تتوج زيارة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، إلى ماليزيا، الأحد، العلاقات الأخوية المتنامية بين البلدين.
وتحمل الزيارة أهمية خاصة كونها تأتي بعد أقل من شهرين من زيارة السلطان عبدالله رعاية الدين المصطفى بالله شاه ملك ماليزيا إلى دولة الإمارات في ثاني زيارة له للدولة خلال 3 شهور.
وتجسد الزيارات المتبادلة والمباحثات المستمرة بين البلدين على أكثر من صعيد حجم وقوة العلاقات بين البلدين.
وتمثل زيارة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان إلى ماليزيا دفعة قوية للعلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وماليزيا وتفتح آفاقا رحبة للتعاون بين البلدين على المستويات كافة خاصة في المجال الاقتصادي.
تعزيز التعاون العسكري
جاء اللقاء، غداة قيام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وملك ماليزيا، بحضور ختام التمرين العسكري " نمر الصحراء 6 " المشترك بين القوات البرية الإماراتية والقوات البرية الماليزية والذي نفذ في دولة الإمارات.
يأتي التمرين المشترك "نمر الصحراء 6" في إطار حرص قيادتي البلدين الدائم على بناء شراكات متميزة بين البلدين ودعمها في جميع المجالات وتوسيع آفاق التعاون بما يحقق الرؤية المشتركة في تبادل الخبرات وتعزيز العمل العسكري بين الجانبين الذي يهدف إلى رفع مستوى الأداء والكفاءة القتالية والعمل بروح الفريق الواحد وفق إستراتيجية الارتقاء بالمستوى العام والجاهزية القتالية للقوات البرية واكتساب الاحترافية في التعامل مع الأجهزة والأسلحة الحديثة في مختلف بيئات مسارح العمليات.
اتفاقية تاريخية
وتعد تلك ثاني زيارة لملك ماليزيا لدولة الإمارات خلال 3 شهور، بعد زيارة للدولة في ديسمبر/كانون أول الماضي، شهد خلالها ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مراسم توقيع اتفاقية امتياز تاريخية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة النفط والغاز الوطنية الماليزية "بتروناس" للمنطقة البرية "رقم 1" في أبوظبي التي تحتوي موارد غير تقليدية.
وتعد أول اتفاقية لترسية امتياز للنفط غير التقليدي على مستوى منطقة الشرق الأوسط.. فيما تستند الاتفاقية التاريخية إلى علاقات التعاون الوثيقة بين دولة الإمارات ومملكة ماليزيا وتعد المرة الأولى التي تستثمر فيها شركة ماليزية في امتيازات استكشاف النفط والغاز في أبوظبي.
علاقات تاريخية
وترتبط دولة الإمارات مع ماليزيا بعلاقات قوية ومتميزة حيث تم افتتاح سفارة ماليزيا في أبوظبي العام 1983، وسفارة دولة الإمارات في كوالالمبور في العام 1995.
وتطورت العلاقات بين البلدين بشكل ملحوظ بفضل اهتمام قيادتي البلدين بتعزيزها إلى أعلى المستويات.
إذ تعد دولة الإمارات وماليزيا تجربتين تنمويتين رائدتين في إطاريهما الإقليمي والدولي أهم ما يميزهما الطموح الكبير والتطلع الدائم نحو المستقبل والإرادة القوية والاستثمار الأمثل للقدرات الوطنية البشرية منها والمادية فضلا عما تحظيان به من تقدير واحترام كبيرين على المستوى العالمي وهذا يعطي علاقات البلدين أهمية خاصة.
ودولة الإمارات العربية المتحدة حريصة على دعم مجالات التعاون مع ماليزيا وتنويع مقوماته في ظل ما يجمعهما من علاقات متينة وقيم ورؤى طموحة مشتركة وتطلعات إلى تحقيق مزيد من التقدم والازدهار.
إذ تشترك دولة الإمارات وماليزيا في نشر قيم التسامح والاعتدال التي تجسدها طبيعة التركيبة السكانية والتنوع الثقافي للمجتمع الإماراتي والماليزي.
كما يأتي تطور العلاقات بين البلدين، في ظل اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة، بتعزيز علاقاتها مع الدول ذات الاقتصاديات المتنامية، والتي باتت جزءا من الاقتصاد العالمي.
إذ دولة الإمارات العربية المتحدة هي الشريك التجاري الأكبر لماليزيا في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا.
وسجلت التجارة غير النفطية بين البلدين في عام 2021 نحو 4.3 مليار دولار أمريكي بنمو نسبته 20 % مقارنة بعام 2020 حين كان حجم التجارة غير النفطية 3.5 مليار دولار أمريكي.
كما بلغ إجمالي تدفقات الاستثمار الإماراتي إلى ماليزيا نحو 1.1 مليار دولار أمريكي خلال 2017-2021، حيث تستثمر الشركات الإماراتية في العديد من القطاعات الحيوية بالأسواق الماليزية، منها
النفط والغاز، العقارات، النقل والتخزين وأشباه الموصلات.
التعاون الثقافي
وتقول السفارة الإماراتية في ماليزيا، إن هناك تعاونا مشتركا في المجال الثقافي بين مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية والإدارة الدينية بولاية بهانج منذ عام 1997، حيث تقوم المؤسسة بانتداب المعلمين لتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية في المدارس التابعة للإدارة الدينية بالولاية.
وماليزيا وجهة تعليمية للطلاب الإماراتيين الذين يتابعون دراساتهم في الجامعات الماليزية خاصة في مجالات الإدارة والمحاسبة والقانون. إذ تستضيف ماليزيا نحو 700 طالب من دولة الإمارات للدراسة في تخصصات مختلفة.
وبصفة عامة، دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة على دعم مجالات التعاون مع ماليزيا وتنويع مقوماته في ظل ما يجمعهما من علاقات متينة وقيم ورؤى طموحة مشتركة وتطلعات إلى تحقيق مزيد من التقدم والازدهار.
إذ تشترك دولة الإمارات وماليزيا في نشر قيم التسامح والاعتدال التي تجسدها طبيعة التركيبة السكانية والتنوع الثقافي للمجتمع الإماراتي والماليزي.
العمل الإنساني
العمل الإنساني لم يغب عن علاقات البلدين؛ ففي إطار الدبلوماسية العامة والعمل الإنساني والخيري، تقوم هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بتنفيذ المبادرات الإنسانية، والتي كان آخرها تقديم المساعدات للمتضررين من الفيضانات في ولاية بهانج في يناير/كانون الثاني 2021 بتوجيهاتٍ من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة -آنذاك-، ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي -آنذاك-.
كما تقوم مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية والعمل الخيري بدعم برامج التعليم والمشاريع التنموية للاجئين، بالإضافة إلى بعض المشاريع الخيرية الأخرى التي تقوم بها المؤسسات الإنسانية الإماراتية في شهر رمضان والأعياد.