دبلوماسيان أمريكيان سابقان: اتفاق السلام الإماراتي ينقذ حل الدولتين
دانيل شابيرو وديفيد ماكوفسكي قالا في مقال مشترك إن اتفاق السلام الإماراتي يدفع الإدارة الأمريكية لإحياء دعمها لبلورة حل واقعي لدولتين
اعتبر دبلوماسيان أمريكيان سابقان أن من شأن اتفاق السلام بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل إنقاذ حل الدولتين (فلسطين وإسرائيل) ومساعدة الفلسطينيين.
وفي مقال مشترك في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عبر دانيل شابيرو وديفيد ماكوفسكي الآمال التي تواكب توقيع اتفاق السلام يوم غد الثلاثاء في واشنطن.
وعمل دانيل شابيرو مسؤولا في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسفيرا أمريكيا في إسرائيل، فيما كان ديفيد ماكوفسكي عضوا في الفريق الأمريكي الذي توسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين في فترة إدارة اوباما.
ويعتبر شابيرو وماكوفسكي خبيرين في شأن المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، لقربهما من هذا الملف.
وكتب شابيرو وماكوفسكي بعنوان "هكذا يمكن للفلسطينيين الاستفادة من الاتفاق الدبلوماسي بين إسرائيل والإمارات".
وجاء في المقال: "يُظهر التاريخ والفطرة السليمة أن الدول العربية التي تحافظ على علاقات دبلوماسية مع إسرائيل تلعب دوراً أكثر فعالية في دعم التطلعات الفلسطينية، من تلك التي ترفض إقامة علاقات معها. فقد استغلت الدول العربية التي قامت بتطبيع العلاقات، وتحديداً مصر والأردن، اتفاقات السلام التي وقّعتها مع إسرائيل للمساعدة في تسهيل الدبلوماسية الإسرائيلية-الفلسطينية وثني الطرفين عن اتخاذ خطوات غير حكيمة".
وأضاف: "وتتعاون مصر وإسرائيل منذ عام ونصف بشكل وثيق وسري للحفاظ على الهدنة بين إسرائيل وغزة. وتَعاونت الأردن في الماضي مع الولايات المتحدة لرسم معالم المفاوضات الدبلوماسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
ورأى شابيرو ومكوفسكي أن "الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي يوفّر فرصة أمام الإمارات للعب دور مماثل في تعزيز السلام الإسرائيلي-الفلسطيني".
وكتبا "وقد بدأ ذلك أساساً بواسطة الاتفاق بحدّ ذاته، الذي اشترطت الإمارات لإبرامه عدم القيام بعملية الضمّ بدعم من إدارة (دونالد) ترامب (الرئيس الأمريكي)".
وأضافا: "أن دفن فكرة الضم يحافظ على احتمالات قيام دولتين، وعلى المدى الأقصر، يُعد أمراً ضرورياً لاستعادة التعاون الأمني الإسرائيلي الفلسطيني الذي كان عنصر استقرار رئيسي في الضفة الغربية لأكثر من عقد من الزمان".
وأشارا إلى أن "الدول العربية الأخرى التي تجري محادثات مباشرة مع إسرائيل وقد تكون في موقع أفضل للتأثير على قادتها وشعبها من تلك التي تقاطعها. وفي المقابل، هناك القليل من الأدلة على أن قطع العلاقات بين العالم العربي وإسرائيل سوف ينجح في الحصول على تنازلات من إسرائيل".
وأشار شابيرو ومكوفسكي إلى أنه "يمكن للدول العربية التي تمتلك موارد، مثل الإمارات، أن تقدم حوافز مهمة للسلطة الفلسطينية".
وقالا "وعلى وجه التحديد، قد يعني ذلك زيادة كبيرة في المساعدة الاقتصادية لتحقيق الاستقرار في المؤسسات التي يمكن أن تصبح، مع تقدم المفاوضات، اللبنات الأساسية لدولة فلسطينية مستقبلية. وقد قدمت الإمارات بسخاء للفلسطينيين في الماضي، ويمكن استئناف مثل هذه المساعدة بسرعة وزيادتها".
وتابعا: "يمكن للإدارة الأمريكية التي تُعيد إحياء دعمها لبلورة حل واقعي لدولتين أن تحاول تنظيم إنجاز الإمارات لتعزيز جهودها الدبلوماسية الخاصة. فلا يمكن تحقيق حل الدولتين على المدى القصير بسبب عوامل متنوعة، تتراوح من الخلافات بين القادة على كلا الجانبين إلى الانقسامات داخل المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي. كما أن مسألة الخلافة الفلسطينية التي تلوح في الأفق تشكل عامل تعقيد آخر".
وأضافا: "ويكمن الحل الأساسي في استخدام الإنجاز لتوسيع دائرة السلام. وهذا يعني اتخاذ خطوات هامة وتدريجية على الأرض لإقناع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بأن الجانب الآخر جاد فعلا، مع ضمان دولة نهائية تكفل قيام كيان دولة حقيقية منزوعة السلاح للفلسطينيين إلى جانب ضمان أمن إسرائيل".
وأشارا إلى أنه "سيتطلب ذلك تعليق عدة جوانب من خطة ترامب. ففي شكلها الحالي تحرم الفلسطينيين من دولة قابلة للحياة تتمتع بالحد الأدنى من السيادة. كما أنها تضر بأمن إسرائيل من خلال رسم حدود جديدة ملتوية، وزيادة احتمالية الاحتكاك، والفشل في فصل المجتمعات الإسرائيلية والفلسطينية، وخلق واقع الدولة الواحدة الذي يعرّض مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية للخطر".
وقالا "إن مساعدة الفلسطينيين على التقدم نحو حقهم في إقامة دولة وتحقيقها في نهاية المطاف من شأنه أن يعزز مصداقية إسرائيل بين منتقديها الأمريكيين.
وأضاف شابيرو ومكوفسكي "مع تزايد قبول إسرائيل في المنطقة، يمكن للدول العربية وإسرائيل والفلسطينيين، بقيادة أمريكية قوية، التعاون لحل إحدى المشاكل العالقة في الشرق الأوسط".