يوم التأسيس.. محطات تاريخية تتوج علاقات الأخوة بين السعودية والإمارات
تشارك الإمارات السعودية احتفالها بيوم التأسيس، تتويجا لعلاقاتهما الأخوية التاريخية، التي كانت الدرعية عاصمة التأسيس شاهدة على قوتها.
ورغم أن ذكرى يوم التأسيس بالسعودية، التي تحل 22 فبراير/شباط من كل عام، تعود إلى 3 قرون مضت إلا أن إحياءها، استبقته محطات مهمة، تبرز العلاقات الأخوية التي تربط السعودية والإمارات.
واليوم الخميس، بعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، برقيات تهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، بمناسبة ذكرى يوم تأسيس المملكة.
- العاهل السعودي في يوم التأسيس: التلاحم والاستقرار أساس عراقة هذا الوطن
- السعودية في يوم التأسيس.. جذور راسخة ومستقبل واعد
محطات ثقافية وتراثية وسياسية ورياضية تجسد الشراكة الاستراتيجية والعلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين، التي كانت الدرعية عاصمة التأسيس شاهدة عليها.
ويحتفل السعوديون، الخميس، بذكرى تأسيس الدولة السعودية في منتصف عام 1139هـ الموافق 22 فبراير/شباط 1727م على يد الإمام محمد بن سعود، وعاصمتها الدرعية.
وكما كانت "الدرعية" منطلقا لتوحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية وتأسيس الدولة السعودية الأولى قبل 3 قرون، كانت في العصر الحديث شاهدة أيضا على التعاون السعودي الإماراتي في دعم التعاون الخليجي، وتطوير العمل المشترك.
تعاون ظهر جليا في القمم الخليجية التي استضافتها الدرعية، وتوج بمشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في القمة الخليجية الـ44 التي عقدت في قطر 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتي اختتمت بإصدار بيان ختامي أشاد بإنجازات البلدين في مجالات شتى.
يأتي الاحتفال، بيوم التأسيس، بعد صدور أمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في 27 يناير/كانون الثاني 2022 بأن يكون يوم 22 فبراير/شباط من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم "يوم التأسيس" ويصبح إجازة رسمية.
وقبيل نحو شهر من صدور الأمر الملكي، كانت دبي شاهدة على اختيار الدرعية –العاصمة الأولى للدولة السعودية الأولى- عاصمة للثقافة العربية للعام 2030.
خطوة مهمة تتوج اهتمام المملكة بالدرعية التاريخية، والتي سبق أن تم تسجيل حي الطريف التاريخي بها بقائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" عام 2010، بدعم من دولة الإمارات.
أيضا كانت دولة الإمارات حاضرة مع بدء المملكة في تطوير حي الطريف التاريخي بالدرعية.
ومع تطوير الدرعية وبدء التسويق السياحي لها، كانت دولة الإمارات محطة مهمة في تعريف العالم بهذا المشروع الثقافي المهم عبر مشاركة هيئة تطوير الدرعية في معرض سوق السفر بدبي عامي 2022 و2023.
محطات عدة تبرز دعم دولة الإمارات لجهود المملكة في تطوير الدرعية التاريخية وإبراز دورها الحضاري والتسويق السياحي لها في العالم أجمع.
عاصمة عربية للثقافة
وتفصيلا، تتجسد أبرز تلك المحطات على الصعيد الثقافي في اختيار الدرعية عاصمة عربية للثقافة لعام 2030، بعد مصادقة وزراء الثقافة العرب في اجتماعهم السنوي الذي عقد بمدينة دبي بدولة الإمارات، خلال الفترة من 19 إلى 20 ديسمبر/كانون الأول 2021.
جاء هذا قبل نحو شهر من إصدار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في 27 يناير/كانون الثاني 2022 أمرا ملكيا بأن يكون يوم 22 فبراير/شباط من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، تحت اسم "يوم التأسيس"، ويصبح إجازة رسمية.
وأشار الأمر الملكي إلى أن اختيار هذا التاريخ يعود إلى بدء عهد الإمام محمد بن سعود وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139هـ (1727م) للدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية.
وقبيل نحو شهر من صدور الأمر الملكي، كانت دبي شاهدة على اختيار الدرعية –العاصمة الأولى للدولة السعودية الأولى- عاصمة للثقافة العربية للعام 2030.
وأعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، اختيار "الدرعية" عاصمة للثقافة العربية للعام 2030، نظير رمزيتها الخالدة على صعيد الثقافة محلياً وإقليمياً، وما تمتلكه من تاريخ مشهود ذي إرث حضاري لا يزال مؤثراً حتى اليوم.
وسيتضمن اختيار "الدرعية" عاصمة للثقافة العربية في 2030م، تنظيم العديد من الفعاليات التي تشمل كل عناصر الثقافة، وورش العمل الفنّية والعروض الخاصّة بالمسرح والسينما، والمهرجانات والمسابقات والأسابيع الثقافية، وتبادل الوفود والفرق الفنّية، وتأهيل المؤسسات الثقافية الموجودة وتطوير أدائها، ورعاية الإبداع وتشجيع المبدعين ودعم المثقفين وتنشيط السّاحة الثقافية.
قائمة اليونسكو.. دعم إماراتي
وسبق أن توجت جهود المملكة في حماية الدرعية التاريخية، بتسجيل حي الطريف التاريخي بالدرعية بقائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" عام 2010، بدعم من دولة الإمارات.
وأعلن وفد دولة الإمارات العربية المتحدة المشارك في فعاليات الدورة الـ 34 للجنة التراث العالمي التي عقدت في العاصمة البرازيلية "برازيليا" أغسطس/آب 2010 أنه قدم الدعم الكامل لترشيح موقع "الطريف" في مدينة الدرعية بالمملكة العربية السعودية لينضم إلى قائمة التراث العالمي.
تطوير حي الطريف.. الإمارات تبارك
أيضا كانت دولة الإمارات حاضرة مع بدء السعودية في تطوير حي الطريف التاريخي بالدرعية.
وفي 9 ديسمبر/كانون الأول 2018، دشن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وقادة وزعماء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي مشروع تطوير حي "الطريف".
ويعد مشروع تطوير حي "الطريف" المسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو جزءا من برنامج تطوير الدرعية التاريخية التي تحظى باهتمام القيادة السعودية كونها معلما تاريخيا تراثيا وحضاريا بارزا.
ويهدف المشروع إلى تطوير الحي التاريخي بإعماره وتحويله إلى مركزٍ ثقافي سياحي دولي، وفـقاً لخصائصه التاريخية والثقافية والعمرانية والبيئية في إطارٍ عصري، ووضعه في مصاف المدن التراثية العالمية.
وأشاد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم باهتمام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بالتراث الوطني التاريخي للمملكة، معتبرا أن مثل هذه المواقع التاريخية والأثرية تشكل عنصرا جاذبا للاستثمارات المحلية والخارجية وتعزز قطاع الصناعة السياحية في السعودية برفد مصادر الدخل الوطني فيها.
وبارك للعاهل السعودي وولي عهده والشعب السعودي الشقيق هذا الإنجاز الوطني الذي كان في يوم من الأيام مقرا للحكم والمؤسسات الحكومية السعودية.
ويمثل مشروع تطوير الدرعية التاريخية جانبا من اهتمام المملكة بالتراث الوطني وتنميته، لدوره في حفظ تاريخ الوطن وإبراز مساهمة أبنائه في ملحمة تأسيسه ووحدته.
وقبل عام، أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود عن ضم مشروع الدرعية كخامس المشاريع الكبرى المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، ليصبح واحداً من المشاريع الفريدة من نوعها على مستوى العالم، بما يزخر به من مقومات ومعالم ثقافية وتراثية وسياحية.
ويأتي الإعلان امتداداً وتأكيداً على جهود ولي العهد السعودي فيما يتعلق بجميع العناصر الرئيسية المكونة للهوية الوطنية والثقافة السعودية ومنها مشروع الدرعية، وما يشكله من قيمة تاريخية وثقافية وسياسية في تاريخ الدولة السعودية الممتد منذ 300 عام.
بوابة الدرعية في سوق السفر بدبي
أيضا كانت دبي محطة مهمة للتسويق السياحي لمشروع تطوير الدرعية، عبر مشاركة المملكة في معرض سوق السفر بدبي عامي 2022 و2023.
وأعرب جيري إنزيريلو الرئيس التنفيذي لشركة الدرعية في تصريحات له مايو/أيار الماضي خلال مشاركته في سوق السفر العربي بدبي 2023 عن سعادته بالمشاركة، واستعراض ما تم بناؤه وإنجازه في الدرعية، لافتاً إلى العمل على إبراز مكانة الدرعية كوجهة ثقافية وسياحية في إطار الشراكات التي تم الإعلان عنها مع علامات تجارية عالمية رائدة في عالم الضيافة.
ولفت إلى أن مدينة الدرعية التاريخية بدأت في استقبال السياح من أرجاء العالم بعد افتتاح كل من حي الطريف التاريخي المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي ومطل البجيري الذي تجتمع فيه أرقى وجهات الطعام، الأمر الذي يدفع بالمدينة إلى مباهاة العالم بما لديها من مقدرات في السياحة والضيافة بـ 38 شراكة فندقية ومشاريع ضخمة.
ويسهم مشروع بوابة الدرعية في تحقيق رؤية السعودية 2030 عبر إسهامه في استقطاب 50 مليون زائر محلي ودولي بحلول عام 2030 والذي يعد دعماً للاستراتيجية الوطنية للسياحة التي تهدف إلى استضافة 100 مليون سائح من أنحاء العالم في المملكة بحلول عام 2030.
أول سباق للفورمولا.. شراكة دائمة
ودعما لتلك الاستراتيجية، تحرص السعودية على أن تستضيف الدرعية العديد من الفعاليات الرياضية المهمة.
جرت أوائل تلك الفعاليات وأبرزها، في ديسمبر/كانون الأول 2018، بمدينة الدرعية التاريخية وهو سباق "السعودية للفورمولا إي – الدرعية 2018" للمرة الأولى في تاريخها.
وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ختام السباق، في إطار حرصه على مشاركة السعودية إنجازاتها المهمة، ولاسيما أن إقامة السباق العالمي في محافظة الدرعية كان يتم للمرة الأولى في تاريخ المملكة.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن اعتزازه بعمق العلاقات التاريخية المتجذرة التي تربط دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والتي ترتكز على ما يجمعهما من روابط الدم والمصير المشترك.
وأكد أن السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ودعم ولي عهده الأمير محمد بن سلمان تمضي في سباقها نحو المستقبل بثقة واقتدار بهمة أبنائها الذين تمكنوا عبر التاريخ من صناعة أمجاد وطنهم وهم المحور والركيزة الأساسية لتحقيق مستقبل مزدهر بالخير لبلدهم.
تعزيز التعاون الخليجي
وكما كانت "الدرعية" منطلقا لتوحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية وتأسيس الدولة السعودية الأولى قبل 3 قرون، كانت في العصر الحديث شاهدة على جهود السعودية ودولة الإمارات لتوحيد صفوف دول الخليج وجمع كلمتهم.
واستضافت الدرعية معظم القمم الخليجية التي استضافتها المملكة، ومن أبرزها الدورة الأربعين لمجلس التعاون الخليجي، التي ترأستها دولة الإمارات.
فيما انعقدت قمة تلك الدورة في الدرعية، في 10 ديسمبر/كانون الأول 2019، لتبرز العلاقات القوية والشراكة الاستراتيجية ووحدة المصير بين البلدين، وأهمية التعاون بينهما في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي.
وترأس القمة الخليجية الـ40، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وشارك فيها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وصدر عن القمة الخليجية بيان ختامي مطول من 91 بندا تتضمن رؤية دول الخليج لتعزيز العمل المشترك والموقف من مختلف القضايا الإقليمية والدولية.