عامان على إطلاق «الفارس الشهم 3».. الإمارات تداوي جراح أهل غزة
مبادرات إماراتية تتوالى لدعم قطاع الصحة في غزة، وتضميد جراح أهلها ضمن عملية "الفارس الشهم 3"، التي انطلقت في مثل هذا اليوم قبل عامين.
مبادرات تربُت بها دولة الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة، محاولة مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم في قطاع يئن من تداعيات حرب استمرت نحو عامين، الأمر الذي أثر في القطاع الصحي واستنزف قدراته وعطل مرافقه وأدى إلى خروج عدد كبير من المستشفيات عن الخدمة.
وتحل ذكرى مرور عامين على إطلاق عملية "الفارس الشهم3"، اليوم الأربعاء، فيما تواصل الإمارات على مدار الساعة مبادراتها لدعم قطاع الصحة، ومداواة جراح أهل غزة.
ونجحت دولة الإمارات عبر جهودها الإنسانية ومساعداتها الإغاثية ضمن" عملية الفارس الشهم 3"، في مد شريان الحياة للقطاع الصحي داخل قطاع غزة وإنقاذه من الانهيار التام والخروج النهائي من الخدمة.
ويعد دعم القطاع الصحي في غزة أولوية قصوى لدولة الإمارات منذ انطلاق عملية "الفارس الشهم 3"، قبل عامين.
علاج 2000 من الجرحى ومرضى السرطان
وقبل أيام، نفذت دولة الإمارات 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إجلاء طبيا عاجلا لـ57 مريضا من قطاع غزة، برفقة ذويهم.
يأتي ذلك تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات بعلاج 1000 من الجرحى الفلسطينيين و1000 من المصابين بأمراض السرطان، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم في مختلف مستشفيات دولة الإمارات.
ونُفذّت مهمة الإجلاء الطبي عن طريق مطار رامون في إسرائيل وعبر معبر كرم أبو سالم، وبهذا تكون عملية الإجلاء الحالية هي الدفعة 29 من عمليات الإجلاء الطبي العاجلة التي تنفذها وكالة الإمارات للمساعدات الدولية.
وبتلك الدفعة يصل العدد الإجمالي لمن تم إجلاؤهم حتى الآن ضمن مبادرة "الفارس الشهم 3" إلى 2,961 مريضاً ومرافقاً، حيث وفرت لهم دولة الإمارات الرعاية العلاجية، مواصلة دورها الإنساني العالمي الرائد للتخفيف من معاناة المدنيين، وضمان سرعة التعافي المبكر، وتحقيق الأمن والاستقرار، والحد من التداعيات السلبية في مثل هذه الظروف الحرجة.

المستشفى الميداني.. علاج 53 ألفا
وفيما تتواصل عمليات الإخلاء الطبي لعلاج الحالات الحرجة ومرضى السرطان، يواصل المستشفى الميداني الإماراتي في جنوب قطاع غزة تقديم خدماته إلى كافة المرضى والمصابين، وجهوده لتخفيف تداعيات المعاناة الإنسانية التي تكابدها مختلف الشرائح المجتمعية، خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن، في القطاع.
ويقدم المستشفى، منذ تدشينه في 2 ديسمبر/كانون 2023 خدماته العلاجية لأبناء القطاع، عبر كوادر متخصصة ومؤهلة في المجالات والفروع الطبية المختلفة، بالإضافة متطوعين طبيين.
وبلغ عدد الحالات التي تلقت العلاج في المستشفى الميداني الإماراتي حتى الآن 53 ألفا و375 مُصابا شملت الإصابات الحرجة والعمليات الجراحية الدقيقة.
وأطلقت دولة الإمارات، من خلال المستشفى، مبادرة إنسانية نوعية لتركيب الأطراف الصناعية للمصابين ممن تعرضوا للبتر، بهدف دعم إعادة تأهيلهم وتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية.
وتبلغ سعة المستشفى 200 سرير، ويضم غرفاً للعمليات الجراحية مؤهلة لإجراء أنواع الجراحات المختلفة، وعلى سبيل المثال نجح فريق الأطباء في المستشفى في استئصال ورم يزن 5 كيلوغرامات من بطن مريض عانى لسنوات من آلام حادة ومضاعفات صحية شديدة الخطر.

المستشفى العائم.. علاج 21 ألفا
وإلى جانب المستشفى الميداني، يواصل المستشفى العائم بدوره علاج أهل غزة.
وكانت دولة الإمارات قد أرسلت في فبراير/شباط 2024 مستشفى عائما متكاملا إلى قبالة سواحل مدينة العريش المصرية لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين، ونجح منذ تدشينه في علاج 20,990 حالة.
ويضم المستشفى العائم طاقما طبيا وإداريا من مختلف التخصصات تشمل التخدير والجراحة العامة والعظام والطوارئ، إضافة إلى ممرضين ومهن مساعدة، وتبلغ سعة أسرة المستشفى 100 سرير، ويضم غرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبرا وصيدلية ومستودعات طبية.

مساعدات طبية
أيضا تستحوذ الإمدادات الطبية والصحية على نسبة كبيرة من إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تواصل الإمارات تقديمها إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة منذ بدء الأزمة.
وتتضمن المساعدات الطبية التي تقدمها الإمارات إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة، مختلف أنواع الأدوية والمعدات طبية مثل أجهزة غسيل الكلى وجهاز الموجات فوق الصوتية "التراساوند" وأجهزة إنعاش رئوي وكراسي متحركة وأقنعة تنفس صناعي، إضافة إلى سيارات الإسعاف.
وضمن أحدث تلك المساعدات، وصلت سفينة الإمارات الإنسانية، التي تحمل 7,200 طن من المواد الغذائية والإيوائية والطبية، إلى ميناء العريش بجمهورية مصر العربية، الخميس الماضي، تمهيداً لنقلها إلى قطاع غزة لتلبية الاحتياجات العاجلة هناك، وذلك في إطار الجسر الإنساني الذي تسيره دولة الإمارات لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق.
وتحرص عملية "الفارس الشهم 3"، الذراع الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة، على تقديم مساعدات طبية ومجموعة من المستلزمات الطبية والأدوية لمستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية في مختلف مناطق قطاع غزة، لإسعاف الوضع الطبي الكارثي في القطاع.
وقدمت الإمارات على مدار الفترة الماضية مساعدات كبيرة للقطاع الصحي داخل قطاع غزة أسهمت في إنقاذه من الانهيار التام والخروج النهائي من الخدمة.
وعلى سبيل المثال، سيرت عملية الفارس الشهم 3 23 أغسطس/آب الماضي قافلة "الحياة والأمل (2)" التي تضم شحنة كبيرة من الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية العاجلة، لدعم مستشفيات قطاع غزة وتعزيز قدرتها على مواصلة تقديم الخدمات الصحية للمرضى والجرحى في ظل الظروف الصعبة.
وتندرج هذه القافلة ضمن سلسلة من القوافل والمساعدات التي تواصل دولة الإمارات تقديمها عبر عملية الفارس الشهم 3، في إطار التزامها الإنساني الدائم بدعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صمود القطاع الصحي في غزة.

مكافحة شلل الأطفال
أيضا من بين مبادرات الإمارات الرائدة لدعم قطاع الصحة، تم قبل نحو عام تنفيذ حملة تطعيم أكثر من نصف مليون طفل في قطاع غزة ضد شلل الأطفال.
وكانت مبادرة مكافحة شلل الأطفال بغزة قد انطلقت مطلع سبتمبر/ أيلول 2024، إثر توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتقديم 5 ملايين دولار لدعم حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس داخل القطاع.
ووفرت الحملة التي تم تنفيذها بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و"يونيسف" و"الأونروا"، جرعتين من لقاح شلل الأطفال لنحو 640 ألف طفل من غزة دون سن 10 سنوات، لوقف انتشار الفيروس ومنع تفشي المرض في القطاع.
تأتي حملة التطعيم ضد شلل الأطفال ضمن مبادرات إماراتية متتالية لدعم قطاع الصحة في غزة، ضمن مبادراتها الإنسانية الإغاثية المتواصلة.

ملحمة إنسانية
مبادراتٌ لم تتوقّف على مدار الساعة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتزايدت وتيرتها بعد التوصل لوقف إطلاق النار 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتويجًا لحراك الإمارات المتواصل لدعم غزة على مختلف الأصعدة.
رسمت دولة الإمارات على مدار تلك الفترة ملحمةً إغاثيةً إنسانيةً، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكلٍ خاص، والعمل الإنساني بشكل عام، في مسارٍ توثّقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكّده لغة الأرقام، حيث بلغ إجمالي المساعدات الإنسانية التي تم تقديمها منذ بدء عملية "الفارس الشهم 3" في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وحتى اليوم نحو 100 ألف طن، بتكلفة 2.57 مليار دولار.
وتشكل المساعدات الإماراتية نسبة 46% من إجمالي المساعدات الدولية إلى غزة حتى الآن، كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة.