كشف تقرير “مستقبل الوظائف 2025” الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عن اتجاهات رئيسية ستُعيد تشكيل سوق العمل العالمي خلال السنوات المقبلة.
من أبرز التوقعات أن تؤدي التحولات التكنولوجية، مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة، إلى اختفاء 85 مليون وظيفة، مع خلق 97 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025. كما أشار التقرير إلى أهمية الاقتصاد الأخضر كفرصة لخلق قطاعات عمل جديدة وتقليل الاعتماد على القطاعات التقليدية.
الإمارات، إدراكًا لهذه التغيرات، تتبنى رؤية استشرافية تحول التحديات إلى فرص ملموسة. في قطاع التكنولوجيا، أطلقت الدولة “استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031”، بهدف وضع الإمارات في مصاف الدول الرائدة عالميًا. واستثمرت أكثر من 20 مليار درهم خلال العقد الماضي لدعم التحول الرقمي وتعزيز الابتكار التكنولوجي.
في مجال الاقتصاد الأخضر، تقود الإمارات مشاريع طموحة مثل “مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية”، الذي يُعد الأكبر من نوعه عالميًا. وتسعى الدولة من خلال “استراتيجية الإمارات للطاقة 2050” إلى تحقيق مزيج طاقوي يعتمد بنسبة 50% على مصادر نظيفة، ما يعزز الاستدامة ويخلق فرص عمل جديدة في القطاعات الخضراء.
أما في مجال تنمية الموارد البشرية الوطنية، أطلقت الإمارات مبادرة “نافِس”، التي تستهدف توظيف 75 ألف مواطن في القطاع الخاص بحلول عام 2026، مع توفير برامج تدريبية متقدمة لتأهيلهم لسوق العمل المستقبلي. وقد أثمرت هذه الجهود عن ارتفاع معدل مشاركة المواطنين في القطاع الخاص بنسبة 70% منذ بدء البرنامج، ما يُبرز نجاح السياسات الوطنية في هذا الإطار.
الإمارات تستعد أيضًا لتحولات العمل الجديدة عبر تعزيز بيئات العمل المرنة، حيث تشير التقارير الحديثة إلى أن 83% من الشركات في الإمارات تدعم ممارسات العمل الهجين، وفقًا لتقرير صادر عن شركة “سيسكو”. كما أبدى 90% من الموظفين في الإمارات رغبتهم في العمل ضمن نموذج العمل الهجين أو عن بُعد بالكامل، مما يعكس التحول الكبير نحو المرونة في بيئات العمل. كما تركز الدولة على سد الفجوة في المهارات من خلال مبادرات تعليمية متقدمة تهدف إلى تطوير قدرات الشباب في مجالات التكنولوجيا وتحليل البيانات.
تعكس هذه الجهود رؤية الإمارات في الاستعداد لمتغيرات سوق العمل العالمي، حيث توازن بين الابتكار، الاستدامة، وتنمية الكفاءات البشرية، لتؤكد مكانتها كمركز عالمي للتقدم والابتكار. بفضل هذه السياسات، تُرسخ الإمارات نفسها كوجهة مثالية للعقول الطموحة، حيث تتيح بيئة متطورة خالية من الروتين وقيود الإجراءات، ما يجعلها رمزًا للاستقرار والتفوق والاستدامة للأجيال الحالية والمستقبلية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة