إنّ ثقافة العطاء والعمل الإنساني جزء لا يتجزأ من ممارساتنا الفردية والمؤسسية والمجتمعية، وهي قيمة متأصلة في الدين الإسلامي.
بدأت مسيرة العطاء الإنساني اللامحدود في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد، الذي ترك لنا إرثاً خالداً في العمل الإنساني، وعلى نهجه المُبارك تسير قيادتنا الرشيدة حفظها الله التي أصبحت عنوان العمل الإنساني على المستوى العالمي. إنّ ثقافة العطاء والعمل الإنساني جزء لا يتجزأ من ممارساتنا الفردية والمؤسسية والمجتمعية، وهي قيمة متأصلة في الدين الإسلامي الحنيف وفضيلة تحرص قيادتنا الرشيدة على نشرها بين أفراد المجتمع وداخل مؤسساتنا، إيماناً منها بأن العمل الإنساني مسؤولية مشتركة وأساس تقدم المجتمعات وبناء حضارة إنسانية متميزة، بل هو العنصر الأساسي للعيش السعيد.
إن قيمة العمل الإنساني متأصلة في ديننا الحنيف الذي يحثنا على مد يد العون للجميع، فمفهوم العمل الإنساني في الإسلام يتعدى حدود المجتمع ويشمل الإنسانية جمعاء. العطاء عند المسلم لا يحده دين أو عرق أو أي انتماء آخر، على اعتبار أن مقصد العمل الإنساني في عقيدتنا السامية هو ابتغاء مرضاة الله، فالمسلم عندما يبادر بالعطاء لا ينظر إلى الشخص الذي يتلقى المساعدة بل ينظر إلى الأجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى، وهذا الأجر يمتد ليشمل البشر كلهم. فمفهوم العطاء والعمل الإنساني في الإسلام يقوم على مبدأ حب الخير للجميع، والدليل على ذلك قول النبي ﷺ:" لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه"، وهذا الحديث يختصر أرقى معاني الإنسانية في ديننا الحنيف.
كما أنّ العمل الإنساني يؤلف بين البشر ويؤكد وحدة المصير، فإن حلت بهم مصيبة سيعم أثرها على الجميع، وهذا ما نراه اليوم في ظل انتشار الجائحة التي لم تفرق بيم مسلم وغير مسلم. ومن هذا المنطلق تظهر الحاجة إلى التعاون البشري بما يحقق المصلحة العامة ويؤسس للتعايش الحضري والمنفعة العامة. فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وجعله كائنا اجتماعياً بطبعه، وجعل التعاون البشري أساس العيش الرغيد ومقصدا كونيا، كما هو موضح في الآية الكريمة: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} وفي قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}. وهذا النهج نراه متمثلا في نهج دولة الإمارات العربية المتحدة خلال هذه الأزمة، حيث سخرت قيادتنا الرشيدة مواردها لمساعدة المحتاجين ومدت يد العون للجميع.
إنّ مفهوم العمل الخيري في ديننا الحنيف يتعدى دائرة المجتمع والانتماءات العرقية ليشمل الإنسانية جمعاء، لأن فلسفة الإسلام قائمة على نشر الخير والإحسان بين الجميع. وقد أثبت التاريخ أن تقدم الحضارات الإنسانية مرتبط بدورها في نشر الخير ونفعها للشعوب وقدرتها على مساندة المحتاجين ورفع الأذى عنهم، وهذا ما يتجلى في أفعال المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد طيب الله ثراه وفي مقولته الشهيرة التي تعكس فكراً إنسانيا عظيماً: "الغني يجب أن يساعد الفقير، والله العلي القدير منحنا هذه الثروة لتطوير بلادنا، وفي الوقت نفسه للمساهمة في تطوير الدول الأخرى"، وهو نهج قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحرص على مد يد العون للجميع وتلعب دوراً ريادياً في مجالات العمل الإغاثي والإنساني لصالح الشعوب التي تعاني ويلات الحروب والمجاعات والأوبئة والكوارث، حتى أصبح العمل الإنساني ودولة الإمارات العربية المتحدة وجهان لعملة واحدة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة