الإمارات تشارك بمؤتمر "دور القيادات الدينية في مواجهة تحديات العصر" بداغستان
شاركت دولة الإمارات في مؤتمر دولي حول "دور القيادات الدينية التقليدية في مواجهة تحديات العصر" في جمهورية داغستان.
وأقيم المؤتمر بمشاركة وفد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة والهيئة العامة للأوقاف وَالشُّؤُون الإسلامية بدولة الإمارات يومي 21 و22 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وأكد الدكتور محمد البشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة خلال كلمته في المؤتمر، أن الرسالات الإلهية أصلها واحد، نزلت من الله سبحانه وتعالى للخلق أيا كان جنسهم من أجل أن يعبدوه وأن يطيعوه وأن يتعاونوا فيما بينهم وأن يبتعدوا عن الآثام وبواعث الخلاف والنزاع والفتن.
وأشار إلى أن كل الأديان تشترك في قدسية الحياة المشتركة بين جميع الديانات السماوية، وأن الأسرة أساس المجتمع، ومؤسسة الزواج هي الحالة الطبيعية المتلائمة مع الفطرة الإنسانية.
وذكر البشاري أن هناك قيما مشتركة لا يختلف عليها حتى غير المؤمنين الذين لا يدينون بدين من الأديان، مثل مسائل العدل وإقرار السلام والبعد عن العنف والكراهية وكل هذه القضايا.
وشدد على أن الإسلام يدعو المسلمين إلى التعاون مع غيرهم أيا كانوا في المجالات الإنسانية المشتركة التي لا تتعارض مع أسس الدين الإسلامي.
من جانبه، أكد فضيلة الشيخ أحمد محمد الشحي مدير فرع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف برأس الخيمة، عضو مجلس الإمارات الإفتاء الشرعي، خلال كلمته في المؤتمر، أن الدين جاء لسعادة البشر في الدنيا والآخرة، وصيانة مصالحهم العاجلة والآجلة، وحفظ الضروريات الكبرى، وحفظ الأنفس وتحريم العدوان والاعتداء، وأن من خصائص الدين الحنيف الحث على الوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف والإرهاب، والتحذير من الغلو في الدين.
وقال إن التعايش والتعارف والتعاون مصلحة إنسانية ضرورية وقيمة شرعية، فالإنسان كما ذكر العلماء والحكماء مدني بالطبع، وذلك يقتضي منه أن يتعايش مع بني جنسه لتحقيق المصالح المشتركة.وأوضح الشحي أن من خصائص الدين الحنيف ترسيخ التسامح وجعل الأخلاق الحميدة ركيزة أساسية في التعامل مع الناس، والتزام الصدق والوفاء والأمانة وسائر الأخلاق في مختلف الظروف والأحوال.
وأكد أن من القيم الدينية الراسخة عدم إكراه الناس في الدين، والنصوص القرآنية والنبوية صريحة في ذلك، كما قال الله تعالى في محكم التنزيل: {لا إكراه في الدين}.
وأشار إلى أن محاربة الإرهاب والتحذير منه مطلب شرعي وإنساني، لما في الإرهاب من الضرر البالغ والعدوان بغير حق، وانحراف عن الفطرة السوية، وقد حذر الإسلام من ذلك أشد التحذير.