الإمارات وقضية الضم.. مواقف ثابتة تحفظ الحق الفلسطيني
قوبلت الخطط الإسرائيلية لضم أكثر من 130 مستوطنة يهودية في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن بموقف إماراتي صلد يحفظ الحق الفلسطيني
"نؤكد رفضنا القاطع لخطوة الاحتلال الإسرائيلي لضم أراض فلسطينية بصورة غير قانونية".. كلمات قالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، جدد فيها بشكل حاسم موقف بلاده الرافض لمحاولة الاحتلال ضم أراض فلسطينية.
وليست هذه الكلمات بجديدة، فموقف الإمارات من القضية الفلسطينية لا يتزحزح، ودعمها لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، ورفض سياسة الاستيطان وضم الاحتلال للأراضي واضح للجميع، وهو ما بدا في تصريحات ومواقف مسؤوليها أمام كل المنظمات الدولية.
كلمات سلكت طريق التنفيذ اليوم الخميس مع إعلان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، اليوم الخميس، الاتفاق في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على إيقاف خطة الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقوبلت الخطط الإسرائيلية لضم أكثر من 130 مستوطنة يهودية في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن الذي يمتد بين بحيرة طبريا والبحر الميت، بموقف إماراتي صلد.
- الإمارات تحذر من مخططات إسرائيل ضم أراض فلسطينية جديدة
- قرقاش: الإمارات تتحرك بكل السبل لمواجهة ضم إسرائيل لأراضٍ فلسطينية
الإمارات ترفض الاستيطان
وأعربت الإمارات مرارا وتكرارا وأمام كل المؤسسات الدولية عن استنكارها الشديد لسياسة الاستيطان غير الشرعية التي يقوم بها الاحتلال في فلسطين، وعن قلقها العميق من الإجراءات التعسفية المتنامية التي تتخذها.
وأكدت الإمارات أن هذه السياسة ترمي إلى تعجيل تهويد القدس وتجريد سكانها من هويتهم وفصلهم عن الضفة الغربية.
جاء ذلك خلال كلمة دولة الإمارات في إطار النقاش العام حول حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، التي ألقاها عبيد سالم الزعابي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في جنيف، أمام الدورة 43 لمجلس حقوق الإنسان.
الزعابي أكد تمسك الإمارات بقرار مجلس الأمن والذي اعتبر "المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، غير شرعية بموجب القانون الدولي، وتشكّل عقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين، وسلام عادل ودائم وشامل".
وشدد على أنه وفقا للمادة 25 من الفصل الخامس من ميثاق الأمم المتحدة، فإن القرار 2334 يعتبر ملزما للقوة القائمة بالإحتلال ولا يمكنها رفض تنفيذه، وإلاّ فهي في حالة انتهاك للقانون الدولي.
وجدد دعوة الإمارات إلى تضافر الجهود الدولية لوضع حد لسياسة المستوطنات التي تنتهجها القوة القائمة بالاحتلال باعتبار الاستيطان السبب الرئيسي في استمرار الانتهاكات المنظمة والممنهجة لحقوق الإنسان في فلسطين، بالإضافة إلى تعطيل الحل القائم على وجود دولتين طبقا لمبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وشدد السفير الزعابي على تأكيد دولة الإمارات بأن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل الكامل من كل شبر من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القـدس الشرقية.
رفض قاطع للضم
"خطوة أحادية الجانب غير قانونية وتقوض فرص السلام وتتعارض مع كافة الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي للوصول إلى حل سياسي دائم، ووفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة".. هكذا عبر الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، عن رفض بلاده القاطع لمخططات ضم الاحتلال للأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية.
الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أعرب عن رفض أيضا لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي أشار فيها إلى قبول عربي ضمني بهذه الخطوات.
واعتبر أن تلك التصريحات تجافي الواقع وتنافي حقيقة الموقف العربي، فالإجماع العربي معلن وثابت في القرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية وتم التأكيد عليه في العديد من الاجتماعات الوزارية العربية.
وأكد أن مسار عملية السلام في الشرق الأوسط التي ننشدها جميعا واضح ومعروف وقد أرسته المبادئ الدولية المتفق عليها لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وجدد تأكيد الإمارات على أن أي خطوات أحادية الجانب تعيق وتعرقل فرص السلام الدائم الذي نطمح إلى تحقيقه.
تحذير إماراتي
وحذرت الإمارات على لسان الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية إسرائيل من الحديث حول ضم الأراضي الفلسطينية، وتداعياته على عملية السلام.
وقال قرقاش، في تغريدة عبر "تويتر" في وقت سباق: "يجب أن يتوقف الحديث الإسرائيلي المستمر عن ضم الأراضي الفلسطينية".
وأشار إلى أن "أي تحرك إسرائيلي أحادي الجانب سيكون عائقا جديا لعملية السلام، ويقوض حق تقرير المصير للفلسطينيين ويشكل رفضا للتوافق الدولي والعربي نحو الاستقرار والسلام".
إسرائيل تراجع مواقفها
"إسرائيل ستأخذ بعين الاعتبار تحذيرات دولة الإمارات العربية المتحدة من خطورة ضم أراضٍ فلسطينية بالضفة الغربية".. قالها مسؤول أمريكي بارز للتأكيد على مدى تأثير موقف الإمارات الدولي.
الكلمات جاءت على لسان رئيس مكتب شؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية، ديفيد شينكر، للهيئة العامة للبث الإسرائيلي، والتي أكد فيها أنه "ليس سراً أن الإمارات ودولا أخرى في المنطقة قلقة بشأن الضم، لذلك فإن أمام إسرائيل عددا من القرارات المعروضة عليها، أنا واثق من أنهم سيأخذون كل هذه العوامل بعين الاعتبار".
وأشار شينكر إلى أنه واثق من أن إسرائيل ستدرس رد فعل دول الخليج العربي والتداعيات التي ستترتب على مثل هذه الخطوة بشأن العلاقات معها قبل المضي قدما في التخطيط لضم أجزاء من الضفة الغربية.
وكان سفير دولة الإمارات العربية في واشنطن، يوسف العتيبة، حذر في مقال كتبه ونشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في وقت سابق، من تداعيات خطط ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وشدد العتيبة على أن الضمّ "سيقوض بالتأكيد وعلى الفور التطلعات الإسرائيلية لتحسين العلاقات الأمنية والاقتصادية والثقافية مع العالم العربي"، معتبرا أن "استمرار الحديث عن التطبيع سيكون مجرد أمل مغلوط".
وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن كشف اعتزامه الشروع بضم 30٪ من مساحة الضفة الغربية بدءًا من الأول من تموز/يوليو المقبل.
ورفض الفلسطينيون والمجتمع الدولي خطوة الضم ، وحذرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية من أنها ستحكم بالفشل على فرص السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
aXA6IDMuMTM3LjE4MC42MiA= جزيرة ام اند امز