مشاريع الإمارات للطاقة النظيفة.. استراتيجية للتنمية الخضراء
تخطو الإمارات خطوات متواصلة لتعزيز استدامة الطاقة النظيفة، وتسريع خطط التحول المناخي عبر عديد من المبادرات والاستراتيجيات الهادفة.
وتعزز هذه المبادرات والخطوات تقدم الإمارات على المستوى الإقليمي والدولي في الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة والحد من الانبعاثات الكربونية الضارة.
ومن منطلق تأثير قطاع الطاقة في ملف تحدي المناخ فقد اعتمدت الإمارات العديد من المشروعات العملاقة التي تؤهلها للوصول قبل غيرها من دول المنطقة إلى مواءمة المعايير العالمية ذات الصلة.
ووفق مؤشرات عالمية، باتت الإمارات أول محرك للطاقة النظيفة في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفضل إطلاق مبادرة "مصدر" عام 2006، لتكون المدينة البيئية الأكثر استدامة في العالم.
وتضم المدينة محطة «شمس 1» لتوليد الطاقة والتي تعد أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم، بتكلفة قدرها 600 مليون دولار، وبقدر إنتاجية تبلغ 100 ميجاوات، وتمتد على مساحة 2.5 كيلومتر مربع.
وحققت محطة شمس 1 للطاقة الشمسية المركزة نتائج مميزة منذ إطلاقها عام 2013 ، حيث نجحت في تفادي إطلاق 1.4 مليون طنّ من غاز ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل زراعة 12 مليون شجرة أو إزالة 120 ألف سيارة من الشوارع.
وخلال زيارته الحالية لدولة الإمارات، قام المبعوث الرئاسي الأمريكي للتغير المناخي، جون كيري، بزيارة محطة شمس 1، مشيدا بقلاع الطاقة المتجددة في أبوظبي.
كما أطلقت الإمارات خلال السنوات الأخيرة محطة إنتاج الطاقة من النفايات في أبوظبي، والحديقة الشمسية في دبي.
وتستهدف «استراتيجية الإمارات للطاقة 2050» التي تم إطلاقها في 2017، إعادة تشكيل حصص الطاقة داخل البلاد بحلول 2050، بحيث تستحوذ الطاقة النظيفة على نصيب الأسد بواقع 44%، ثم الغاز بمقدار 38%، والفحم الأخضر والطاقة النووية 12% و 6% على الترتيب.
التغير المناخي
وصدّقت الإمارات في عام 2005 على بروتوكول كيوتو لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، لتصبح من أول البلدان الرئيسية المنتجة للنفط التي قامت بالتوقيع على الاتفاقية.
وشاركت البلاد في تنفيذ 14 مشروعا بغرض الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة تحت مظلة مشاريع آلية التنمية النظيفة.
- جون كيري: الإمارات تتصدى لأزمة التغير المناخي عبر التكنولوجيا
- جهود إماراتية رائدة لمكافحة التغير المناخي.. العالم يحصد الثمار
وتبلغ تقديرات إجمالي الانخفاض السنوي المتوقع لهذه المشروعات بحوالي مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
وتستحوذ الإمارات على نصيب الصدارة في 8 مؤشرات عالمية تتعلق بالعمل البيئي و19 مؤشراً آخر على المستوى الإقليمي، وفق تقارير ومؤشرات التنافسية العالمية لعام 2020.
اقتصاد أخضر
والتزاما بالموازنة بين الإنتاج والحفاظ على البيئة، أطلقت الإمارات في 2012 استراتيجية التنمية الخضراء تحت شعار "اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة".
وتضمنت الاستراتيجية مجموعة من البرامج والسياسات في مجالات الطاقة والزراعة والاستثمار والنقل المستدام.
وعملت على تنفيذ البرامج الرامية إلى تعزيز إنتاج واستخدام الطاقة المتجددة والتقنيات المتعلقة بها، بالإضافة لتشجيع استخدام الوقود النظيف لإنتاج الطاقة.
مدن مستدامة
وبالتوازي مع هذه الجهود، أطلقت الإمارات عددا من المدن القائمة على التصميم العمراني الذكي والمستدام، مثل مصدر، وأبوظبي المستدامة، ودبي المستدامة، والمدينة المستدامة الشارقة.
وتم تصميم المباني في هذه المدن على أساس مستدام يهدف إلى خفص استهلاك الطاقة والمياه بنسب تصل إلى 40%.
وتستحوذ هذه المباني المستدامة على ما يزيد على 70% من إجمالي استهلاك الكهرباء، و40% من المياه في أنحاء الإمارات.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTA5IA== جزيرة ام اند امز