24 طائرة مساعدات إنسانية... الإمارات تسابق الزمن لإغاثة غزة
جسور خير وإغاثة تمدها دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى قطاع غزة، ضمن جهودها الإنسانية الرامية لتخفيف معاناة سكان القطاع المحاصر
جهود إنسانية تتواصل على أكثر من مسار، تسابق بها الإمارات الزمن لإغاثة أهل غزة ودعم القضية الفلسطينية تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وخلال 3 أيام فقط، أرسلت دولة الإمارات خلال الفترة من 6 إلى 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، 16 طائرة لنقل مستلزمات مستشفى ميداني تعتزم إقامته داخل قطاع غزة، ضمن عملية "الفارس الشهم 3 " الإنسانية التي أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بإطلاقها لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وبالتوازي مع تلك الجهود، تم إرسال 8 طائرات أخرى تحمل أكثر من 200 طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية تم جمعها من خلال حملة "تراحم من أجل غزة".
يأتي هذا جنبا إلى جنب مع تواصل العمل على استضافة ألف طفل فلسطيني من قطاع غزة برفقة عائلاتهم، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات دولة الإمارات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
ومنذ اندلاع التصعيد بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم تتوقف جهود دولة الإمارات السياسية والدبلوماسية والإنسانية على مدار الساعة لوقف الحرب، وحماية جميع المدنيين وتقديم الدعم الإنساني لهم، وإيجاد أفق للسلام الشامل.
حراك على أكثر من صعيد يأتي امتدادا للدعم الإماراتي التاريخي للقضية الفلسطينية، والذي يعد أحد ثوابت السياسة الخارجية الإماراتية منذ تأسيسها عام 1971.
"الفارس الشهم 3" .. 16 طائرة
وتتواصل الجهود لإقامة مستشفى ميداني متكامل داخل قطاع غزة في أسرع وقت، لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الفلسطينيين في القطاع.
ويعد المستشفى باكورة إنجازات عملية "الفارس الشهم 3"، الذي أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأحد الماضي، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بإطلاقها لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة.
وانطلقت 5 طائرات إماراتية جديدة، الأربعاء، تحمل مستلزمات للمستشفى الميداني، ليصل بذلك إجمالي عدد الطائرات إلى 16 طائرة.
ويتم تفريغ حمولة هذه الطائرات في مدينة العريش المصرية، حيث يتم هناك تجميع كافة التجهيزات والمعدات والمتطلبات اللازمة لإقامة وتشغيل المستشفى الميداني الإماراتي.
ويضم المستشفى الميداني الإماراتي، الذي تبلغ سعته 150 سريراً وسيجري تنفيذه على عدة مراحل، أقسام الجراحة العامة، وجراحة العظام، والأطفال، والنساء، والتخدير، وعناية حثيثة للأطفال والبالغين، بجانب عيادات في تخصصات الباطنية، والأسنان وعيادة نفسية، وطب العائلة إضافة إلى خدمات الأشعة المقطعية، ومختبر، وصيدلية، والخدمات الطبية المساندة.
تأتي هذه المبادرة تجسيداً لمواقف دولة الإمارات التاريخية الداعمة والمساندة للأشقاء الفلسطينيين، والوقوف بجانبهم خلال الظروف الصعبة التي تواجههم حالياً.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد أمر قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بالتعاون والتنسيق الشامل مع كل من هيئة الهلال الأحمر ، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، وباقي المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
ووجّه بفتح باب التطوع للأطباء المسجلين في وزارة الصحة ودائرة الصحة-أبوظبي، بجانب فتح باب التطوع للمتطوعين المسجلين لدى الهلال الأحمر والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية.
وسارع أطباء ومتطوعون في الإمارات للانضمام لعملية "الفارس الشهم 3".
تراحم من أجل غزة.. 8 طائرات
وجنبا إلى جنب مع تلك المبادرة الإنسانية الملهمة، تتواصل حملة "تراحم من أجل غزة" التي أطلقتها الإمارات لإغاثة الفلسطينيين المتضررين من الحرب في قطاع غزة وتخفيف معاناتهم، في تعبير صادق عن نهج البلاد في التضامن والتعاون الإنساني، وتأكيدا للثوابت الإماراتية في تعزيز جهود العمل الخيري في كل بقاع العالم.
وجرى إرسال 8 طائرات تحمل أكثر من 200 طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية تم جمعها في الحملة، وبدأت عمليات إدخال المساعدات لقطاع غزة وتوزيعها على المستفيدين بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي.
وتواصل حملة "تراحُم من أجل غزة" فعالياتها ضمن جهود دولة الإمارات المتواصلة لتقديم يد العون للشعب الفلسطيني.
وتنظم الحملة في هذا الشأن فعاليات جديدة اليوم ، الخميس ، في قاعة الإمارات للضيافة في عجمان، ويوم الأحد القادم، في محطة أبوظبي للسفن السياحية التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي في ميناء زايد تحت إشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
ويواكب هذه الفعاليات الزخم الشعبي والإقبال الكبير من جميع فئات المجتمع في الدولة على المساهمة في جهود دولة الإمارات الإنسانية لمساعدة المتضررين في قطاع غزة، في تجسيد لقيم التعاون والتضامن الإنساني التي تشكل ركائز أساسية في دولة الإمارات.
ونظمت الحملة منذ إطلاقها في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فعاليات عدة في مختلف أنحاء الإمارات لتجهيز وتعبئة المواد الإغاثية، والاحتياجات الإنسانية.
ويأتي إطلاق حملة "تراحم من أجل غزة" تحت إشراف وزارة الخارجية ووزارة تنمية المجتمع وبالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبرنامج الغذاء العالمي، وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية وإنسانية، وذلك تضامنا مع الأطفال الفلسطينيين، والأسر المتأثرة من الحرب الدائرة، ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفا، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن.
كما تأتي الحملة انطلاقا من منظومة القيم الإنسانية والعمل الإنساني والتطوعي الذي تجسده رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في إغاثة المحتاجين وتخفيف معاناتهم، وتأكيدا لاستراتيجية الدولة في العمل الإنساني، التي تؤكد دائما استدامة فعل الخير وأصالته ورسوخه كثابت من ثوابتها الوطنية والأخلاقية والإنسانية.
ومنذ انطلاقها تسجل المبادرة إنجازات إنسانية متتالية سواء في عدد المتطوعين أو عدد الحزم الإغاثية التي تم إعدادها.
علاج ألف طفل فلسطيني
يأتي هذا في الوقت الذي تعمل فيه دولة الإمارات على استضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات البلاد، تنفيذا لتوجيهات القيادة الإماراتية.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد وجه مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الإمارات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
جاء ذلك تجسيداً لمواقف دولة الإمارات الأصيلة ونهجها الراسخ تجاه دعم الأشقاء ومد يد العون لهم في مختلف الظروف.
كما تأتي مبادرة استضافة الأطفال من قطاع غزة وتقديم الرعاية الطبية والصحية لهم، ضمن الجهود المتواصلة التي تقوم بها دولة الإمارات في تقديم الإغاثة للشعب الفلسطيني خاصة الأطفال، استجابة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمرون بها.
مبادرة لاقت تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وإشادة برئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، واصفين إياه برجل الإنسانية.