الوفد الإماراتي كان له حضور بارز ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي"دافوس"، من خلال المشاركة في 10 جلسات رئيسية.
بعد فعاليات امتدت لمدة 4 أيام، وبمشاركة نحو 3 آلاف شخص من الأثرياء وأصحاب السلطة، انتهى، الجمعة، اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس".
وتعد القمة السنوية في مدينة "دافوس" التي تعد أعلى المدن الأوروبية ارتفاعًا عن سطح البحر، أفضل فرصة خلال العام للقاء الرؤساء التنفيذيين، ومحافظي البنوك المركزية، ورجال المال في وول ستريت، والمنظمين المؤثرين، وأهم السياسيين، بالإضافة لوسائل الإعلام.
كان لوفد الإمارات الذي ترأسه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، حضور بارز ضمن فعاليات المنتدى العالمي، من خلال المشاركة في 10 جلسات رئيسية تتناول أهم التحديات العالمية في مجالات الاقتصاد والعلوم المتقدمة والفضاء والذكاء الاصطناعي والبيئة وريادة الأعمال.
بدأ تفاعل هذا الحضور في دافوس، عقب تدشين مركز "حمدان لمستقبل الاستثمار" الإماراتي برنامج "قدرات 2030"، والذي يهدف إلى بناء قدرات وكالات ترويج الاستثمار عالميا لتسريع وتيرة تطوير وتمويل المشروعات الجاذبة لاستثمارات القطاع الخاص، وتعزيز مساهمة "الاستثمار المؤثر في التنمية" في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية بحلول عام 2030.
كما يهدف البرنامج المشترك لتحقيق الاستفادة القصوى من الفرص المنتظرة في الوقت الذي من المتوقع فيه بلوغ حجم الاستثمارات المباشرة المؤثرة على المستوى العالمي نحو 15 تريليون دولار بحلول 2030.
ترسيخ نموذج جديد لعولمة المعرفة والابتكارات الهادفة
بحث الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم مع كلاوس شواب المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، تعزيز العلاقة المتميزة بين الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي والتعاون المشترك في مجالات تبني تكنولوجيا المستقبل وتوظيف أدوات الثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ نموذج جديد لعولمة المعرفة والابتكارات الهادفة، للارتقاء بمستويات جودة حياة المجتمعات وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وقال الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: إن المشاركة الفعالة لدولة الإمارات في المنتدى الاقتصادي العالمي تجسد توجيهات القيادة بأهمية تعزيز الشراكات الدولية الناجحة البناء عليها لخدمة المجتمعات، لافتاً إلى أهمية المنتدى كمنصة عالمية لتطوير التوجهات والرؤى المستقبلية.
تجربة الإمارات في دمج أصحاب الهمم
شاركت حصة بنت عيسى بوحميد، وزيرة تنمية المجتمع الإماراتية، في جلسة حوارية بعنوان "المدن متعددة المفاهيم والتحضر"، أكدت خلالها أن الإمارات تركز على تطوير بيئة مجتمعية متكاملة تدمج جميع الفئات وتلبي احتياجاتها وتطلعاتها وترتقي بمستويات جودة حياتها، وتعمل على ابتكار الوسائل والأدوات الكفيلة بتحويل المدن والمجتمعات السكنية إلى أماكن صديقة للإنسان.
واستعرضت حصة بوحميد، خلال الجلسة، تجربة الإمارات الريادية في دمج أصحاب الهمم في المجتمع، وتطبيق مفهوم الشمولية في الرعاية والتمكين والتنمية المستدامة، والمبادرات الحكومية المستدامة لتلبية متطلبات جميع فئات المجتمع، ومستهدفات رؤية 2021 المرتبطة بدمجها وتنميتها وتوفير أفضل الخدمات والتسهيلات، وتركيز الرؤية على مكانة أصحاب الهمم في المجتمع.
مختبر عالمي في مجال الأمن الغذائي
خلال المشاركة في جلسة بعنوان "الحوار الغذائي الجديد"، أكدت مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة الدولة الإماراتية المسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي، أن الإمارات ملتزمة بدعم جهود تشكيل إطار عمل عالمي شامل لتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة المتعلقة بإنهاء الجوع وتحقيق الأمن الغذائي، مشيرة إلى أن الإمارات أصبحت مختبرا عالميا مفتوحا لتطبيق واختبار أفضل الممارسات العالمية في الإنتاج الزراعي، وابتكار تكنولوجيا تعزز الاستدامة والأمن الغذائي، وتسعى لتكون مركزاً علمياً رائداً في مجال الأمن الغذائي القائم على الابتكار.
وأشارت إلى أهمية التكنولوجيا الزراعية في تطوير الحلول المطلوبة، وإلى أن الإمارات تتبنى في الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي تحقيق زيادة في الإنتاج الزراعي المعتمد على التكنولوجيا بنسبة 30%.
وفي جلسة أخرى بعنوان "ابتكار نظام غذائي: نحو برنامج قيادي جديد للعمل"، أكدت مريم المهيري، أهمية تفعيل البحث العلمي في تطوير التقنيات الزراعية، وإيجاد آليات لإدخالها إلى المجتمعات الحضرية ضمن جميع سلاسل القيمة، وتفعيل الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لدفع عجلة التطور الزراعي، من خلال توسيع نطاق وصول القطاع الزراعي إلى التكنولوجيا وربط المزارعين بالأسواق، وتوفير الأطر التشريعية اللازمة للارتقاء بالكفاءة، وتوظيف الدراسات والتحليلات ومخرجات البحث العلمي تحسين الإنتاجية عبر سلاسل الإمداد".
تطلعات رقمية لصناعة وظائف المستقبل
أكد ناصر بن ثاني الهاملي، وزير الموارد البشرية والتوطين الإماراتي، أن الإمارات تعمل وفق رؤية مستقبلية تقوم على الاستثمار في استكشاف الفضاء والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، والاستفادة من التحولات التكنولوجية والاقتصادية في تطوير سياسات لوظائف المستقبل.
وقال الهاملي، إن تكامل منظومة السياسات الحكومية في الإمارات يمثل أحد أهم ممكنات نجاحها في صناعة مستقبل العمل، وتحقيق مستهدفات رؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071.
سبل توظيف التقنيات في التنمية وتبني التكنولوجيا
التقى الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، تيم كوك رئيس شركة "آبل"، خلال مشاركته في فعاليات الدورة التاسعة والأربعين لاجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس".
وأكد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ،أن تجربة دولة الإمارات تمثل نموذجا في تطوير بيئة حاضنة للابتكار والتكنولوجيا وتشكل مركز جذب للشركات العالمية والناشئة، وتوفر لها الفرصة لتحويل خططها إلى مشاريع وبرامج وتطبيقات تسهّل حياة الناس، وتعميم التجارب الملهمة في تطوير مستقبل الاقتصاد المبني على المعرفة والابتكار.
واستعرض ولي عهد دبي مع كوك سبل التعاون المستقبلي مع "أبل" من خلال مشاريع مشتركة تهدف إلى الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة وتطوير الفضاء الإلكتروني المعلوماتي في إيجاد الفرص التنموية للمجتمعات، ومستقبل الأمن السيبراني في ضوء الاعتماد المتزايد عالمياً على البيانات الضخمة، وسبل تطوير الأدوات الكفيلة بتسهيل استخدامها في تطوير مختلف القطاعات.
وأشار إلى أهمية دور شركات التكنولوجيا العالمية في تطوير مستقبل الاقتصاد الرقمي، وتوظيف البيانات في إيجاد حلول للتحديات العالمية، مؤكدا ضرورة تعزيز الثقة بين المجتمع والشركات، وتطوير منصة مشتركة لدعم الابتكار الرقمي وحوكمة البيانات والاعتماد عليها في صنع القرار.
كما بحث الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، خلال لقائه تشاك روبنز الرئيس التنفيذي لشركة "سيسكو" الأمريكية، أهمية بناء علاقات استراتيجية مع شركات التكنولوجيا العالمية التي تمثل نماذج متقدمة في الابتكار وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في تطوير عملياتها، تتفوق على اقتصادات العديد من الدول.
وقال: "إن دولة الإمارات تدرك محورية استشراف المستقبل وأهمية تبني التكنولوجيا الناشئة والحلول التي توفرها في تطوير نماذج عملها وتجاربها، وهدفنا تعزيز شراكاتنا الاقتصادية والمعرفية وتطوير تجربتنا بالتعاون مع الجهات الحكومية ورواد القطاع الخاص من مختلف أنحاء العالم".
وضم وفد دولة الإمارات محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، وعبيد بن حميد الطاير وزير الدولة للشؤون المالية، والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، وناصر بن ثاني الهاملي وزير الموارد البشرية والتوطين، وحصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، والدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، وعهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة وجودة الحياة، ومريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة الدولة الإماراتية المسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي، وسارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للعلوم المتقدمة، وعمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي، والدكتور علي راشد النعيمي .