الإمارات والهند.. نموذج للتعاون الدولي في مواجهة كورونا
شكل التنسيق والتعاون بين دولة الإمارات وجمهورية الهند الصديقة في مجال التصدي لفيروس كورونا المستجد، نموذجا للتعاون والتعاضد الدولي البناء في مواجهة هذه الجائحة واحتواء تداعياتها الإنسانية.
وأضاءت دولة الإمارات، الأحد، أبرز معالمها العمرانية بعلم جمهورية الهند الصديقة تضامناً مع الظروف الاستثنائية التي تمر بها الهند في ظل ارتفاع حالات الإصابات والوفيات المسجلة يوميا.
وجسد التعاون الإماراتي الهندي في مواجهة جائحة كورونا عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين الصديقين في المجالات كافة.
واستحوذت تداعيات الأزمة وسبل مواجهتها على حيز كبير من الاتصالات التي جرت بين قيادة البلدين الصديقين وكبار المسؤولين فيهما، خلال الفترة الماضية. والتي ركزت على بحث سبل تعاون المؤسسات المعنية بالبلدين في مواجهة انتشار جائحة فيروس "كورونا" بجانب الإسهام في الجهود الدولية لوقف انتشار الفيروس ومكافحته واحتواء تداعياته الإنسانية والصحية والاقتصادية.
واتخذ التعاون بين البلدين لمواجهة أزمة تفشي فيروس كورونا "كوفيد 19" أشكالا متعددة تضمنت تسهيل عملية إجلاء الرعايا، وتبادل الخبرات العلمية والطبية، وتقديم المساعدات والإمدادات الطبية، والتعاون على الصعيد البحثي وتبادل الخبرات وتطبيق التقنيات المتقدمة لإجراء فحوصات اكتشاف الإصابة بالفيروس.
وفي مايو/أيار 2020، أقلعت أول رحلتين من دولة الإمارات إلى جمهورية الهند تحملان على متنهما 350 مواطنا هنديا، حيث اتخذت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي كل الإجراءات اللازمة لتسهيل عملية إجلاء رعايا جمهورية الهند الذين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بعد تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى دولة الإمارات وذلك بالتنسيق مع سفارة وقنصلية الهند لدى الإمارات.
وقوبلت الإجراءات الإماراتية بترحيب كبير من قبل المسؤولين في جمهورية الهند الصديقة، وأشاد بافان كابور، سفير جمهورية الهند المعين بجهود دولة الإمارات في تسهيل إجراءات مغادرة رعايا الهند إلى بلادهم على عدة مراحل من خلال مطارات الدولة.
وثمن الإجراءات والتدابير الصحية التي تم اتخاذها من قبل الجهات الصحية في دولة الإمارات لضمان خلو جميع ركاب الطائرة من فيروس كورونا قبل صعودهم للطائرة عائدين إلى بلادهم.
ولم تتوانَ الإمارات طوال فترة الأزمة عن تسيير طائرات المساعدات الإنسانية والطبية إلى دولة الهند الصديقة والتي استفاد منها آلاف العاملين في مجال الرعاية الصحية لتعزيز جهودهم في احتواء انتشار الفيروس.
بالمقابل وفي إطار التنسيق والشراكة بين البلدين أرسلت الهند طواقم من الاختصاصيين والأطباء والممرضين إلى دولة الإمارات لدعم جهود الدولة في احتواء جائحة كورونا.
كما وافقت الحكومة الهندية على تصدير كميات وافية من دواء هيدروكسي كلوروكين إلى دولة الإمارات لاستخدامها في علاج مصابي فيروس كورونا المستجد.
وتمتلك دولة الإمارات علاقات راسخة ومتميزة مع جمهورية الهند، حيث تم تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1972، لتنطلق في ضوء ذلك مسارات التعاون الثنائي في مختلف القطاعات ضمن إطار من الاحترام المتبادل والقواسم المشتركة على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي، وهو ما تم تتويجه من خلال التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين عام 2017.
aXA6IDMuMTM5LjcyLjE1MiA= جزيرة ام اند امز