علاقات الإمارات وألمانيا.. محطات من التأسيس إلى التعزيز
يزور مستشار ألمانيا أولاف شولتز دولة الإمارات المتحدة، في زيارة تتزامن مع احتفال البلدين بمرور 50 عاما على العلاقات الثنائية.
زيارة شولتز ووصول مسيرة العلاقات بين دولة الإمارات وألمانيا إلى محطة النصف قرن، تعكس تنامي الروابط بينهما وصولا إلى الشراكة الاستراتيجية، وفق مراقبين.
العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وألمانيا، والتي تطورت على مدار 5 عقود، مرت بعدة محطات رئيسية قادتها من التأسيس إلى التعزيز والشراكة.
ووفق موقع السفارة الإماراتية في برلين، بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة في إنشاء علاقات دبلوماسية مع جمهورية ألمانيا الاتحادية عام 1972، ويعود تمثيل الإمارات الدبلوماسي في ألمانيا إلى عام 1976، حيث تم تأسيس أول سفارة للدولة في بون، بألمانيا الغربية.
من التأسيس إلى التعزيز
بعدها، انتقلت السفارة الإماراتية إلى برلين في عام ٢٠٠٢، بعد سنوات من توحيد ألمانيا مطلع تسعينيات القرن الماضي.
ومع تطور وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، توسع التمثيل الدبلوماسي لدولة الإمارات العربية المتحدة في ألمانيا ليشمل سفارة دولة الإمارات في برلين، والقنصلية العامة في ميونخ، وفرع السفارة في بون.
وكان عام 2004 مهما في مسار تطور العلاقات بين دولة الإمارات وألمانيا، إذ وقع البلدان اتفاق شراكة استراتيجية، قبل عامين من افتتاح مقر معهد جوتة لمنطقة الخليج في أبوظبي عام 2006.
وفي خطوة مهمة لتعزيز الروابط الاقتصادية، تأسس المجلس الألماني الإماراتي المشترك للصناعة والتجارة في عام 2009، وفق السفارة الإماراتية في برلين.
وفي عام 2017، اتفقت حكومتا الإمارات العربية المتحدة وألمانيا على شراكة في مجال الطاقة المتجددة، قبل عامين من توقيع إعلان نوايا مشترك بين البلدين في برلين عام 2019.
ومع استضافة دولة الإمارات معرض إكسبو ٢٠٢٠ في عام 2021، شاركت ألمانيا بشكل قوي في أعمال المعرض.
علاقات راسخة
وبمناسبة الاحتفال بمرور 50 عاما على العلاقات الثنائية، أكد إرنست بيتر فيشر السفير الألماني في الإمارات، عمق العلاقات بين البلدين وتميزها، منوها بأن الدولتين يمكنهما التعاون سوياً لتحقيق السلام والاستقرار وحل النزاعات في عدد من المناطق حول العالم.
وأضاف فيشر في مقابلة سابقة مع وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، أن "التحدي الكبير التالي الذي نواجهه هو تحدي الاستدامة وأزمة المناخ، فلدينا أصول وقدرات ومهارات تكميلية لمواجهة هذه التحديات وكلانا ملتزم بها، ويمكننا العمل معًا بشكل جيد للغاية".
وعلى الصعيد الثقافي، أكد السفير الألماني أن دولة الإمارات العربية المتحدة تلتزم بمبادئ التسامح والانفتاح، وكذلك ألمانيا، وقال "لدينا تجارب تكميلية ومن خلال الجمع بين أفرادنا والقيام بمشاريع مشتركة حول هذا النوع من الأفكار حول كيفية عيشنا معًا في مجتمع متعدد الثقافات وشامل ومسالم وسعيد، يمكننا أيضًا أن نكون مثالاً للآخرين".
وأشار فيشر إلى أن نحو نصف مليون ألماني كانوا يزورون الإمارات قبل تفشي الجائحة وأن أعداد السياح تشهد الآن زيادة متنامية، كما أن عددا كبيرا من المواطنين الإماراتيين يزورون ألمانيا كل عام، فيما يقيم نحو 15 ألف ألماني في دولة الإمارات.
وأوضح السفير الألماني، أن العلاقات الثنائية بين الدولتين الصديقتين تطورت بشكل كبير بين عام 1960 و2004، حيث وقعتا اتفاقية شراكة استراتيجية، مضيفا أنه تم تعزيز الاتفاقية أثناء زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى برلين في عام 2019.
روابط قديمة
واستذكر السفير الألماني تاريخ العلاقات بين دولة الإمارات وألمانيا، حتى قبل قيام العلاقات الدبلوماسية، منوها بعام 1904؛ ففي ذلك التاريخ جاء مستكشف ألماني يُدعى هاموند بوشاردي إلى دولة الإمارات والتقط بعض الصور الشهيرة.
وأضاف السفير الألماني أنه في مطلع عام 1963، قامت شركة ألمانية تسمى سايبرت بحفر المياه في الدولة، ووجدت ما يكفي من المياه حول العين لإنشاء أول خط أنابيب للمياه من المدينة إلى أبوظبي. ومنذ ذلك الحين، انطلقت العلاقات بين الدولتين.
وأوضح أنه في منتصف الستينيات طلب المغفور له الشيخ زايد، سيارات "ليموزين مرسيدس 600 بولمان"، من ألمانيا حيث كانت أكبر طلبية على الإطلاق، وقد تم تزويدها بإطارات خاصة للقيادة في الصحراء.
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg
جزيرة ام اند امز