السعودية والإمارات.. ثقل دبلوماسي ينزع فتيل أزمات المنطقة
على مر الأعوام أثبتت الدبلوماسية الإماراتية السعودية أنها الأكثر تأثيرا في المنطقة بعد نجاحها في إخماد فتن كادت أن تشعل العالم.
تلعب السعودية والإمارات أدوارا محورية في نزع فتيل الأزمات، وإرساء الأمن والاستقرار، بفضل الثقل الذي تتمتعان به في التوازنات الإقليمية والدولية.
فعلى مر الأعوام أثبتت دبلوماسية البلدين أنها الأقوى والأكثر تأثيرا في المنطقة بعد نجاحها في إخماد فتن كادت أن تشعل العالم.
مقاربة تفرضها موازين القوى والثقل الاستراتيجي والتموضع الإقليمي، وأيضا أدوار الوساطة التاريخية التي تحفل بها سجلات البلدين في خضم واقع يتسم بالنزاعات والحروب
أزمة كشمير
ولعل أبرز الأزمات التي نجحت فيها الدبلوماسية الإماراتية السعودية في تهدئة الأوضاع وتجنب حرب بين دولتين نوويتين هي الأزمة الهندية الباكستانية.
وبمجرد اشتعال الأزمة زار وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء السعودي عادل الجبير، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، باكستان في محاولة لتهدئة الأوضاع.
زيارة وضعت على جدول أعمالها سبل تعزيز العلاقات بين البلدان الـ3، ومناقشة التطورات التي تشهدها المنطقة، والمستجدات على الساحة الكشميرية.
باكستان رحبت، من جهتها، بزيارة عادل الجبير والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مؤكدة حرصها على التشاور مع الرياض وأبوظبي حول المستجدات في المنطقة، وتخفيف حدة التوتر مع الهند، بسبب أزمة كشمير.
وأجرى كل من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، عقب الزيارة مباحثات مكثفة مع قادة البلدين المجاورتين والتي تكللت محاولتهما بالنجاح في النهاية.
اتفاق الرياض
ومنذ مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، رعت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مشاورات في مدينة جدة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، من أجل توحيد صف جميع المكونات المنضوية تحت لواء الشرعية، وتجاوز الأحداث التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن، أواخر أغسطس/آب الماضي.
وتسببت الصراعات داخل المكونات المنضوية تحت لواء الشرعية في إرباك استكمال عملية تحرير باقي المناطق اليمنية، ومنحت مليشيا الحوثي الانقلابية الكثير من الاسترخاء، لكن اتفاق الرياض سيدشن مرحلة جديدة من توحيد الصف وتوجيه الزناد نحو عدو واحد هو الانقلاب الحوثي.
ويضمن "اتفاق الرياض" حلولا جذرية لجميع المشاكل السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، التي تفاقمت داخل صفوف الشرعية خلال الأشهر الماضية، بما يضمن توحيد القرار وحضور الدولة ومؤسساتها بجميع المحافظات المحررة.
وصدر حين اشتعلت الأزمة بيان سعودي إماراتي مشترك جديد لاحتواء الأحداث جنوبي اليمن، تضمن رسائل عديدة وبعث تحذيرات واضحة لأطراف داخلية وخارجية تسعى لتأجيج الفتنة وشق صف التحالف.
أبرز الرسائل التي تضمنها البيان تأكيده مجددا قوة ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين السعودية والإمارات، ومدى الانسجام والتوافق وتطابق الرؤى بين البلدين تجاه الملف اليمني، كما في مختلف الملفات الإقليمية والدولية والأخرى.
البيان أيضا نسف كل آمال تحالفات الشر في إحداث وقيعة بين حليفين تربطهما أخوة تاريخية وشراكة استراتيجية وأهداف مشتركة، وأثبت كذب وزيف ما يدعون عبر إعلامهم وعلى رأسها قناة الفتنة "الجزيرة" على مدار الفترة الماضية عن خلاف بين البلدين بشأن الوضع في اليمن.
دعم السودان
ولم تقف الدبلوماسية الإماراتية السعودية عند ذلك الحد، بل أعلن الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أن بلاده قدمت بالشراكة مع السعودية 3 مليارات دولار للمرحلة الانتقالية في السودان.
وقال قرقاش، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: "الإمارات حاضرة في الاجتماع رفيع المستوى بشأن السودان في الأمم المتحدة".
وأضاف: "دعمنا لاستقرار وازدهار السودان مستمر، وقدمنا حتى الآن للمرحلة الانتقالية 3 مليارات دولار بالشراكة مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، وشائج الأخوة والصداقة التاريخية".
إثيوبيا وإريتريا والطريق إلى السلام
وبوساطة إماراتية وبتشجيع سعودي أعلنت إثيوبيا وإريتريا انتهاء "حالة الحرب" بينهما، ليضعا حدا لعداء استمر نحو 20 عاما، واتفقا على استئناف رحلات الطيران وفتح السفارات وتطوير موانئ معا في أهم البوادر الملموسة على التقارب.
وجاءت هذه اللحظة التاريخية تتويجا لرعاية دولة الإمارات العربية المتحدة للمصالحة بين البلدين وبزيارات رعتها المملكة العربية السعودية في إطار دبلوماسيتها الهادئة والحكيمة، وجهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من أجل الوصول إلى نهاية ذلك الصراع الدامي بين إريتريا وإثيوبيا.
ويعد هذا الإعلان إنهاء لواحدة من أطول المواجهات العسكرية في أفريقيا والتي زعزعت الاستقرار في المنطقة ودفعت الحكومتين إلى ضخ أموال طائلة من ميزانيتيهما على مدار عقود للإنفاق على التسليح.
aXA6IDE4LjExOC4zMi43IA== جزيرة ام اند امز