الإمارات قبلة قادة العالم.. قمم ومباحثات تتوج «دبلوماسية الشراكات»
عشرات القادة ورؤساء الحكومات والوزراء والمسؤولين رفيعي المستوى استقبلتهم الإمارات خلال الأيام الأولى من 2025.
زيارات تخللها عقد قمم ومباحثات مع القيادة الإماراتية والمشاركة في فعاليات شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة، رسخت مكانتها كقبلة معتادة لقادة دول العالم ومسؤوليها.
مباحثات وجهود دبلوماسية في مستهل عام جديد تعكس حرص الإمارات على تعزيز جسور الشراكة والتعاون والسلام مع مختلف دول العالم وعملها، على أن يكون عام 2025 عام استقرار وأمن وازدهار لدول وشعوب المنطقة بأسرها.
قمم وزيارات تبرز تعاظم مكانة دولة الإمارات وحضورها الفاعل، وحرصها على تعزيز التعاون الدولي والتضامن العربي والعمل المتعدد الأطراف لمواجهة مختلف التحديات الإقليمية والدولية، ودعم الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم.
كما تبرز العلاقات القوية التي تربط الإمارات ومختلف دول المنطقة والعالم والثقة الكبيرة بقيادتها وتقدير قادة العالم لدورها الفعال المهم.
توجت تلك القمم والمباحثات بتوقيع عشرات الاتفاقيات لتعزيز التعاون بين الإمارات ودول العالم في مجالات شتى.
يأتي ذلك في إطار حرص دولة الإمارات على بناء شراكات فاعلة مع مختلف دول العالم، وتعزيز العمل الدولي متعدد الأطراف من أجل تحقيق التنمية المستدامة والازدهار لشعوب العالم أجمع، وهو ما يؤكده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، دوما في لقاءاته وقممه مع قادة ومسؤولي دول العالم.
18 قمة ولقاء
ضمن أحدث تلك اللقاءات استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأربعاء، فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الدولة.
وبحث الجانبان، خلال اللقاء الذي جرى في قصر الشاطئ بأبوظبي، مسارات تطور العلاقات الثنائية وسبل تنمية التعاون خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية، بجانب التكنولوجيا والبنية التحتية والطاقة المتجددة وغيرها من الجوانب، بما يدعم التنمية المستدامة في البلدين ويحقق تطلعات شعبيهما نحو مواصلة التقدم والازدهار.
كما شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفيكتور أوربان إعلان مذكرات تفاهم واتفاقيات في عدد من المجالات تشمل التعليم والاستثمار والتطوير في مجال الطاقة المتجددة وغيرها، بهدف توسيع جوانب التعاون المشترك.
جاء هذا اللقاء غداة استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الثلاثاء، الدكتور سوبرامانيام جايشانكار وزير الشؤون الخارجية في الهند.
وتطرق اللقاء إلى مختلف جوانب العلاقات الثنائية في إطار "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" و"الشراكة الاقتصادية الشاملة" بين دولة الإمارات والهند ومسارات تطويرهما، بجانب عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
أيضا في إطار القمم البارزة التي شهدتها الإمارات خلال الشهر الجاري عقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قمة يوم 16 يناير/كانون الثاني مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تناولت العلاقات الأخوية وجوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين وسبل تنميته في جميع المجالات خاصة التنموية والاقتصادية والاستثمارية بما يخدم مصالحهما المشتركة ويحقق تطلعات شعبيهما إلى التنمية والازدهار.
كما استعرض الزعيمان عددا من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، ورحبا في هذا السياق بإعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدين ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى القطاع ومواصلة المساعي الحثيثة لتنفيذ "حل الدولتين" كونه السبيل لتحقيق الاستقرار والسلام الدائم والشامل في المنطقة.
وأكد الزعيمان حرصهما على وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها وسلامة أراضيها، إلى جانب أهمية بدء عملية سياسية شاملة تضم جميع مكونات الشعب السوري الشقيق.
وشدد الجانبان على ضرورة العمل من أجل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة لمصلحة شعوبها.
تأتي القمم واللقاءات الثلاث من بين نحو 18 قمة ولقاء عقدتها القيادة الإماراتية خلال شهر يناير/كانون الثاني.
وعلى مدار أيام الشهر الجاري عقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات وقمم ولقاءات مع كل من:
1. إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان
2. قاسم جومارت توكاييف رئيس جمهورية كازاخستان
3. شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان
4. ويليام روتو رئيس جمهورية كينيا
5. بولا أحمد تينوبو رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية
6. جورجيا ميلوني رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية
7. إيدي راما رئيس وزراء جمهورية ألبانيا
8. بول كاغامي رئيس جمهورية رواندا
9. أنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا
10. كريستوفر لاكسن رئيس وزراء نيوزيلاندا
11. بيتيري أوربو رئيس وزراء جمهورية فنلندا
12. إيراكلي كوباخيدزه رئيس وزراء جمهورية جورجيا
13. مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق
14. الدكتورة شينا أنصاري مساعدة الرئيس الإيراني رئيسة منظمة حماية البيئة
15. سراج الدين حقاني وزير الداخلية في أفغانستان
تناولت اللقاءات تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وقادة ومسؤولي تلك الدول والعمل المشترك على تعزيزها وتوسيع آفاقها في مختلف المجالات الاستثمارية والتجارية والاقتصادية والزراعية والطاقة المتجددة والبيئة والاستدامة وغيرها من الجوانب الحيوية التي تحظى باهتمام مشترك.
كما تم خلال تلك المباحثات تبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها ما يتعلق بترسيخ السلام والأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حرص دولة الإمارات على بناء شراكات مثمرة مع الدول الصديقة خاصة في المجالات التي تخدم التنمية المشتركة.
وتخلل تلك القمم والزيارات إشادات متتالية من قادة تلك الدول بجهود دولة الإمارات وقيادتها في مواجهة التحديات ودعم أمن واستقرار العالم ونشر السلام والازدهار.
حصاد وافر
وأثمرت تلك القمم عن توقيع عدد من اتفاقيات التعاون في مجالات مختلفة من أبرزها:
- توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون بين الإمارات وأوزبكستان شملت مجالات الصناعة والتكنولوجيا والدبلوماسية والثقافة وحماية وتشجيع الاستثمار بجانب مجالات المعادن والمواصفات والمقاييس والزراعة والأمن الغذائي والصناعات الدفاعية والأمنية والعدل.
- توقيع اتفاقية بشأن تأسيس شركة "ألبتريس" تختص بتقديم حلول مالية تمكن حكومة ألبانيا من الإشراف على المنتجات الخاضعة للضريبة وضمان الامتثال للمعايير والمواصفات
- توقيع دولة الإمارات وإيطاليا وألبانيا، اتفاقية شراكة إطارية ثلاثية للتعاون في مشاريع الطاقة النظيفة.
- توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وكينيا.
- توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات ونيوزيلندا.
- توقيع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين الإمارات وماليزيا.
- توقيع إعلان بشأن الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وأوزبكستان.
- توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات بين الإمارات والمجر في عدد من المجالات تشمل التعليم والاستثمار والتطوير في مجال الطاقة المتجددة وغيرها، بهدف توسيع جوانب التعاون المشترك.
43 رئيس دولة وحكومة
وإضافة إلى الزيارات الرسمية التي يجريها قادة ومسؤولو دول العالم للإمارات يحرص الكثير منهم على المشاركة في الفعاليات البارزة التي تستضيفها، التي تعزز التعاون والازدهار وتبحث سبل مواجهة التحديات العالمية.
واستضافت الإمارات خلال الشهر الجاري أسبوع أبوظبي للاستدامة، بمشاركة 13 من قادة الدول وما يزيد على 140 وزيراً ومسؤولاً حكومياً، بهدف دفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي واستكشاف الفرص المرتبطة بالتحوّل الاقتصادي التي تقدر قيمتها بأكثر من 10 تريليونات دولار.
أيضا من المقرر أن تقام في إمارة دبي في الفترة من 11 إلى 13 فبراير/شباط القادم فعاليات الدورة الـ12 من القمة العالمية للحكومات تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل"، بمشاركة دولية قياسية هي الأكبر في تاريخ القمة.
وتشهد الدورة الجديدة مشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، وأكثر من 80 منظمة دولية وإقليمية، بالإضافة إلى 140 وفداً حكومياً ونخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وبحضور أكثر من 6000 مشارك.
ومن أبرز قادة الدول المرتقب مشاركتهم في القمة العالمية للحكومات كل من:
• برابوو سوبيانتو رئيس جمهورية إندونيسيا
• أندجي دودا رئيس جمهورية بولندا
• أنورا كومارا ديساناياكا رئيس جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية
• غوستافو فرانسيسكو بيترو أوريغو رئيس جمهورية كولومبيا
• برناردو أريفالو رئيس جمهورية غواتيمالا
• الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس وزراء دولة الكويت
• نيكول باشينيان رئيس وزراء جمهورية أرمينيا
• روبينا نبانجا رئيس وزراء جمهورية أوغندا
• شهباز شريف رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية
• موساليا مودافادي رئيس وزراء جمهورية كينيا
• عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية في دولة ليبيا
• إيراكلي كوباخيدزه رئيس وزراء جورجيا
• محمد يونس رئيس الحكومة المؤقتة في جمهورية بنغلاديش الشعبية
دبلوماسية الشراكات
قمم ومباحثات وفعاليات تأتي في إطار حرص دولة الإمارات على تعزيز العلاقات الثنائية وبناء شراكات استراتيجية تلبي تطلعات الإماراتيين وشعوب العالم نحو مستقبل أكثر نماء وازدهاراً.
وتؤمن دولة الإمارات بأن الشراكات وحدها قادرة على تخطي تحديات اليوم المركبة والمتداخلة، وأهمها أمن الغذاء والطاقة، وتغير المناخ، والرعاية الصحية، وأنها السبيل الأمثل لتحقيق السلام والأمن والتقدم والرخاء والازدهار والتنمية.
وتحرص دولة الإمارات على تعزيز علاقاتها مع جميع دول العالم، وتولي تعزيز الشراكات مع الدول صاحبة التجارب والخبرات الاقتصادية المتميزة اهتماما استثنائيا، بما يسهم في بناء جسور التواصل والتعاون مع مختلف دول العالم، وبما يحقق المصالح المشتركة ويسهم في جهود التنمية والتطوير والتقدم في شتى المجالات.