الإمارات: السلام والأمن شهدا تطورا ملحوظا بالمنطقة والعالم
أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، أن السلام والأمن شهد تطورا ملحوظا في المنطقة والعالم.
وتابع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان القول: "شهد السلام والأمن في المنطقة والعالم تطورات ملحوظة حيث حققت الإمارات إنجازاً دبلوماسيًا تاريخيًا مع إسرائيل يفتح المجال أمام إمكانات كبيرة في المجالات الدبلوماسية والعلمية والثقافية والاقتصادية".
جاء ذلك في كلمة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال انطلاق ملتقى السفراء وممثلي البعثات التمثيلية الإماراتية في الخارج في دورته 15 مساء الأحد، والذي تنظمه وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
ويستمر الملتقى على مدار 5 أيام في الفترة من 28 مارس/آذر الجاري إلى 1 أبريل/نيسان المقبل بديوان عام وزارة الخارجية والتعاون الدولي تحت رعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي.
ويأتي ملتقى هذا العام في ظروف استثنائية ناجمة عن جائحة كوفيد-19 العالمية والتي فرضت استحداث إطار جديد واستخدام أحدث تقنيات الاتصال المرئي لضمان عقد الملتقى بحلته الجديدة.
ويتيح هذا اللقاء السنوي لممثلي الإمارات في الخارج التفاعل المباشر والتعرف على قضايا الوطن وأولوياته التنموية عن كثب لخدمة هذه القضايا والأولويات، ما يجعله أحد الجسور التي تجمع بين السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية ومؤسسات الدولة، وذلك بما يحقق الترابط المطلوب بين السياستين الداخلية والخارجية.
وافتتح الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، فعاليات اليوم الأول لملتقى السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية للدولة في الخارج بكلمة ترحيبية ألقاها عن بعد عبر تقنية الاتصال المرئي.
وسلط الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الضوء على الدور المحوري الذي لعبته سفارات الإمارات وبعثاتها التمثيلية في الخارج منذ بداية أزمة كورونا كونها صلة الوصل مع مواطني الإمارات المتواجدين في الخارج، من أجل تقديم أفضل ما يمكن من تسهيلات وخدمات مع ضمان سلامته والذي له موقع صدارة في أولويات وزارة الخارجية والتعاون الدولة.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "على الرغم من صعوبة الظروف الدولية في ظل الجائحة، فقد كان الإمارات منجزات على المستوى العالمي، حيث شهد هذا العام دخول الدولة بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي مع وصول "مسبار الأمل" إلى المريخ في بداية هذا العام تزامناً مع ذكرى مرور 50 عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف بالقول: "وغدت هذه الإنجازات اعترافاً بنموذج الإمارات المميز، الذي يقوم على التعايش والتقدم بجميع أشكاله وإن هذا العام يأتي ليفتتح مرحلة ننطلق عبرها إلى الخمسين سنة المقبلة حيث المئوية بانتظار أبناء الإمارات".
ودعا جميع السفراء وممثلي البعثات التمثيلية للإمارات في الخارج إلى المشاركة في رسم المستقبل لتنجح الدولة نحو دبلوماسية إماراتية مبينة كما كانت دائماً على قيم سامية من نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومن قيم المجتمع الإماراتي الذي يمثلونه.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن "هذه القيم مبنية عل ثوابت لطالما آمنّا بها، وطبقناها في كل مبادراتنا التي بنيناها مع دول العالم، إنها الأخوة الإنسانية، المساواة بين البشر، أولوية كرامة الإنسان، نشارك مع العالم العلوم والمعارف وتبني التسامح والاعتدال كبوصلة تحدد مسيرتنا."
وأردف الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان القول: "نحن في الإمارات، نمثل تجربة تنموية سياسية فريدة ومتميزة لأن استمرارية نجاحها مرهون بقدراتنا على استشراف المستقبل وفهم متغيرات العالم الذي أضحى أكثر تعقيداً ويشهد بروز توجهات جديدة تطلب منا التأقلم كي نستطيع أن نسهم في إدارتها، لا أن ندار بها، وأن النظريات الأيدولوجية والدبلوماسية التقليدية لم يعد لها مكان في القرن 21 والذي خلق واقعا جديدا غير مفاهيم القوة واستخداماتها لحماية المصالح القومية لأي بلد. لقد أتت الجائحة أيضاً بمتغيرات لا يزال العالم يحاول فهمها والتأقلم معها.
وأشار إلى أن هناك بعدين جديدين قديمين على السفراء وممثلي البعثات التمثيلية للإمارات في الخارج التركيز عليهما في الفترة القادمة، ألا وهما الاقتصاد والعلم كمقومات أساسية في العمل الدبلوماسي حيث أنجزت الإمارات في الجانب الاقتصادي، معجزة اقتصادية، فكما تعرفون جيداً فإن رؤية قيادتنا الرشيدة تركز الآن على تمكين الإمارات، ليس للحفاظ على الموقع الاقتصادي بل للقيام بنقلات نوعية تتماشى مع متغيرات العصر.
وشدد على ضرورة أن تصبح لسفارات الإمارات في الخارج بوابات لجذب الاستثمار إلى الإمارات وتعميق التجارة البينية مع الدول، وحماية مصالح شراكاتنا في الخارج وتوسيع أعمالنا.
الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قال إنه في شأن العلم والعلوم والمعرفة، فقد دخلت الإمارات سباق القرن 21 وهو سباق على امتلاك الحقوق الفكرية في شتى مجالات العلوم، وما استضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "أيرينا" إلا لنكتسب المعرفة في هذا المجال لمستقبل الإنسانية، كي نصبح رواد في مجال الطاقة المتجددة.
وأوضح أن مهمة مسبار الأمل التي نفخر بها إلا لتعميق معارفنا في مجال استكشاف الفضاء ونصبح أيضاً من الدول الرائدة في التطوير.
وشهد الملتقى في يومه الأول كلمة افتتاحية للدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات استعرض خلالها الخبرة التي اكتسبها خلال مسيرته في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
وشمل أيضاً مداخلات لكل من خليفة شاهين المرر، وزير دولة، ولانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية والمندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة فضلاً عن كلمة لسعيد الحبسي، مدير إدارة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
ويشهد الملتقى هذا العام مشاركة عدد من الوزراء ومجموعة من كبار المسؤولين ومدراء الإدارات في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وعدد من المؤسسات والهيئات الحكومية في الإمارات من مختلف القطاعات بالإضافة إلى سفراء الدولة ورؤساء البعثات التمثيلية للدولة في الخارج مما يساهم في تعزيز وتطوير أهداف الدبلوماسية الإماراتية.
وعلى مدار خمسة أيام متواصلة سيتناول الملتقى محاوراً رئيسة في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي والقانوني والابتكار والعلوم المتقدمة، كما سيستعرض المشاركون في الملتقى أهم وأبرز إنجازات وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وأهم المستجدات في عملها وبرامجها المختلفة، ولا سيما في القطاع القنصلي.
ويأتي انعقاد الملتقى في إطار حرص وزارة الخارجية والتعاون الدولي على تعزيز التواصل والتفاعل بين الوزراء والمسؤولين مع سفراء الإمارات في الخارج لتبادل الآراء والاطلاع على مختلف مستجدات القضايا الإقليمية والدولية.
الجدير بالذكر أن ملتقى السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية الإماراتية في الخارج يعقد سنوياً في العاصمة أبوظبي حيث يمثل فرصة مهمة للتفاعل والحوار وتبادل الآراء والأفكار مع القيادة والمسؤولين في الدولة وسفراء وممثلي البعثات التمثيلية في الخارج على الساحتين الإقليمية والدولية بما يعزز من أداء السياسة الخارجية الإماراتية وفاعليتها.
aXA6IDMuMTMzLjE0MC44OCA=
جزيرة ام اند امز