغير المناخي، وقد تمت الإشادة دولياً من قبل الأمم المتحدة بهذا الإعلان السخي لدولة الإمارات، حيث قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: "نرحب ترحيباً حاراً بهذا الإعلان المهم للغاية من قبل دولة الإمارات"، وهذا يؤكد الدور الكبير الذي تقدمه دولة الإمارات لمكافحة التغير المناخي، ودعمها للمنظمات الدولية التي تهتم بهذا الملف.
وتمكنت دولة الإمارات، خلال السنوات الماضية، من استحقاق عضوية في العديد من المنظمات الدولية التي من شأنها أن تلعب دوراً مهماً في مكافحة التغير المناخي، ومن أهمها وكالة إيرينا "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة"، والمجلس الأعلى العالمي للطاقة، ومنظمات الأمم المتحدة التي تهتم بمكافحة التغير المناخي، وحققت إنجازات كبيرة على مدى سنوات، وقد دخلت دولة الإمارات ضمن 20 دولة الأوائل عالمياً في 8 مؤشرات خاصة بالتغير المناخي والبيئة لعام 2020، وتهدف إلى تحقيق الاستدامة في شتى المجالات، وتحويل اقتصاد دولة الإمارات إلى اقتصاد أخضر مستدام يكون قادراً على تخفيض الانبعاثات في القطاعات الاقتصادية كافة، والذي سوف يُسهم بشكل كبير في التصدي للتغير المناخي.
وتعمل دولة الإمارات، وفق خطط مدروسة لحماية البيئة، التي أضحت ضمن أولويات واستراتيجيات تعمل وفقها، وتعتمد على الابتكار والمعرفة والتقنيات الحديثة المتطورة، والتي تهدف إلى تحويل الاقتصاد الوطني إلى اقتصاد أخضر لتحقيق النمو والتنمية المستدامة المتمحورة في ركائز عدة، بهدف تحسين جودة الحياة في دولة الإمارات، كي تكون مركزاً مهماً ورائداً على المستويين الإقليمي والعالمي.
نقلا عن الحليج
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة