الإمارات مركز عالمي لمواجهة تحديات المناخ
نجحت دولة الإمارات في التحول إلى أحد أهم المراكز العالمية لمناقشة قضايا التغير المناخي والبيئة حول العالم
وباتت الأجندة التي تستضيفها على مستوى المؤتمرات والمعارض والاجتماعات الدولية مرجعاً مهماً لأحد أهم القضايا العالمية إلحاحاً بالنظر إلى حجم التأثيرات المتوقع أن يشهدها عالمنا خلال العقود القادمة.
وأكد الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي وزير التغير المناخي والبيئة أنه وعلى مدار العقود الماضية عملت الإمارات على دعم وتعزيز الحراك العالمي لمواجهة هذا التحدي وخفض مسبباته والتكيف مع تداعياته.
وأشار إلى أن الجهود التي تتشارك فيها مؤسساتها كافة في القطاعين الحكومي والخاص نجحت في تعزيز مكانة الإمارات كأحد أهم اللاعبين المؤثرين في هذا الملف.
وأضاف: "نسعى لتعزيز مكانة دولة الإمارات في هذا المجال وتسخير كافة الجهود لاستضافة المؤتمرات واللقاءات العالمية لخلق حراك عالمي تكاملي للتصدي لأبرز تحديات الملف الحالية والمستقبلية".
وأشار إلى أن الإمارات مستعدة لتسخير كل الإمكانات والجهود لإنجاح أبرز الاستحقاقات العالمية في مجال المناخ، مؤكداً أن إعلان الإمارات التقدم لاستضافة دورة العام 2023 من مؤتمر دول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ cop 28 يهدف إلى دعم وتحفيز التوجه العالمي الحالي لدمج العمل من أجل المناخ في التخطيط المستقبلي لكافة القطاعات وتحقيق التعافي الأخضر.
وتستضيف الإمارات بشكل سنوي فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، ومنتدى المناخ في القمة العالمية للحكومات، والقمة العالمية للاقتصاد الأخضر، والمعرض السنوي لتكنولوجيا المياه والبيئة والطاقة "ويتيكس"، إضافة لاستضافتها للمقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".
ونجح أسبوع أبوظبي للاستدامة في التحول إلى أحد أكبر التجمعات المعنية بالاستدامة في العالم من خلال القمم والمؤتمرات والفعاليات التي تقام تحت مظلته، ليغدو منصة عالمية تسهم في تحفيز الجهود لتسريع وتيرة التنمية المستدامة.
ويشكل الأسبوع حدثا مهما يلبي حاجة المنطقة والعالم، حيث يحظى بمشاركة عالمية واسعة، خاصة أن دورة عام 2021 استقطبت ما يزيد على 37 ألف مشارك من أكثر من 175 دولة، كما حظيت فعاليات الأسبوع الافتراضية بأكثر من 3.5 مليون مشاهدة.
ويجمع "منتدى التغير المناخي"، الذي ينعقد ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات التي تستضيفها الإمارات سنويا، نخبة من صانعي القرار ومسؤولي المنظمات الدولية المتخصصة، والخبراء لتسليط الضوء على قضية التغير المناخي.
مستقبل الأجيال القادمة
ويسعى المنتدى عبر مناقشاته والتوصيات الصادرة عنه إلى دعم الجهود العالمية الرامية للحفاظ على البيئة، وأخذ التغير المناخي الذي يشهده العالم إلى منعطف إيجابي لتفادي التداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن الاستمرار في الممارسات الخاطئة نفسها التي يشهدها العالم، بما تجلبه من نتائج خطيرة، مثل الاحتباس الحراري، والتصحر، والتلوث البيئي، وغيرها من التحديات الجسيمة التي قد تهدد الأجيال الحالية ومستقبل الأجيال القادمة.
وتشكل القمة العالمية للاقتصاد الأخضر التي تنظمها هيئة كهرباء ومياه دبي والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر بالتعاون مع المجلس الأعلى للطاقة في دبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، منصة مهمة تهدف إلى تعزيز الشراكات وتبادل الخبرات بين أبرز صانعي القرار ودعم التعاون بين المؤسسات والمنظمات الإقليمية والعالمية من القطاعين العام والخاص، بما يشجع على التحول للاقتصاد الأخضر.
وتعد القمة منصة استراتيجية لدعم التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية وتعزيز التنمية المستدامة والاستثمارات في مجال الاقتصاد الأخضر، ومنذ إطلاقها عام 2014، حققت القمة تطوراً وإنجازات مهمة من خلال تبني سياسات وخطط ومبادرات لتعزيز التعاون الدولي بين المشاركين من قادة الأعمال والخبراء العالميين من القطاعين العام والخاص، ويصدر عن القمة في ختام كل دورة "إعلان دبي" الذي يتضمن توصيات المشاركين ومخرجات القمة، وأهم محطات القمة وفعالياتها.
ورسخ معرض تكنولوجيا المياه والبيئة والطاقة "ويتيكس" مكانته كأكبر وأهم المعارض المتخصصة في المنطقة في قطاعات المياه والطاقة والبيئة، وبات حدثاً رئيساً على أجندة الفعاليات العالمية ومنصة مهمة تجمع العارضين والزوار مع الخبراء والمختصين وصانعي القرار والمستثمرين في هذه القطاعات الحيوية للاستفادة من الفرص الاستثمارية الهائلة التي يوفرها، فضلاً عن الالتقاء بالمختصين والخبراء وصناع القرار والمهتمين من جميع أنحاء العالم.
واستضافت الامارات في مارس/آذار الماضي أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي جاء ضمن سلسلة من الاجتماعات عالية المستوى التي تنظمها الأمانة العامة للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ على مستوى الأقاليم الدولية، وشكل الأسبوع منصة استثنائية لمتابعة مسار التعافي الأخضر ومناقشة السبل المُثلى لتطوير اقتصادات منخفضة الكربون والحد من ظاهرة التغير المناخي.
وتعد استضافة الإمارات للمقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا" أحد أبرز التحولات التي ساهمت في تعزيز مكانة الدولة في هذا الملف، وعملت الإمارات على دعم توجهات المنظمة ومشاريعها عالمياً عبر شراكة بين "آيرينا" و"صندوق أبوظبي للتنمية"، وشركة مصدر، حيث يتم تنفيذ العديد من المشاريع في الدول الجزرية للبحر الكاريبي، ودول الجزر في المحيط الهادي، بقيمة تمويلية بلغت نحو 450 مليون دولار.