في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أصدر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مرسوماً اتحادياً بشأن إنشاء "وكالة الإمارات للمساعدات الدولية".
يهدف ذلك لتنفيذ برامج المساعدات الخارجية والتخطيط والإشراف والتنفيذ ومتابعة الدعم الحكومي الرسمي والمشروعات والمبادرات التنموية، وبرامج التعافي المبكر، وإعادة الاستقرار، وتنفيذ خطط الاستجابة الإنسانية والإغاثية في مناطق الصراع والمناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية أو البيئية.
وتعتبر تلك الخطوة، من جانب، تعزيزاً لمأسسة المساعدات التي تقدمها الدولة لأهداف إنسانية، ومن جانب أخر تأكيداً على التوجه الإماراتي الذي بدأ مع المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه بالاستثمار في الإنسانية وذلك من خلال تقديم مساعدات إنسانية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة وحفظ الكرامة الإنسانية في ظل الأزمات والصراعات.
فعلي سبيل المثال كانت دولة الإمارات قد أطلقت في الشهور القليلة الماضية مبادرات إنسانية بقيمة 10.25 مليون دولار أمريكي للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات المتضررات من الأزمة المستمرة في السودان وذلك لتلبية احتياجات النساء والأطفال المتأثرين بالأزمة السودانية، مع التركيز بشكل خاص على تقديم الرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي وتوفير المساعدات الأساسية، هذا بالإضافة لما كما كانت قد تعهدت به دولة الإمارات بتقديم 100 مليون دولار أمريكي في "مؤتمر باريس للمانحين" في أبريل/نيسان 2024.
ويعتبر الاستثمار في الإنسانية أحد أبرز العناصر المكونة للقوة الناعمة لدولة الإمارات حيث يسمح لها بتعزيز صورتها ومكانتها بين الأمم كفاعل في الاستقرار والتنمية إقليماً ودولياً وفي ترسيخ الشراكة الدولية بين الدول بعضها البعض وبين المنظمات الدولية والدول لما فيه صالح الإنسانية، حتى أصبحت الإمارات أكبر مركز لوجستي للعمل الإنساني في العالم.
ومن المعلوم للكافة أن المساعدات الإماراتية لا ترتبط بغير الإنسانية فهي لا تتوقف على توجه الدولة المستفيدة، ولا على قرب أو بعد الإقليم الجغرافي، أو العرق، أو اللون، أو الديانة، فهدف دولة الإمارات هو المساهمة في تلبية احتياجات الشعوب، والحد من الفقر، والقضاء على الجوع، وبناء مشاريع تنموية مستدامة وهو ما يتفق مع المنظومة الأخلاقية للدولة ومواطنيها.
ويمكننا القول إن دبلوماسية الإمارات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية تعد خير مثال علي تطبيق مبادئ ثقافة التسامح والتعايش والمشاركة الإنسانية التي تتبناها دولة الإمارات وتباهي بها العالم.
خلاصة الأمر، استثمار دولة الإمارات في الإنسانية هو رؤية استراتيجية بعيدة المدى لقيادة الإمارات ويعبر عن المكنون الثقافي والقيمي لمواطنيه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة