أشقاء الحلم والوفاء، منحوا لزهوهم باليوم الوطني للإمارات شعاراً سعوديا، ويستحضرون مع الإمارات فصلاً متميزاً في التاريخ العربي الحديث.
سجلت الاحتفالات السعودية باليوم الوطني الـ47 لدولة الإمارات، وقبلها الاحتفالات الإماراتية باليوم الوطني السعودي الـ88، وما بين المناسبتين من زيارة سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للإمارات، مشهدا استثنائيا، ربما لم تشهد الأجيال العربية الجديدة الشابة مثيلاً له في الحفاوة الوطنية الموشحة بآيات الأصالة والهيبة، وبالقدرة على إشاعة الاطمئنان بمستقبل عربي يجري بناؤه بالعزم والتكامل وبالرؤية الواضحة والثقة.
على هذه القواعد الوثيقة من التاريخ المشترك والرؤى المستقبلية الواضحة، تشاركت السعودية والإمارات في تكامل فريد، شكّل نموذجاً في مواجهة التحديات، ووصل حد الشهادة التي امتزجت فيها دماء أبناء البلدين دعماً للشرعية في اليمن، في نطاق تحالف يستهدف دحر الإرهاب ومواجهة التطرف
وفي ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، تزدهر العلاقات وتنمو بين الإمارات والمملكة، ونرى في مضامين الاحتفالات المشتركة ما يستحق التسجيل والتعميم، فقد شهدت مختلف مناطق المملكة العربية السعودية احتفالات بالمشترك من الماضي والمستقبل بين البلدين تحت عنوان "عام زايد والشعب واحد"، وذلك احتفاءً باليوم الوطني الإماراتي.
وزارة الإعلام السعودية نظمت حفلا مميزاً بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي، وعلى مدى ثلاثة أيام شهد مركز الملك عبد العزيز الثقافي "إثراء" التابع لأرامكو في مدينة الظهران، فعاليات ثقافية وتراثية ومثلها حفاوات وجدانية عمّت مختلف أنحاء المملكة، ومن الهيئة العامة للرياضة السعودية التي توشحت بألوان العلم الإماراتي، إلى المطارات التي أسبغت على المسافرين الإماراتيين رسالة ترحيبية حميمة مغزاها:
أهلاً بأشقاء الحلم والوفاء.
أشقاء الحلم والوفاء، منحوا لزهوهم باليوم الوطني للإمارات شعاراً سعوديا، وكانوا في هذه الرسائل الوجدانية يستحضرون مع الإمارات فصلاً متميزاً في التاريخ العربي الحديث استهلّه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأشقاؤه الحكام برفع علم الاتحاد، وجعلوا منه على مدى خمسة عقود رمزاً للحلم العربي والوفاء والعلاقة المتميزة مع المملكة، والتي تعززت بفضل قوة العلاقة بين الشيخ زايد والملك فيصل رحمهما الله.
وعلى هذه القواعد الوثيقة من التاريخ المشترك والرؤى المستقبلية الواضحة، تشاركت السعودية والإمارات في تكامل فريد، شكّل نموذجاً في مواجهة التحديات ووصل حد الشهادة التي امتزجت فيها دماء أبناء البلدين دعماً للشرعية في اليمن، في نطاق تحالف يستهدف دحر الإرهاب ومواجهة التطرف.
شراكة الإمارات والسعودية وتكاملهما اللذين انطلق العمل على مأسستهما خلال العامين الماضيين، يقومان، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على الإيمان بأن المملكة هي "عمود الخيمة الخليجية والعربية، وأن أمنها واستقرارها من أمن واستقرار الإمارات وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الأخرى".
وعلى هذه القناعة الراسخة، تمت برمجة استراتيجية للعزم في التكامل بين البلدين في مختلف المجالات والأصعدة، الاقتصادية والتنموية والعسكرية، وعبر عشرات المحاور واللجان، ومئات المشاريع التي تستنطق قوة مشتركة هي الأقدر على مستوى المنطقة، وتشكّل على المستوى الأممي حدثاً جديداً يمتلك أوراق قوة راجحة ورسائل سياسية وتنموية لها أهلية الحضور من موقع الصدارة والاعتبار.
هذه هي علاقات المملكة ودولة الإمارات كما وصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، بالقول "إنها تجاوزت العلاقات الدبلوماسية والتحمت لتكون العضد بعضيده.. في جسد واحد".
وفي هذا البنيان المرصوص، الذي تخدمه رؤى سياسية واقتصادية تعززت باستراتيجية عزم، أساسها تكامل أوراق القوة والمبادرة، فإن احتفالات الأيام الوطنية للإمارات والسعودية، كما عاشتها الدولتان والشعبان، خلال 2018، تُشكّل أساساً مفهوماً للطموح المشروع الذي وصفه ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان بأنه "شرق أوسط جديد"، وقد جاءت لسموه الإجابات الشعبية في البلدين الشقيقين بالقول:
موروث مشترك ومستقبل متكامل..
نحتفل بهما معا إلى الأبد.
نقلا عن "وام"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة