لا ينكر سوى جاحد ما نجحت فيه دولة الإمارات من تنظيم باهر وناجح لمعرض دبي للطيران برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.
فحجم ما نتج عنه من استثمارات واتفاقيات من شأنه الدفع قدما بقوة لدعم الاقتصاد الوطني فضلا عن الإعداد لـ"التاكسي الجوي" مع ظهور النازع العربي في المعرض وقوة التضامن العربي في قضية الأشقاء في غزة حيث غابت إسرائيل عن المشاركة في هذا الملتقى المهم.
ويُقام "معرض دبي للطيران" من 13 إلى 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ويوفر لزواره فرص التواصل الاستراتيجي، ويستعرض أحدث الطائرات والتطورات، والتقنيات مع جلسات حوار متخصصة، بمشاركة روّادٍ في هذا القطاع.
ويتجسد معرض دبي للطيران كفعالية رائدة تلعب دورًا حيويًا في تطوير صناعة الطيران العالمية، يعزز الابتكار ويساهم في بناء جسور التعاون الصناعي، كما يجسد التزام دبي بتطوير وتعزيز هذا القطاع الحيوي.
ويُعد المعرض واحدًا من أبرز الأحداث الدولية في عالم الطيران، لأنه يجمع بين محترفين وخبراء الصناعة من جميع أنحاء العالم، وتزداد أهميته وفوائده بكل نسخة جديدة.
ومن وجهة نظري، هناك 6 فوائد لاستضافة الوطن لهذا الحدث العالمي الدولي، أولها تعزيز التبادل التقني، لأنه يشكل منصة استثنائية لشركات الطيران والشركات المصنعة ومقدمي الخدمات لعرض أحدث التكنولوجيا والابتكارات في صناعة الطيران، يُمكن هذا التبادل التقني من تحسين أداء الطائرات وزيادة كفاءة الطيران الوطني.
وثانيا تعزيز الابتكار والبحث والتطوير لأن المعرض يشجع على تقديم الأفكار الجديدة والابتكارات في مجال الطيران، مما يعزز مستوى البحث والتطوير في هذا القطاع، هذا التركيز على الإبداع يساهم في تقديم حلول مبتكرة لتحديات الطيران الحديث.
وثالثا تعزيز التعاون الصناعي، حيث إن المعرض يضم كبار مصنعي الطيران ويوفر منصة لتعزيز التعاون والشراكات الاستراتيجية، وهذا يعزز فرص التبادل التجاري ويعمق الروابط بين الشركات المصنعة وشركات الطيران ومقدمي الخدمات.
كما تأتي الأهمية الرابعة للمعرض في أنه مناسبة مثالية لجذب الاستثمارات إلى قطاع الطيران في المنطقة ويعكس قوة وجاذبية سوق الطيران في دبي ودولة الإمارات بشكل عام وهو ما حدث في الأيام القليلة من المعرض.
حيث أعلنت اثنتان من شركات الطيران في دبي تقديم طلبيات لشراء طائرات بوينغ 777 إكس تزيد قيمتها على 63 مليار دولار مع احتدام المنافسة مع شركات إقليمية ناشئة على شراء الطائرات التي تسافر إلى مقاصد بعيدة وسط توقعات بنمو قطاع السفر الدولي.
وتقدمت شركتا طيران الإمارات وفلاي دبي المملوكتان لحكومة دبي لشراء 125 طائرة بوينغ عريضة البدن خلال افتتاح معرض دبي للطيران، في حين لا تزال شركة تصنيع الطائرات إيرباص الأوروبية في انتظار طلبية لشراء طائرات من إنتاجها تماثل إلى حد بعيد طراز بوينغ.
وأعلنت شركة طيران الإمارات أنها قدمت طلباً رسمياً للحصول على 90 طائرة بوينغ بقيمة 52 مليار دولار.
كما شهد معرض دبي للطيران 2023 إعلان مجلس التوازن، وهي الجهة المسؤولة عن إدارة الاستحواذ والمشتريات والعقود لصالح وزارة الدفاع، عن توقيع 11 صفقة بقيمة إجمالية 6.9 مليار درهم مع شركات محلية ودولية.
وبذلك يبلغ إجمالي الصفقات المبرمة خلال اليومين الأولين لمعرض دبي للطيران 20 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 11.6 مليار درهم.
بينما تأتي الأهمية الخامسة في تعزيز سمعة المنطقة لأنه يدعم بقوة في تعزيز سمعة دولة الإمارات كوجهة رئيسية لصناعة الطيران.
فيما أن الأهمية السادسة هي توفير منصة للتدريب والتعليم حيث يتيح المعرض للمحترفين والطلاب في مجال الطيران فرصة فريدة للتعلم والتدريب من خلال الورش والعروض التقنية والعروض التوضيحية.
وهنا أود أن أشير إلى أن التحليق في سماء المجد من خلال هذا المعرض يأتي عبر مساعي رموز الوطن لتنفيذ مثل هذه المعارض التي تبرز أهمية الشركات الوطنية الإماراتية في مجال صناعات الطيران، من خلال اكتسابها سمعة وثقة عالميتين عبر الصفقات التي يتم إبرامها.
كما يؤكد على قوة وتنوع الاقتصاد الإماراتي وارتكازه إلى عناصر الابتكار والتكنولوجيا وحماية البيئة، حيث يقدم المعرض الحلول التي تساهم في دعم جهود الاستدامة بقطاع الطيران، لضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال المقبلة.
يذكر أن معرض دبي للطيران بدأ سنة 1989 تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة