لن أتناول الحدث من جانب فني, كوني لست متخصصا في كرة القدم, وقد لا أكون على علم كاف بالكيفية التي تدار بها اللعبة أو اللاعبون.
قد لا أبالغ حين أقول إن مئات آلاف المتابعين، من مواطنين ومقيمين على أرض الإمارات وخارج حدودها، حبسوا أنفاسهم حتى اللحظة الأخيرة من مباراة نصف النهائي الآسيوي ليلة البارحة, والتي جمعت على أرض العاصمة الإماراتية أبوظبي وتحديدا ستاد محمد بن زايد آل نهيان, منتخبي الإمارات وقطر، في مباراة أقل ما يقال فيها إنها معركة حقيقية، كما روج لها الإعلام القطري بكل منصاته.
أحداث هذه المباراة ألقت الضوء على أمرين أعتبر كلا منهما مهمًّا بدرجة الآخر, الأول هو أن جماهير الأبيض الإماراتي, ليست مجرد أرقام تسجل بعدد التذاكر والمقاعد, إنما هم سند لا يستهان به من مختلف الفئات والجنسيات, سيبقون على العهد مهما شاءت الأقدار وتبدلت النتائج
لن أتناول الحدث من جانب فني، كوني لست متخصصا في كرة القدم، وقد لا أكون على علم كاف بالكيفية التي تدار بها اللعبة أو اللاعبون، لكن سأتحدث في جانبين أجد نفسي غير بعيد عنهما، الأول إعلامي وهو الجانب الذي سأفتي فيه بشكل قاطع، والثاني جماهيري وهو وجهة نظر عشت تفاصيلها تلك الليلة.
أما إعلاميا فلم يغب على أحد من متابعي البطولة أو نشرات الأخبار القطرية، ذلك الزخم الإعلامي الذي رافق منتخب الدوحة، منذ اليوم الأول لوصول بعثتهم إلى أرض الإمارات، ففي كل نشرة أخبار وإعلان ومجلس، ترددت الشكاوى غير الموثوقة ولا الموثقة من قبل أفراد "ادعوا محاصرتهم والتشديد عليهم وتقييد حركتهم" -بالرغم من تمكنهم من الاتصال وإيصال كل ما يريدون من معلومات مزيفة- ووصلت إلى شحن الأنفس والعقول في عملية متقنة، أريد منها تكوين ضغط هائل على الطرف الآخر، واستعطاف الجمهور المقابل أو مَنْ تصله شاشات القنوات القطرية .
وفي المقابل وبحسب متابعين مرافقين للبعثة القطرية، فقد غيب تماما دور الإعلام عن أفراد البعثة ولم يكن يتاح لهم مشاهدة أو متابعة أي من الأخبار التي تتحدث عنهم إلا بما تريده إدارة بعثتهم، وما يهدف فقط لإزاحة الضغط الطبيعي المتولد من ضخامة الحدث الكروي، وغير ذلك.. أبعد اللاعبون عن أي خبر أو حدث قد يؤثر في نفسياتهم قبل اللقاء، الذي جيشت له الدوحة في المقابل كل ما تملك لخلق ضغط أكبر بألف مرة على منتخب الأبيض الإماراتي.
ورغم كل محاولات التأزيم والضغط وخلق الإشكالات، برز ساطعا متحمسا ذلك الجمهور العريض، الذي جعل للموعد أبعادا أكثر وأكبر، من كونه لقاء أعد له مسبقا من قبل القطريين لاستفزاز الجماهير الإماراتية -كما وثقت ذلك كاميرات بعض المتابعين في أرض الملعب- ليثبت ذلك الجمهور رقيه ورفعته، وولاءه وأنفته، ووفاءه وإخلاصه لمنتخب الإمارات العربية المتحدة ذي اللون الواحد.
أحداث هذه المباراة ألقت الضوء على أمرين أعتبر كلا منهما مهما بدرجة الآخر، الأول هو أن جماهير الأبيض الإماراتي ليست مجرد أرقام تسجل بعدد التذاكر والمقاعد، إنما هم سند لا يستهان به من مختلف الفئات والجنسيات، سيبقون على العهد مهما شاءت الأقدار وتبدلت النتائج، والثاني هو دور الإعلام، والذي لا يقل أهمية عن إعلام الطرف المقابل، فكلما زاد الحديث عن اللاعبين والمباراة، ووصل ذلك إليهم، قد لا يشكل سوى وسيلة ضغط مضادة تنعكس سلبا على الأداء في الميدان، وأخيرا سأقول كما رددت جميع الجماهير: شكرا منتخبنا و"هاردلك" للجمهور، وستبقى الإمارات الأولى دوما في كل المجالات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة