تعيش الإمارات العربية المتحدة اليوم فضاءات سامقة من التميز والإبداع، لتمثل ترجمة حقيقية للطفرة الحضارية التي تمر بها في شتى الاتجاهات.
تعيش الإمارات العربية المتحدة اليوم فضاءات سامقة من التميز والإبداع، لتمثل ترجمة حقيقية للطفرة الحضارية التي تمر بها في شتى الاتجاهات والمجالات، ولا شك في أن مراحل تقدمها وازدهارها الثقافي تحديدا صار لها شأن فاعل وتجليات حاضرة في الوجدان والعقل العربي، وامتد شعاعه الإيجابي ليتعدى الحدود المحلية والعربية محلّقة في فضاءات العالمية، بتقدم ثابت تعكسه الثقافة المعاصرة.
وبنشوة فخرٍ سعوديّة عروقها «خضراء»، نبعها الحب والإخاء؛ تُحلّق طيور التآخي والحب النقيّ في سماء الإخاء الإماراتي الخالد بما لم تجد المملكة أفضل منه لتعبر به فخرا بالإمارات وثقافتها وتراثها الإسلامي العريق إلا أن تكون ضيف شرفٍ «فوق العادة» في معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية 2018م؛ موطدة أسمى معاني القيم الأخويّة والإنسانيّة، بمرآةٍ لمظاهر تميز الثقافة الواحدة، وتأكيدا لعلاقات ثابتة عميقة، وتواشجيّة أخويّة تأريخية، وجذورٍ ضاربةٍ في عروق التأريخ نسبا ودما.
عند الحديث عن العلاقات الثقافية بين المملكة والإمارات باختصار، فإنه بالتأكيد سيكون عن منطقة جغرافية ذات تاريخ مشترك وجوانب ثقافية واجتماعية وتعليمية تتقارب وتتقاطع؛ شكّلت فيه الدولتان مظهرا مميزا
وعند الحديث عن العلاقات الثقافية بين المملكة والإمارات باختصار، فإنه بالتأكيد سيكون عن منطقة جغرافية ذات تاريخ مشترك وجوانب ثقافية واجتماعية وتعليمية تتقارب وتتقاطع؛ شكّلت فيه الدولتان مظهرا مميزا، تحديدا مع حكم الملك عبد العزيز آل سعود -يرحمه الله- حيث بدأ التواصل بين المملكة والإمارات، سواء على مستوى التحالف بينه وبين شيوخها أو من خلال حضور الدعاة وشيوخ العلم إلى الإمارات؛ ما أسهم في ظهور البوادر الأولى للمحور الثقافي تحديدا، ثم أتى أبناء الملك عبد العزيز من بعده امتدادا لتوطيد العلاقة الاستثنائية بعلاقات واتفاقيات مشتركة مع المغفور له الشيخ زايد - طيب الله ثراهم جميعا-؛ ليستديم التواصل والمسيرة الاستثنائية برؤية مستنيرة يتبناها اليوم كل من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان -يحفظهما الله -.
والمتابع يجد أن المؤسسات الثقافية بين الدولتين حققت تقاربا ثقافيّا قويّا على المستوى الرسمي مثل وجود الملحقيات الثقافية، والمهرجانات الثابتة مثل «الجنادرية» في الرياض و"مهرجان التراث" بأبوظبي، ومعارض الكتاب في الشارقة وأبوظبي والرياض.. يقابله تواصل بأبعاد غير رسمية متعددة؛ فمثقفو البلدين على تواصل دائم عبر الملتقيات والمؤتمرات الثقافية، وهيئات الجوائز وتحكيمها، والمهرجانات السينمائية والمسرحية، والمعارض التشكيلية.. والتي جميعها تُعد بوابات وآفاقا أساسيّة للمثقفين والمبدعين السعوديين والإماراتيين الذين حققوا فيها حضورا لافتا ومميزا.
ومع جذوة فرح تتويج «الإمارات» ضيف شرف كبيرا وغاليا في قلوب الشعب السعودي بأسره، مبتهجا بهم إلى غدق المشاعر ومساحاتها؛ لأنها باختصار مناسبة تُحوّل العقول والقلوب كلها إلى مصير مشترك، ومُستقبل أخاذ، نسيرُ به، نمضي عليه مدادا خالدا لمسيرة «توأمة» إخاء عريقة، راسمة وميضَ عطرٍ تتصافح به «المملكة والإمارات» بحميميّة لا تُطمس أو تذوب، لنستلّ منها بهجةَ فخر المستقبل ومنتهاه «معا أبدا».
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة