لدى دولة الإمارات العربية المتحدة قصة ملهمة ونموذج حضاري وإنساني يستحقان أن نرويهما للعالم كله
أطلقت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مشروعاً وطنياً رائداً لتدشين هوية إعلامية للدولة تنقل تجربتها الحضارية وقصة نجاحها الملهمة للعالم كله، وترسخ نموذجها الإنساني الرائد وقوتها الناعمة إقليمياً وعالمياً.
ميزة هذه المبادرة، أنها تضع يدها على موضع الخلل ساعية لإصلاحه ضمن منظومة متكاملة لا تقبل إلا الأفضل عالمياً في كل شيء، فدولة الإمارات العربية المتحدة لا تنقصها الإنجازات والطموحات، وإنما تنقصها الذراع الإعلامية القوية التي تنقل هذه الإنجازات الحضارية والإنسانية الرائدة في المجالات كافة للعالم كله، لتشكّل مصدر إلهام وتحفيز للشعوب، وترسّخ صورة الإمارات الحضارية الناصعة بوصفها نموذجاً ملهماً للشعوب والحكومات الباحثة عن النجاح والتميز والريادة.
لدى دولة الإمارات العربية المتحدة قصة ملهمة ونموذج حضاري وإنساني يستحقان أن نرويهما للعالم كله، قصة دولة استطاعت في أقل من نصف قرن أن تنتقل من شظف العيش إلى دولة تنافس أكبر دول العالم وأكثرها تطوراً في المؤشرات التنموية كافة، من دولة تعاني ندرة الموارد إلى دولة تتقدم العالم في مؤشرات الرفاهية والتقدم الإنساني والحضاري. ولم يكن ذلك ليتحقق إلا بفضل ما امتلكته قيادتها الرشيدة، منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، من حكمة وبصيرة وإرادة لا تلين على تحقيق أعلى مستويات الرفاهية والتقدم لشعبها ووطنها، مدعومة بشعب محب لهذه القيادة، وملتفاً حولها، وداعماً لها في كل ما تقوم به لتحقيق طموحاتها المشروعة واللامحدودة لتحقيق التقدم والازدهار.
من المهم أن يواكب الإعلام الإماراتي هذه الرؤية السامية للقيادة الإماراتية الرشيدة، ويعمل على ضمان نجاحها في تحقيق أهدافها الطموحة، وهو أمر نثق بقدرة مؤسساتنا الإعلامية على القيام به من خلال استراتيجية إعلامية طموحة
لقد أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة تشكل نموذجاً ملهماً للمنطقة والعالم ليس فقط في التنمية الاقتصادية التي حققت فيها الدولة قفزات ضخمة لتصل إلى المرتبة الثانية كأكبر اقتصاد عربي، وإنما أيضاً في مجال التنمية البشرية بفضل اهتمامها وتركيزها على تنمية القدرات البشرية لمواطنيها ورفع مهاراتهم من خلال التركيز على برامج التعليم والتدريب، فضلاً عن برامج الرعاية الصحية والاجتماعية، وتحقيق مؤشرات عالية في مجالات الرفاهية لشعبها الذي أصبح يوصف بأنه من أسعد شعوب الأرض.
كما تقدم الدولة نموذجاً ملهماً للعالم في مجال التسامح، باحتضانها لأكثر من مائتي جنسية يعيشون في وئام وسلام، وهو نموذج سعت إلى تصديره للعالم من خلال استضافة أكبر رمزين دينيين في العالم وإطلاق "وثيقة الأخوة الإنسانية" من أرض الإمارات، فضلاً عن مواقفها المشهودة وجهودها المقدرة عالميا في مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب بكل أشكاله وصوره. وهي تقدم نموذجاً ملهماً أيضاً في مجال تمكين المرأة، وفي مجال الاستقرار السياسي الفريد الذي تنعم به والذي جعلها تشكل بؤرة ضوء وسط محيط مظلم، وغيرها الكثير من الأمثلة التي تؤكد امتلاك الإمارات قوة النموذج الملهم لشعوب العالم كافة، والذي يحتاج إلى إبرازه للعالم الخارجي من خلال رسالة إعلامية واضحة تحمل هوية وبصمة الإمارات.
وما يميز هذه المبادرة كذلك، هو تركيزها على أبناء الوطن من المبدعين والمبتكرين لتصميم الهوية الإعلامية للدولة، من خلال دعوة سبعة مبدعين من كل إمارة من الإمارات السبع ليشاركوا في تصميم شعار الهوية الإعلامية الجديد، وهذا الأمر ينطوي على دلالتين مهمتين؛ الأولى هي الإيمان الراسخ من قبل القيادة الرشيدة بكفاءة أبناء الوطن وقدرتهم على تجسيد هوية بلدهم الإعلامية، وإشراكهم في هذه المبادرة الوطنية المهمة، فدائما ما أكدت القيادة الرشيدة وتؤكد أن رهانها هو على أبناء الوطن، ودائماً ما تكسب الرهان. أما الدلالة الثانية فتتمثل في الحرص على إشراك المواطنين من أبناء الإمارات السبع في هذه المبادرة لضمان أن تكون الهوية الإعلامية الجديدة معبرة عن الدولة بكل مكوناتها وإماراتها، وتجسيداً لقوة اتحاد الإمارات الذي سيكمل عامه الخمسين بعد أقل من عامين.
إن اهتمام قيادتنا الرشيدة بالجانب الإعلامي يعكس أيضاً إدراك هذه القيادة الرشيدة لأهمية الدور الذي يقوم به الإعلام ليس فقط بوصفه وسيلة لتوصيل رسالة الإمارات وصوتها وصورتها الحضارية والإنسانية للعالم، وتعريف الرأي العام، المحلي والإقليمي والعالمي، بقيمها الحضارية، ورسالتها الإنسانية السامية، وتعزيز قوتها الناعمة في الخارج، وإنما أيضاً بوصفه أداة من الأدوات التي أصبحت تستخدمها الدول في شن الحروب بهدف تدمير المجتمعات من الداخل في إطار ما يعرف باسم حروب الجيل الخامس، فضلاً عن التوظيف المدمر للإعلام من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة لنشر سمومها وأفكارها المتطرفة عبر الحدود، وهو ما يتطلب العمل على تعزيز الدور الإيجابي للإعلام في تحقيق التماسك المجتمعي، ونشر قيم السلام والاستقرار في العالم كله.
إن إطلاق مبادرة تدشين الهوية الإعلامية للإمارات هي بلا شك خطوة مهمة على طريق ترسيخ الحضور الإعلامي للإمارات عالمياً، وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، وصورتها الإيجابية في أذهان الرأي العام الإقليمي والعالمي، ومن المهم أن يواكب الإعلام الإماراتي هذه الرؤية السامية للقيادة الإماراتية الرشيدة، ويعمل على ضمان نجاحها في تحقيق أهدافها الطموحة، وهو أمر نثق بقدرة مؤسساتنا الإعلامية على القيام به من خلال استراتيجية إعلامية طموحة، تبني على ما تحقق، وتأخذ بعين الاعتبارات التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجال الإعلام وثورة المعرفة والاتصالات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة