الإمارات وعيد الاتحاد الخمسين.. إنجازات تاريخية تتوج اليوبيل الذهبي
تحتفل دولة الإمارات بعيد الاتحاد الخمسين، في ظل إنجازات تاريخية غير مسبوقة تتوج بها يوبيلها الذهبي، وتؤسس بها للانطلاق نحو مستقبل زاهر.
إنجازات تؤكد نجاح الإمارات في تحقيق هدف رؤية 2021 بأن تكون "ضمن أفضل دول العالم" من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد، وتٌنبئ بأن عام الخمسين سيكون علامة فارقة في تاريخ الإمارات ومحطة انطلاقة نحو هدفها في الخمسين عاما القادمة بأن تكون "أفضل دولة في العالم" بحلول الذكرى المئوية لقيام الاتحاد عام 2071.
ويحتفل الإماراتيون في الثاني من ديسمبر/كانون الأول كل عام باليوم الوطني، الذي يؤرخ، لتأسيس دولة الإمارات عام 1971، أول دولة اتحادية في العالم العربي.
وشكل الاتحاد انطلاقة النهضة الحقيقية لدولة الإمارات في مختلف المجالات نتيجة لجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات.
احتفال هذا العام تؤكد من خلاله الإمارات للعالم أن مسيرة الإنجازات التي انطلقت مع تأسيس الدولة في 2 ديسمبر/كانون أول 1971، وازدهرت خلال 3 عقود من حكم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (منذ تأسيس الدولة في 2 ديسمبر 1971، وحتى وافته المنية في 2 نوفمبر 2004)، تتواصل في ظل القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
إنجازات تثبت بها دولة الإمارات صحة نهجها وصواب رؤية قيادتها الرشيدة التي غرست في أبناء الإمارات حب التميز والتفرد، ليصبح المركز الأول هدف الجميع وغايتهم على الدوام.
وترصد "العين الإخبارية" أبرز الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات خلال العام الجاري (عام الخمسين):
جني ثمار السلام
يأتي احتفال هذا العام في وقت تجني فيه دولة الإمارات ثمار جهودها في نشر السلام ودعم الأمن والاستقرار في العالم، وتتعاظم فيه مكانتها الإقليمية والدولية، وتتزايد ثقة العالم وتقديره لجهودها على مختلف الأصعدة.
ومنذ توقيع دولة الإمارات معاهدة تاريخية مع إسرائيل منتصف سبتمبر/أيلول من العام الماضي مرّ قطار السلام بمحطات مهمة، وحقق إنجازات قياسية في فترة قصيرة.
محطات وإنجازات تتوج جهودا متسارعة لتطبيق معاهدة السلام التاريخية على أرض الواقع، وتعكس رغبة صادقة في أن يسهم التعاون بين الجانبين في النهوض بالمنطقة وتوثيق العلاقات بين الشعوب.
ويأتي الاحتفال بعيد الاتحاد الخمسين، بعد نحو 5 شهور من افتتاح سفارة إماراتية في إسرائيل في 14 يوليو/تموز الماضي، والتي جاءت بعد نحو أسبوعين من افتتاح سفارة إسرائيلية في أبوظبي في 29 من يونيو/حزيران الماضي، في خطوات متسارعة ومتلاحقة لتعزيز جهود السلام.
وعلى مدار العام، تم توقيع عشرات الاتفاقيات بين الإمارات وإسرائيل، ساهمت في تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوثيق العلاقات بين الشعوب، وتحقيق الازدهار لشعوب المنطقة.
دور الإمارات الهام في نشر السلام، كان محل تقدير دولي، عبر عنه العالم بانتخاب أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة 11 يونيو/ حزيران الماضي دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023، في خطوة تعكس مكانة دبلوماسية دولة الإمارات القائمة على نشر السلام والمحبة بين جميع شعوب الأرض، والتقدير الدولي لها.
وفي خطوة تعبر عن عمق الاحترام الدولي الذي تحظى به ودورها البارز في دعم حقوق الإنسان، تم انتخاب دولة الإمارات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عضوا في مجلس حقوق الإنسان الأممي للفترة بين 2022-2024.
قبل أن تفوز خلال الشهر الجاري باستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي، في خطوة جديدة تؤكد ريادة دولة الإمارات، وتقدير العالم لجهودها في استدامة المناخ.
فوز أعقبه ترؤس الإمارات منظمة "الإنتربول" لمدة 4 سنوات، كأول دول عربية يترأس مرشحها منظمة الشرطة الجنائية الدولية منذ نشأتها قبل قرن، ما يعكس مكانة مرموقة وثقة متزايدة أضحت معها دولة الإمارات مصدر إلهام للعالم.
إكسبو دبي
وظهر إنجازات دولة الإمارات جليا في استضافة "إكسبو 2020 دبي" الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم.
وانطلق معرض إكسبو 2020 مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي ويستمر إلى 31 مارس/أذار 2022 تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل"، وذلك للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
ويجمع إكسبو 2020 دبي 192 دولة، تستعرض من خلال أجنحتهم ومشاركاتهم الأفكار والابتكارات التي بها تستطيع تشكيل ملامح مستقبل أفضل للبشرية.
الفضاء.. إنجازات تاريخية
وفي مجال الفضاء، حققت دولة الإمارات في عام الخمسين إنجازات علمية غير مسبوقة، عززت بها مكانتها كمركز عالمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء.
ومن أحدث تلك الإنجازات إعلان الإمارات في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها كوكب الزهرة وسبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات، على أن تكون جاهزة للانطلاق في رحلتها الفضائية، ضمن نافذة إطلاق تحدد لها بداية 2028.
هبوط تاريخي سيكون الأول عربيا على كويكب يبعد عن كوكب الأرض 560 مليون كيلومتر، لتكون الإمارات أول دولة عربية ورابع دولة عالمياً ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.
وبعد نحو شهر من هذا الإعلان، انطلقت يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في العاصمة الروسية موسكو، أول مهمة إماراتية لمحاكاة الحياة في الفضاء ضمن برنامج "سيريوس 21" بمشاركة رواد محاكاة من أمريكا وروسيا.
ويمثل دولة الإمارات في هذه المهمة رائد الفضاء صالح العامري، حيث سيقضي المشاركون نحو ثمانية أشهر معزولين كليا عن العالم الخارجي في المجمع التجريبي الأرضي في معهد الأبحاث الطبية والحيوية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو, يقومون فيها بأكثر من 70 تجربة علمية.
ومشروع دولة الإمارات لمحاكاة الفضاء "المهمة رقم 1" يتلخص بدراسة آثار العُزلة على الإنسان من الناحية النفسية والفيزيولوجية وعلى ديناميكيات الفريق بهدف المساعدة في التحضير لمهام استكشاف الفضاء طويلة المدى.
وستؤدي مشاركة دولة الإمارات في مهمة سيريوس دوراً محورياً في تطوير الإمكانات الإماراتية وستُسهم في تعزيز برنامج المريخ 2117، الذي يهدف إلى إنشاء مستوطنات بشرية على المريخ بحلول عام 2117.
يأتي هذا الإنجاز في وقت يواصل فيه "مسبار الأمل" الإماراتي، أول مسبار عربي وإسلامي يصل إلى مدار كوكب المريخ، مهمته العلمية لجمع معلومات وبيانات لم تتوصل إليها البشرية من قبل.
وبالفعل قام المسبار في 30 يونيو/ حزيران الماضي ببث الصور الأولى من نوعها التي ترصد بشكل كامل وغير مسبوق ظاهرة الشفق المنفصل في الغلاف الجوي للمريخ في أثناء الليل باستخدام الأشعة فوق البنفسجية البعيدة.
كما نشر نشر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، أكتوبر/تشرين الأول الماضي، صوراً فريدة للمريخ ترصد ملاحظات غير مسبوقة حول سلوك غازات الغلاف الجوي للكوكب الأحمر والتفاعلات التي تحدث بينها.
وتُظهر الملاحظات التي تم التقاطها بواسطة المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية لمسبار الأمل اختلافات كبيرة في وفرة كل من الأكسجين الذري وأول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي العلوي للمريخ في الجانب النهاري من الكوكب.
وكان "مسبار الأمل" وصل الكوكب الأحمر في 9 فبراير/ شباط الماضي، لتكون الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
وفي 14 أبريل/نيسان الماضي، نجح مسبار الأمل في الانتقال من مدار الالتقاط إلى مداره العلمي، وينتظر العالم من المسبار تقديم أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي المريخي.
ويسهم هذا المشروع العلمي الطموح في إحداث تحولات جذرية في تطوير قدرات دولة الإمارات والعالم العربي في مجال البنى التحتية الهندسية والصناعية والعلمية والبحثية.
وبالتوازي مع تلك الإنجازات، يستعد رائدا الفضاء الإماراتيان محمد الملا ونورا المطروشي، التي أضحت أول رائدة فضاء عربية، الانضمام في ديسمبر/ كانون الثاني الجاري إلى برنامج "ناسا رواد الفضاء 2021"، كجزء من الاتفاقية الاستراتيجية المشتركة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية لتدريب رواد الفضاء الإماراتيين.
براكة.. إنجازات تتواصل
ومن مجال الفضاء إلى الطاقة النووية، تتواصل الإنجازات الإماراتية، حيث حققت الإمارات إنجازات بالجملة خلال العام الجاري على طريق تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي.
وشهد العام الجاري إنجازات تاريخية لدولة الإمارات من أبرزها بدء التشغيل التجاري لأولى محطات براكة في أبريل/نيسان الماضي وربط المحطة الثانية بشبكة الكهرباء الرئيسية 14 سبتمبر/ أيلول الماضي لتصبح دولة الإمارات الأولى في العالم العربي التي تمتلك مشروعاً للطاقة النووية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل.
وتحتوي محطات براكة للطاقة النووية السلمية على 4 مفاعلات تندرج ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية المتقدمة، ستنتج عند اكتمال تشغيلها 5.6 جيجاوات من الكهرباء.
وبينما تمضي دولة الإمارات قدما لتحقيق المزيد من الإنجازات في الأعوام الـ50 المقبلة ستوفر محطات براكة الأربع عند اكتمال تشغيلها 25% من احتياجات الإمارات من الطاقة الكهربائية الموثوقة والصديقة للبيئة لدعم التقدم والتنمية المستدامة للعقود المقبلة وما بعدها.
كما ستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون مركبة من طرقات دولة الإمارات سنويا.
وينقل "براكة" مسار التنمية في الإمارات لمراحل متقدمة تضع الدولة ضمن "نادي الكبار" وفقاً لالتزامها ببناء اقتصاد وطني متنوع وموائم للمتطلبات والمعايير العالمية لمواجهة تحديات التغير المناخي والمحافظة على استدامة الموارد الطبيعية، وخفض الانبعاثات الكربونية.
ويعزز "براكة" منظومة القوة الناعمة في الإمارات التي أصبحت الأولى عربيا والـ31 عالميا في إنتاج الكهرباء باستخدام التكنولوجيا النووية، كما أصبحت أول دولة في العالم تبني 4 وحدات نووية سلمية دفعة واحدة ووفق أرقى وأفضل معايير الأمن والسلامة العالمية.