الإمارات والقضية الفلسطينية.. دبلوماسية جريئة لصناعة السلام
كان نتنياهو يعتزم ضم غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية، وهو ما قدره الفلسطينيون بنحو 30% من مساحة الضفة
لم تغب دولة الإمارات يوما عن مساندة الشعب الفلسطيني، وظلت القضية الفلسطينية -وما تزال- تحتل مكانة خاصة في قلب ووجدان قيادة وشعب الإمارات، باعتبارها قضية العرب والمسلمين العادلة التي تعبّر عن قيم الحق والعدل والخير.
ويظل دعم القضية الفلسطينية بندا ثابتا ضمن أولويات السياسة الخارجية لدولة الإمارات، تجلى ذلك بشكل واضح في مواقف عديدة على مدار تاريخ القضية.
وكان أحدث تلك المواقف الوقوف في مواجهة محاولة إسرائيل ضم أراض فلسطينية بصورة غير قانونية، بشتى السبل، الأمر الذي تكلل بإعلان إسرائيل اليوم الخميس وقف خطة ضم أراض فلسطينية، بطلب من أمريكا وبدعم من الإمارات.
ومجددا تثبت دولة الإمارات للعالم أنها صاحبة دور فاعل وحيوي في صناعة السلام ودعم القضية الفلسطينية التي تعد قضيته المركزية الأولى.
وهو أمر عبّرت عنه المواقف التاريخية الخالدة للمغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأبرزته مقولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات إن "دولة الإمارات العربية المتحدة هي جزء من الوطن العربي وقضية الشعب الفلسطيني المناضل هي قضيتنا والأرض هي أرضنا".
ويطبق هذه المقولة على أرض الواقع بجهود مضنية على مدار الساعة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
مواقف تاريخية
ومنذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر عام 1971، أكدت الإمارات أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية المركزية الأولى للسياسة الخارجية الإماراتية.
وتشهد سيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومآثره الطيبة تجاه الفلسطينيين، على دفاعه المتواصل عن قضيتهم العادلة، ودعمه، لنيل حقوقهم المشروعة، في أن تكون لهم دولة مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود الرابع من يونيو1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلى خطى المؤسس تواصل القيادة الإماراتية الرشيدة نصرة القضية الفلسطينية ودعم ثوابتها الراسخة، وفق ما قررته المواثيق والقرارات الدولية، وقرارات الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي.
خطة الضم الإسرائيلي.. مواقف إماراتية مشهودة
ومنذ أن أعلنت إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية بصورة غير قانونية، تحركت الإمارات على أكثر من صعيد وفي أكثر من مسار لوقف تلك الخطة ودعم الحق الفلسطيني.
وجاءت في هذه الإطار التصريحات القوية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، خلال اتصال هاتفي مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، يونيو /حزيران الماضي.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الاتصال رفض دولة الإمارات القاطع للمخطط الإسرائيلي بضم أراضٍ فلسطينية، وبين أن دولة الإمارات تتضامن بشكل كامل مع الأردن الشقيق ضد أي خطط إسرائيلية، مؤكداً: "نتحرك سياسيا ضمن الإجماع العربي ضد هذه الخطوة غير المشروعة".
وجاءت في السياق نفسه تصريحاته خلال لقائه الملك عبدالله الثاني في أبوظبي 22 يوليو/ تموز الماضي، وتأكيده على أهمية تعزيز التضامن العربي خلال هذه الظروف، وتفعيل العمل العربي المشترك في هذه المرحلة الدقيقة، وتوحيد المواقف إزاء التحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة ومقدرات شعوبها، في دليل واضح على أن دولة الإمارات تعتبر نفسها شريكاً للأشقاء الفلسطينيين في قضاياهم المصيرية.
وأشاد العاهل الأردني بالتحرك الإماراتي الدبلوماسي النشط في عواصم القرار العالمي لدعم الموقف العربي الرافض لخطوة الحكومة الإسرائيلية المعلنة بضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية.
هذا التحرك السياسي ضمن الإجماع العربي، سبق أن عبر عنه الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الذي أعرب عن بالغ قلقه ورفضه لما تضمنه برنامج الحكومة الإسرائيلية الجديدة من خطط وإجراءات لضم أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.
اختراق مدروس ودبلوماسية جريئة
إلى جانب التحرك السياسي ضمن الإجماع العربي في القنوات الدبلوماسية المعروفة، أحدثت الإمارات اختراقا مدروسا لدعم الحق الفلسطيني، وذلك عبر نشر سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة مقالا في جريدة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، خاطب فيها الشعب الإسرائيلي مباشرة، محذرا إياهم من تداعيات الضم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وفي اختراق جديد، وفي أعقاب اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان تم الإعلان عن "وقف إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية" وذلك بناء على طلب الرئيس ترامب وبدعم من دولة الإمارات.
وكان نتنياهو يعتزم ضم غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية وهو ما قدره الفلسطينيون بنحو 30% من مساحة الضفة.
واتفق الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
وهو الأمر الذي يعني قيام الإمارات بتسخير جهودها كاملة لدعم القضية الفلسطينية، والعمل على إقامةَ دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادةٍ كاملة على ترابِها الوطني وعاصمتُها القدس الشرقية من خلال فتح باب جديد للحوار والتفاوض.
ومن شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما تكلل سريعا بإعلان إسرائيل وقف خطة ضم أراض فلسطينية.
aXA6IDMuMTM4LjEwMS4yMTkg جزيرة ام اند امز