أتيحت لي فرصة حضور القمة العالمية للحكومات التي نظمتها دبي العام الماضي، وكانت محفلاً سياسياً رفيع المستوى.
لقد أتيحت لي فرصة حضور القمة العالمية للحكومات التي نظمتها دبي العام الماضي، وكانت محفلاً سياسياً رفيع المستوى قلما تجد له مثيلاً في مؤتمرات مماثلة، على مستوى الحضور السياسي والاقتصادي والأكاديمي العالمي. فقد عوّدتنا دولة الإمارات على أن تكون منارة إشعاع عالمية تستقطب العلماء والمبدعين وكبار قادة العالم، ولا يكاد يمر شهر إلا وتبهر العالم بفعاليات أو مؤتمرات أو زيارات جديدة، لتكون بجدارة دولة القمم العالمية.
القمة الحقيقية هي التجربة الرائدة لدولة الإمارات التي باتت تنشر الخير والتسامح وحب الآخر، وتقدم دروساً للعالم في الإنسانية والتواضع والتعايش السلمي بين الشعوب، لتكون قمة في جميع النواحي.. بفضل حكامها الحكماء الذين كانوا وما زالوا قمماً في كل قمة
بينما كنت جالساً في القاعة الرئيسة للقمة العالمية للحكومات العام الماضي للاستماع إلى أحد المتحدثين الرئيسيين فيها، أشار لي أحد زملائي من الصحفيين الإماراتيين، بأن ألتفت إلى يميني حيث يوجد ممر يقود إلى منصة قاعة المؤتمر.
قال: انظر من يقف إلى يمينك.. إنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات، وإلى جانبه شقيقه سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، ومعهما عدد من المسؤولين.
لقد وقفوا في هذا المكان في أحد جوانب القاعة الرئيسة للمؤتمر بعد أن رفض الشيخ محمد الدخول للجلوس إلى جانب ضيوف المؤتمر حرصاً منه على أن يكمل المتحدث كلمته، وألا يتسبب دخوله في إيقاف محاضرته من أجل الترحيب به من قبل المسؤولين الذين كانوا في الخط الأمامي يتقدمهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي، وضيوفه رئيس وزراء الهند ورئيس وزراء فرنسا ورئيسة صندوق النقد الدولي.
لقد وقف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ عبدالله بن زايد طيلة الوقت المتبقي من الجلسة بعد أن التحق بهما سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي ترك مكانه في الجلسة ووقف إلى جانبهما احتراماً وتقديراً لقدومهما، واستمر هذا المشهد لأكثر من عشرين دقيقة، وهو ما لفت انتباه جميع الحاضرين في المؤتمر ونال إعجابهم.. لم أفاجأ أنا شخصياً من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لأنني سبق أن التقيته ولمست تواضعه الكبير وأخلاقه الرفيعة التي يدركها القاصي والداني.
لقد كان أول لقاء لي مع الشيخ محمد بن زايد في قصره مع مجموعة من الضيوف.. كنت أجلس إلى يساره ويفصل بيني وبينه أحد الزملاء، وكان يستمع إلينا باهتمام وحرص، ثم ترك مكانه وطلب أن يجلس بيننا ليكون أكثر قرباً منا وهو يستمع لما نقول، لم يشعرك لوهلة أنك أمام حاكم أو مسؤول كبير، كما اعتدنا في لقاءاتنا مع كبار القادة العرب. بل يشعرك بأنك تجلس بالقرب من أخيك الأكبر الذي يرغب بالاطمئنان على أوضاع بلدك وكأنها بلده.
كان أغلب الشيوخ من إخوة الشيخ محمد يحضرون هذا اللقاء، من بينهم سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، وخلال حديثي مع الشيخ محمد نادى على أخيه الشيخ عبدالله بقوله: أخوي عبدالله؛ فجاءه الرد سريعاً: لبيك طويل العمر، وقفز من مكانه وجاء مسرعاً حتى فوجئت بأنه جلس على الأرض بعد أن أثنى ركبتيه واستمع باهتمام لما يقوله له أخوه الشيخ محمد. وقد شهد العالم مدى عمق هذا الاحترام والتقدير حينما انتشر فيديو في الأيام الماضية حول فتح الشيخ عبدالله بن زايد باب السيارة لأخيه الشيخ محمد.
بعد هذا اللقاء بيومين كنا في مقابلة مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقد كان هو الآخر مدرسة في التواضع والتقدير لضيوفه، يستمع لهم ويبعث في نفوسهم طاقة إيجابية تجعلك تلغي من قاموسك كلمة "المستحيل". عندما خرجنا قال لي صاحبي: ما هذه التواضع والأخلاق والتقدير، وكأن شيوخ الإمارات جميعهم نسخة واحدة من التواضع والخلق الرفيع.. فقلت له: ألم أقل لك إنهم قمم في قمة شاهقة اسمها الإمارات.
وعوداً على بدء.. فإني أؤكد، بالتزامن مع انعقاد الدورة الجديدة للقمة العالمية للحكومات في دبي، أن القمة الحقيقية هي التجربة الرائدة لدولة الإمارات التي باتت تنشر الخير والتسامح وحب الآخر، وتقدم دروساً للعالم في الإنسانية والتواضع والتعايش السلمي بين الشعوب، لتكون قمة في جميع النواحي، بفضل حكامها الحكماء الذين كانوا وما زالوا قمماً في كل قمة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة