الإمارات على القمة.. «إيطاليا للدراجات» سباق تاريخي وبطل ملهم
شهد طواف إيطاليا التاريخي للدراجات تتويج بطل جديد هو فريق الإمارات، عبر دراجه السلوفيني المميز تادي بوغاتشار.
وجاء تتويج فريق الإمارات ليمثل قصة نجاح ملهمة لذلك الفريق الذي توافرت له كل سبل النجاح، ليتمكن من تحقيق ذلك الإنجاز بالفوز بذلك السباق التاريخي للمرة الأولى في تاريخه.
وحسم بوغاتشار الفوز بعدما تمكن من الفوز بـ6 مراحل من 20 مرحلة يتكون منها السباق، أقيمت على مدار 20 يوما، لينهي المرحلة الأخيرة على قمة الترتيب العام بفارق 9 دقائق و59 ثانية عن أقرب ملاحقيه.
وكشف بوغاتشار أن ذلك الإنجاز تقف وراءه جهود كبيرة من كل أفراد فريقه والإدارة الإماراتية والجماهير، مؤكدا أن الفريق الإداري والفريق الفني الذي يعمل معه هو الأفضل على الإطلاق، والذي أدى لكل ذلك النجاح في هذا السباق التاريخي.
طواف إيطاليا.. 115 عاما من الإثارة
يعد طواف إيطاليا أحد أهم 3 سباقات للدراجات في العالم، ويعود عمره إلى نحو 115 عاما، حيث أقيم للمرة الأولى في عام 1909، بعدما تم استلهام فكرته من سباق فرنسا العريق للدراجات.
وجاءت فكرة إقامة السباق من المحرر العام لصحيفة لاغازيتا ديلو سبورت الإيطالية، بهدف زيادة مبيعات الصحيفة في البداية، حيث أرسل برقية لإيميليو كوستامغنا مالك الصحيفة، وأرماندو كوني محرر قسم الدراجات، مشيرا إلى الحاجة إلى سباق دراجات عبر إيطاليا، بعد نجاح سباق السيارات.
بعدها أصبح الهدف من إقامة السباق إظهار التراث الفريد الذي تتميز به إيطاليا، والذي أسهم في توحيد البلاد وتعزيز قيمة الإقليم في جميع أنحاء العالم.
ويتميز المجتمع الإيطالي بخصائص فريدة من قبيل العاطفة والتضحية والاحترام والتاريخ والتقاليد والحداثة والابتكار والمرح والمسؤولية الاجتماعية، وهي خصائص يعمل منظمو الطوائف على إظهارها لضيوفه في كل نسخة من نسخة التي تمتد لنحو 3 أسابيع كاملة.
أقيمت النسخة الأولى من السباق في 13 مايو/ أيار 1909، بمشاركة 127 دراجا وانطلق من ميلانو، وتم تقسيمه إلى ثماني مراحل تغطي 2448 كم (1521 ميلا).
وأنهى السباق لآخره 49 متسابقا، وفاز الإيطالي لويجي جانا باللقب في النهاية بتصدر الترتيب العام مستفيدا من تتويجه بـ3 مراحل فردية والتصنيف العام.
ويعتبر الإيطاليان ألفريدو بيندا وفاوستو كوبي والبلجيكي إيدي ميركس هم الأكثر تتويجا بالسباق على مدار تاريخه، بواقع 5 ألقاب لكل منهم.
وكان يتم حسم الفائز في السباق في بداية نشأته عبر نظام النقاط، قبل أن يتم بعدها اعتبار الفارق الزمني الإجمالي في السباقات هو المعيار لتحديد متصدر الترتيب العام في النهاية.
ويقام السباق بشكل سنوي منذ انطلاقه عام 1909، ولم يتوقف إطلاقا إلا في فترتي الحربين العالميتين الأولى والثانية، ليحفر لنفسه مكانة كبيرة بين سباقات الدراجات العالمية، بما يشهده من مراحل مثيرة ومنافسة قوية في كل عام.
فريق الإمارات للدراجات.. بطل ملهم
جاء فوز فريق الإمارات بطواف إيطاليا للدراجات ليمثل تتويجا لمجهود كبير قدمه لاعبو الفريق بقيادة نجمه الأول تادي بوغاتشار على مدار مراحله الـ20.
واقتنص بوغاتشار الصدارة مبكرا من المرحلة الثانية في السباق والتي امتدت لنحو 161 كم، ليرتدي القميص الوردي الذي يقتنصه متصدر الترتيب العام للسباق ويظل به حتى النهاية.
وظل الدراج السلوفيني محافظا على صدارته حتى النهاية، حيث عززها أولا بالتتويج بسباق ضد الساعة في المرحلة السابعة للسباق، ثم تلاها بالفوز بالمرحلة الثامنة.
بعدها فاز بوغاتشر بالمرحلتين الـ15 والـ16، والتي امتدتا إلى 222 كم، و118.7 كم، ليواصل توسيع الفارق في صدارة الترتيب العام.
وحسم دراج فريق الإمارات الفوز إكلينيكا في المرحلة الـ20 التي امتدت لنحو 184 كم، قبل أن يلعن فوزه بشكل رسمي عقب المرحلة الـ20، بفارق 9 دقائق و56 ثانية عن الكولومبي دانييل مارتينيز متسابق فريق بورا هانزغروهي أقرب ملاحقيه.
فريق الإمارات.. لقب يتوج الجهود
اعترف بوغاتشار بعد التتويج بأن الفضل في هذا الإنجاز التاريخي يعود لعدة عوامل على رأسها روح التعاون التي بعمل بها الجميع داخل فريق الإمارات، والاستقرار الإداري الذي تم توفيره من قبل مسؤوليه.
وقال البطل السلوفيني: "دخلنا منافسات مع أفضل الدراجين في العالم، لكن كان إيماني عميقا وثقتي كبيرة في زملائي وأننا قادرون على تحقيق نتيجة قوية؛ لكن الفوز بهذا الشكل الذي حدث والعمل في تناغم بهذه الصورة لم أكن أتخيله أبداً.. لقد كان شعوراً جميلاً".
وأضاف: "بالنسبة لي ولجميع زملائي، مثل هذا التتويج الجولة لحظة مذهلة.. على الرغم من صعوبة الجولة مع وجود منافسين أقوياء في المجموعات المنطلقة، فإن زملائي في الفريق قاموا بعمل رائع للحفاظ على تلك المجموعات تحت السيطرة ومساعدتي، وبذلت بدوري ما في وسعي لتحقيق الفوز".
وواصل بوغاتشر: "لم أكن لأحقق هذا الإنجاز من دون زملائي في الفريق.. وأرى سباق إيطاليا بالطريقة التي يتعاون بها زملائي كل يوم بمنزلة فوز لنا جميعاً، وهذا يشمل أيضا الفريق الإداري والفريق الفني، إنهم الأفضل على الإطلاق".
وأضاف: "على مدار 3 أسابيع، مدوا لنا يد العون والخبرة بصورة مذهلة، كانت لدينا في السباق مجموعة قوية جداً من الدراجين، حيث شاركنا معاً فيما سبق في سباقات مختلفة، لذلك كنا ندرك مهارات ونقاط قوة بعضنا البعض وواصلنا الضغط بقوة في كل يوم في محاولة لتحقيق هدفنا".