قيادات وسياسيون فلسطينيون يشيدون بجهود الإمارات لوقف نزيف غزة
تحركات مكثفة على أكثر من مستوى، وفي أكثر من اتجاه، تقوم بها دولة الإمارات لوقف الحرب في غزة، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
ومن مجلس الأمن إلى تسجيل المواقف على الساحة الدولية والتمسك بوقف إطلاق النار، بذلت دولة الإمارات جهودا مكثفة في الأيام الماضية، باتجاه وقف نزيف الدم، والتوصل لوقف إطلاق النار.
واليوم السبت، أدانت دولة الإمارات العمليات البرية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، معربة عن قلقها البالغ جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي وتفاقم الأزمة الإنسانية والتي تهدد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين.
وشددت وزارة الخارجية على "ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية"، مؤكدة "أهمية أن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي الإنساني، والمعاهدات الدولية التي تضمن حمايتهم وحقوق الإنسان وضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع".
مواقف تاريخية
جهود لاقت إشادة واسعة من قيادات فلسطينية ثمنث مواقف دولة الإمارات العربية المتحدة الداعمة لوقف الحرب الإسرائيلية وحفظ الدم الفلسطيني.
وقال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" ديمتري دلياني، لـ"العين الإخبارية"، "إن موقف دولة الإمارات العربية المتحدة في مجلس الأمن إلى جانب روسيا والصين ودورها في إسقاط المشروع الأمريكي المتواطئ مع الاحتلال، أكد أن موقف الإمارات التاريخي غير قابل للتأثر بالضغوطات وإنه دائماً في صف الحق الفلسطيني".
وأضاف: "إدانة دولة الإمارات الواضحة والصريحة للمجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة المحاصر، تؤكد الالتزام الأخلاقي الإنساني، بالإضافة إلى الانتماء القومي العربي كقاعدة تُبنى عليها السياسة الخارجية الإماراتية".
ومضى قائلا: "لقد عودتنا دولة الإمارات الشقيقة دائما أنها إلى جانب الحق الفلسطيني وإلى جانب الشعب الفلسطيني، وفي طليعة الدول العاملة من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف القيادي في "فتح": "هذا الموقف يترجم نفسه اليوم من خلال المطالبة بوقف إطلاق النار، فنحن نعلم بأن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دولة الاحتلال الإسرائيلي قد صنّفت العالم فعليا إلى معسكرين: المعسكر الأول هو الذي يرفض وقف إطلاق النار ويتجنب حتى الحديث عنه، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وألمانيا وفرنسا".
وتابع "أما المُعسكر الآخر فيتشكل من الدول المناصرة والمساندة للحق الفلسطيني والتي تطالب بوقف إطلاق النار، ومن هذا المعسكر الإمارات العربية المتحدة وكافة الدول العربية، والصين، وروسيا وأحرار العالم".
وذكر أيضا: "علينا أن نتقدم بالشكر والتقدير لجميع الدول العربية، خاصة دولة الإمارات، ومصر والأردن والسعودية، التي تعمل جميعاً من خلال القنوات الدبلوماسية لخلق الضغوطات اللازمة على إسرائيل، من أجل تحقيق المطلب الذي عبرت عنه دولة الإمارات اليوم، وهو وقف إطلاق النار".
وأعرب دلياني عن التقدير الشديد للمواقف العروبية لدولة الإمارات.
"في قلب الشعب الفلسطيني"
من جانبه، قال المحلل السياسي الفلسطيني فراس ياغي لـ"العين الإخبارية": "هناك تقييم إيجابي جدا من الشعب الفلسطيني لدور الإمارات، إن كان على مستوى مجلس الأمن والأمم المتحدة ودورها في طرح مشاريع قرارات لفرض هدنة إنسانية يتم من خلالها إدخال المساعدات الطبية والغذائية وغيرها إلى قطاع غزة".
وأضاف: "وأيضا دور دولة الإمارات النشط في طرح مسألة وقف إطلاق النار في قطاع غزة والبحث عن حلول سياسية بهذا الخصوص".
وتابع ياغي: "ولا ننسى ما يقدمه الهلال الأحمر الإماراتي من مساعدات كبيرة والموجودة على معبر رفح من خلال حملة الرحمة".
وأشار المحلل السياسي إلى أن "الشعب الفلسطيني دائما ينظر إلى دولة الامارات الشقيقة بتقدير عال لأنها لم تبخل يوما على الشعب الفلسطيني بأي مساعدة، وقد رأينا ذلك في مخيم جنين، وكيف قدمت بشكل سريع المساعدة ورأينا دولة الإمارات وهي تقدم المساعدة إلى شعبنا في بلدة حوارة وغيرها الكثير على مدى العقود الماضية".
وقال: "والآن نرى الدور الإماراتي النشط على كل المجالات السياسية والإنسانية من أجل تقديم المساعدة الإنسانية وفي ذات الوقت العمل الحثيث من أجل وقف الحرب".
ولذلك فإن "دولة الإمارات في قلب الشعب الفلسطيني دائما منذ المرحوم الشيخ زايد بن سلطان، وحتى هذا اليوم"، وفق المحلل الفلسطيني.
وشدد ياغي على أن "العلاقة ما بين القيادة الإماراتية والشعب الفلسطيني وبين الشعبين الفلسطيني والإماراتي هي علاقة متجذرة وقوية وصامدة وهي قائمة منذ عقود، وهي قائمة وستبقى إلى الأبد".
وتابع: "نحن نرى هذا الدور ونلمسه من خلال كل المساعدات سواء كانت سياسية أم إنسانية أم مادية من القيادة السياسية في دولة الإمارات وعلى رأسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات".
وقف التصعيد أولوية
بيان وزارة الخارجة الإماراتية أكد "أهمية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة، الذي يدعو إلى هدنة إنسانية ووقف الأعمال العدائية في غزة، باعتباره خطوة هامة لوقف التصعيد والتهدئة وحماية المدنيين والحفاظ على أرواحهم".
وشددت الوزارة على أن "الأولوية العاجلة هي إنهاء عمليات التصعيد العسكري وحماية المدنيين، وتأمين فتح ممرات إنسانية والسماح بإيصال المساعدات إلى قطاع غزة بشكلٍ آمن وعاجل ومستدام ودون عوائق".
اجتماع مجلس الأمن
بالتزامن مع ذلك، نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين أن دولة الإمارات طلبت من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع في أقرب وقت ممكن بعد العملية الإسرائيلية البرية الموسعة في غزة.
وأضاف الدبلوماسيون أن المجلس المؤلف من 15 عضوا قد يجتمع قريبا ربما غدا الأحد، وأن الإمارات طلبت من منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة مارتن غريفيث، والمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني تقديم إحاطة.
قرار الجمعية العامة
وتعتزم الإمارات توظيف قرار الجمعية العامة الصادر أمس، ويدعو إلى هدنة إنسانية فورية في غزة لإحداث حراك داخل مجلس الأمن الدولي، لتنفيذ القرار الأممي، خصوصا أنها تعد الدولة العربية الوحيدة العضو بالمجلس لعامي 2022-2023.
ورغم أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة غير ملزم، فإن المجموعة العربية في الأمم المتحدة كشفت في مؤتمر صحفي عقب التصويت على القرار عن استمرار حراكها لتنفيذه.
وفي هذا الصدد، قالت السفيرة لانا نسيبة المندوب الدائم للإمارات لدى الأمم المتحدة، التي شاركت في المؤتمر الصحفي، إن الإمارات ستقود حراكا داخل مجلس الأمن الدولي، مدعومة بهذا القرار الأممي، لكسر الجمود الذي يعتري قرارات المجلس إزاء تلك الأزمة.
وأكدت أن المجتمع الدولي أرسل رسالة بهذا القرار تدعو إلى حماية المدنيين جميعا والالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
وشددت على أن "لهذا القرار وزنا وسلطة أخلاقية وسوف نذهب إلى مجلس الأمن الدولي بهذه السلطة الأخلاقية ونعمل على مقترحات تكسر الجمود الذي تشهده قرارات المجلس إزاء تلك الأزمة".
جهود لا تتوقف
ومنذ اندلاع الحرب، لم تتوقف جهود دولة الإمارات على مدار الساعة لوقف التصعيد، وحماية جميع المدنيين وتقديم الدعم الإنساني لهم، وإيجاد أفق للسلام الشامل.
حقائق يمكن رصدها بالأقوال والأفعال ولغة الأرقام التي تؤكد أن دعم القضية الفلسطينية من ثوابت السياسة الخارجية للإمارات منذ تأسيسها مرورا بتوقيعها اتفاق سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020، وصولا إلى التصعيد الأخير في قطاع غزة.
وبحثت الإمارات سبل وقف التصعيد في غزة وحماية جميع المدنيين عبر عشرات الاتصالات واللقاءات والقمم مع قادة ووزراء ومسؤولين أمميين ودوليين.
وجنبا إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية والسياسية، أعلنت دولة الإمارات عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة تتجاوز 154 مليون درهم، فضلا عن إطلاق مبادرة "تراحم من أجل غزة" التي جمعت مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية خلال 10 أيام من إطلاقها.
ومنذ تجدد التصعيد في غزة، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لم تمر جلسة في مجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية والوضع في غزة إلا وسجلت خلالها الإمارات رسائل قوية داعمة، إضافة إلى سعيها لتحقيق التوازن بين مختلف الأطراف والعمل على دعم جهود السلام وتخفيف حدة التصعيد.
ورغم تعثر مجلس الأمن في التوافق بشأن بعض مشاريع القرارات التي عارضتها أمريكا، إلا أن الإمارات سجلت خلال الجلسات موقفا قويا داعما للسلام والإنسانية والقضية الفلسطينية.
aXA6IDE4LjIyMi4xMjEuMjQg جزيرة ام اند امز