في جوهر مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رسالة إنسانية تنهل من إرث زايد، ترى في استئصال مرض شلل الأطفال من العالم صفحة واحدة ثرية.
عندما يجد العالم نفسه محكوماً لحملات إعلامية مُصنّعة، تستهلك وعيه وجهده بهذا الاتجاه أو ذاك، فإنه سيكون مُمتّناً لمن يُذكّره بأنه لا يزال في هذا العالم من يحتفي بالقضايا الإنسانية الخالصة، ويمنحها ما تستحقه من الاهتمام والرعاية بمبادرات طوعية تنهل من موروثه الديني والوطني وانحيازه للإنسان. وهذا بالضبط ما يُشكله الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة شلل الأطفال.
في جوهر مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رسالة إنسانية تنهل من إرث زايد، ترى في استئصال مرض شلل الأطفال من العالم صفحة واحدة ثرية ضمن سِفرٍ متعدد التجلّيات التي أعطت لدولة الإمارات سبق الاستحقاق والريادة الأممية
وفي زحمة الاعتراك والاستقطاب العالمي على قائمة طويلة من الإشكالات، سيكون هناك من يقرع جرساً احتفالياً، بصوت إنساني مختلف، فيه من الثقة بقدر ما فيه من الاعتراف بالفضل لذوي الفضل الحقيقي الأثير.
سيتذكر العالم أن حالات الإصابة بشلل الأطفال انخفضت منذ عام 1988 بنسبة 99%، وأن ذلك لم يحصل إلا بجهود عالمية، كان فيها لدولة الإمارات العربية المتحدة، فضل المبادرة والريادة والسخاء.
فقبل ثلاثين سنة بالضبط، أطلقت منظمة الصحة العالمية مبادرة لاستئصال شلل الأطفال، فوجد هذا النداء العالمي في الإمارات استجابة طوعية يعرف الجميع أنها وليدة نهج فريد في توظيف وإدارة الموارد، أسسه المغفور له الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله.
وفي متواليات الجهد الإماراتي للتجاوب مع نداء المنظمة، وهي الجهود التي وصفتها الأمم المتحدة بـ "الجبارة"، وتحديداً في عام 2011، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن شراكة إماراتية استراتيجية مع مؤسسة بيل ومليندا جيتس، يجري فيها تخصيص 100 مليون دولار لشراء اللقاحات الحيوية وإيصالها للأطفال المستحقين في وسط آسيا، وأينما احتاج الأمر. وقد نجحت حملة الإمارات للتطعيم بإيصال مئات ملايين الجرعات بحملات مبرمجة تُنفذها كوادر وطنية منذورة للخير في العديد من الدول، ومنها باكستان وأفغانستان.
في قمة اللقاحات العالمية التي عقدت في أبوظبي عام 2013، جرى التوسع في الجهد الأممي للقضاء على المرض. وفي العام الحالي، جاءت أرقام النجاح مدعاة للزهو، حيث لم يتجاوز ما أُبلغ عنه من حالات في بعض جوانبه، عدد أصابع اليدين. وإجمالي ما قدمته الإمارات لمكافحة شلل الأطفال وصل 167 مليون دولار استفاد منها حوالي 400 مليون طفل حول العالم.
في جوهر مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رسالة إنسانية تنهل من إرث زايد، ترى في استئصال مرض شلل الأطفال من العالم صفحة واحدة ثرية ضمن سِفرٍ متعدد التجلّيات التي أعطت لدولة الإمارات سبق الاستحقاق والريادة الأممية، في مساعدة الشعوب المحتاجة والفقيرة وفي تطوير برامج التنمية البشرية والاهتمام بصحة الإنسان وسعادته.
نقلا عن "وام"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة