خبراء لـ«العين الإخبارية»: دعم الإمارات لفلسطين موقف ثابت ومشرف

في ظل التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، تبرز دولة الإمارات كفاعل رئيسي في دعم الحقوق الفلسطينية المشروعة.
ويأتي موقف الإمارات الراسخ ليؤكد رفض أي محاولات لفرض حلول تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني، من خلال التحركات الدبلوماسية المكثفة والاتصالات الإقليمية والدولية التي يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية، بهدف دعم القضية الفلسطينية وإفشال أي مخططات التهجير.
وأكد خبراء ومحللون لـ"العين الإخبارية" أهمية الجهود الإماراتية في دعم القضية الفلسطينية، وتنسيق المواقف العربية والدولية لمواجهة التحديات التي تحيط بالقضية الفلسطينية.
موقف واضح
الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أكد أن الموقف العربي لا يزال متماسكًا وقويًا في مواجهة مشروع ترامب، مشيرًا إلى أن اجتماع السداسية العربية الذي عقد مؤخرًا، وضم الإمارات والسعودية ومصر، وفلسطين، والأردن، وقطر، خرج بموقف موحد يرفض عمليات التهجير القسري لسكان قطاع غزة والضفة الغربية، مع التأكيد على ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وأضاف الرقب لــ"العين الإخبارية" أن الإمارات العربية المتحدة كانت ولا تزال داعمًا أساسيًا للشعب الفلسطيني، حيث قدمت مساعدات إنسانية وتنموية كبيرة خلال الحرب الأخيرة على غزة.
وشدد على أن موقف الإمارات كان واضحًا في رفض التهجير القسري ودعم إعادة إعمار القطاع، مشيرا إلى أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبّر بشكل صريح عن موقف الإمارات الرافض لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين.
وأكد الرقب أن القمة العربية المقبلة في العراق ستكون فرصة لتعزيز هذا الموقف الموحد، حيث من المتوقع أن يصدر عنها قرار عربي ثابت ضد أي محاولات لفرض حلول لا تتماشى مع الحقوق الفلسطينية.
وشدد على أن مشروع ترامب يواجه عقبات كبيرة على عدة مستويات، أولها تماسك الشعب الفلسطيني ورفضه لأي حلول قسرية، وثانيها الموقف العربي الرسمي والشعبي الرافض لأي عمليات تهجير أو مساس بحقوق الفلسطينيين.
وأكد أن الاتصالات الدبلوماسية التي تجريها الإمارات ودول عربية أخرى تلعب دورًا محوريًا في إفشال هذا المشروع، مضيفًا أن المرحلة المقبلة تتطلب المزيد من التنسيق العربي والدولي لضمان حقوق الشعب الفلسطيني ومنع أي محاولات لفرض واقع جديد عليه.
حسم إماراتي لتوحيد الصفوف
وفي ذات السياق، أكد الدكتور عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات سابقًا، أن الإمارات مع الشعب الفلسطيني وتنسق موقفها مع السعودية ومصر والأردن وقطر وهي الدول الفاعلة التي لها حضور وتأثير وتقدير في واشنطن.
وقال د.عبدالله لـ"العين الإخبارية" إن اتصال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع العاهل الأردني واتصاله أمس مع ولي العهد السعودي كان لتوحيد الموقف العربي الداعم لقضية فلسطين أكثر القضايا عدلا في عالمنا اليوم".
وأضاف أن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص سيطرة بلاده على غزة وتهجير أهلها غير معقول وغير مقبول ويعيدنا إلى العصر الاستعماري وهو تصريح صادم وغير مسؤول ومخالف للقوانين الدولية.
وأوضح أن الإمارات سارعت بالرد وإصدار بيان حاسم وسريع تعرب فيه عن رفضها القاطع أي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني، مضيفا أن "تصريح الرئيس الأمريكي لا يخدم جهود السلام في المنطقة بل يرفع من مستوى التوتر إلى مستويات لا تحتمل".
واتفق مع الدكتور عبدالخالق، الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي محمد خلفان الصوافي الذي أكد أن موقف دولة الإمارات من القضية الفلسطينية يمكن فهمه بوضوح من خلال الاتصال الذي جرى اليوم بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والملك عبدالله الثاني، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يستند إلى بعدين أساسيين، يكمل كل منهما الآخر.
وقال الصوافي لـ"العين الإخبارية" إن "البعد الأول يتمثل في الحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو مبدأ راسخ في الدبلوماسية الإماراتية ولا يمكن التشكيك فيه".
وأضاف أن "إعادة التأكيد على هذا الموقف تأتي في ظل التطورات الدولية الأخيرة، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي لا تتوافق مع الحق الفلسطيني، في الوقت الذي يُنتظر فيه من الإدارة الأمريكية الجديدة دور أكثر توازنًا في التعامل مع القضية".
وأوضح أن البعد الثاني، يتعلق بأهمية حل الدولتين باعتباره مفتاحًا للاستقرار وتحقيق السلام في المنطقة، وهو المسار الذي تدعمه المجتمع الدولي باعتباره الطريق الوحيد لإنهاء الصراع.
وأشار الصوافي إلى أن ردود الفعل الدولية على تصريحات ترامب الأخيرة تؤكد الإجماع العالمي على ضرورة الحفاظ على هذا الحل، خاصة في ظل انتظار المرحلة الثانية من الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس.
وشدد على أن دولة الإمارات مستمرة في دعم الحقوق الفلسطينية وفق رؤية واضحة تستند إلى القانون الدولي والشرعية الدولية، مع العمل على تعزيز الحلول الدبلوماسية التي تضمن الاستقرار والسلام في المنطقة.
توحيد الرأي العربي
بدوره، رأى رئيس مركز القدس للدراسات السياسية، الدكتور أحمد رفيق عوض، أن موقف الإمارات معتدل ومتزن ويحرص على صالح القضية الفلسطينية.
وقال عوض لـ"العين الإخبارية" إن "موقف الإخوة العرب خاصة الإمارات والأردن والسعودية ومصر يتسم بالاعتدال والاتزان والتسويات ومحاولة الاحتواء والتجاوز والتغلب على ما يحدث ومواجهته أيضا.
وأضاف أن "المواقف العربية حتى اللحظة مهمة جدا لرفض مخطط التهجير وكل ما يحاك للفلسطينيين"، ووجه عوض التحية للمواقف العربية خاصة موقف الإمارات.
دور إماراتي تاريخي
من جهته، أكد الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني مراد حرفوش أن الموقف التاريخي الذي عبرت عنه دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال بيان وزارة الخارجية والاتصال الذي جرى بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والملك عبدالله الثاني يعكس دعمًا ثابتًا لنضال وكفاح الشعب الفلسطيني، والتزامًا واضحًا بحقوقه الوطنية المشروعة، دون أي انتقاص منها.
وقال حرفوش لـ"العين الإخبارية" إن الموقف الإماراتي الرافض لأي طرح يتعلق بتهجير الشعب الفلسطيني يؤكد عدم القبول بأي خطط من شأنها المساس بالحقوق الفلسطينية، ويبرز الدور الفاعل الذي تلعبه الإمارات على الساحة الدبلوماسية والسياسية العربية، من خلال جهودها المستمرة لتهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط، ودعم وإسناد وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف أن دولة الإمارات كان لها دور مميز في إدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني خلال العدوان الأخير على غزة، مما يعكس التزامها التاريخي بدعم القضية الفلسطينية، وهو موقف ثابت وليس مستجدًا، بل يعبر عن توجه إماراتي راسخ في دعم القضية الفلسطينية وتعزيز الحراك العربي والدولي لحمايتها.
وأكد أن الإمارات لعبت دورًا رئيسيًا في تنسيق الجهود العربية والدولية للضغط من أجل وقف إطلاق النار ومنع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن دورها الفاعل في المحافل الدولية أسهم في إبراز القضية الفلسطينية على الساحة العالمية، من خلال التواصل مع العديد من الدول للضغط على الاحتلال الإسرائيلي وإجباره على وقف الاعتداءات ضد الفلسطينيين.
وشدد حرفوش على أن الدبلوماسية الإماراتية بقيادة الشيخ محمد بن زايد تستند إلى مواقف ثابتة تدعم حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ورفض أي انتقاص من حقوقه الوطنية، إلى جانب العمل مع الدول العربية والمجتمع الدولي لتعزيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية. كما أشار إلى أن الإمارات تسعى لرفع مستوى العلاقات الدبلوماسية للسلطة الوطنية الفلسطينية عبر تنسيق الجهود مع الدول المؤثرة عالميًا.
وأشاد حرفوش بدور الإمارات، وقال إن "الشعب الفلسطيني يقدر ويثمن هذا الدعم غير المحدود، سواء على المستوى السياسي والدبلوماسي أو من خلال المساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات لقطاع غزة في أثناء العدوان الأخير".
وأكد أن هذه الجهود تعكس التزامًا حقيقيًا بمساندة الفلسطينيين في نضالهم من أجل الحرية والاستقلال وإقامة دولتهم المستقلة.
من جانبه، أكد المحلل السياسي الإماراتي، جاسم خلفان، أن موقف الإمارات واضح وجلي برفض تهجير الفلسطينيين من بلادهم.
وقال خلفان لـ"العين الإخبارية" إن اجتماع الوزراء في القاهرة الذي شاركت فيه الإمارات كان دليلا على وقوف بلادنا بجانب فلسطين ورفضها للتهجير، لافتا إلى أن موقف الإمارات دائما هو مساند لفلسطين والقضية.
وأضاف أن "هذا الدعم ليس بغريب على الإمارات، فهي دائما ما تحرص على حفظ حقوق الفلسطينيين ودعمهم بكل ما تستطيع للعيش في بلادهم وتأكيد حل الدولتين".
aXA6IDMuMTYuNzUuMTY5IA== جزيرة ام اند امز