قبل أيام فوجئنا في الخليج بأن هناك من يحاول افتعال أزمة تجارية بين دولتين يعد تعاونهما وعلاقتهما السياسية والتجارية مثار إعجاب.
بلا مقدمات وبعد عقود من الزمن من ذلك التبادل التجاري بين دولة الإمارات وجيرانها تلوح في الأفق حملة مغرضة هدفها الأكيد ليس فقط ضرب العلاقات بين دول الخليج، بل الهدف ضرب الاقتصاد في الخليج كله ومحالة التشويش على منفذ خليجي تجاري سهل وصول البضائع من دول كثيرة بتكاليف يسيرة نتيجة التسهيلات الجمركية التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة.
ليس لدي شك بأن الهدف من مثل هذه الحملات ليس توعية الشعب الخليجي؛ لأن منطقة جبل علي بتسهيلاتها الاقتصادية موجودة في المنطقة منذ عقود وتمارس الدور الاقتصادي نفسه، فماذا تغير حتى يتم إطلاق مثل هذه الشائعات المغرضة التي تستهدف إغراق المجتمع الخليجي بالأزمات
هذه الوسائل المستحدثة للتشكيك والحروب السياسية والتجارية كلها أصبحت ظاهرة محسوسة وحاضرة عبر التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي وتحديدا عبر تويتر، حيث يستطيع أي فرد أن ينشئ ما يسمى "وسم" أو هاشتاق بلغة وسائل التواصل الاجتماعي، هدف هذا الهاشتاق قد يكون شخصي أو ضمن مسار مخطط إما من دول أو من مجموعات أو منظمات تحارب بعضها باستخدام المجتمعات.
قبل أيام فوجئنا في الخليج بأن هناك من يحاول افتعال أزمة تجارية بين دولتين يعد تعاونهما وعلاقتهما السياسية والتجارية مثار إعجاب إقليمي ودولي، ولعل السبب في نجاح تلك العلاقة أنها بنيت بين دولتين لديهما ذات الميزات السياسية والاقتصادية والثقافية والمجتمعية، ولأن هذا الشكل من التوافق موجود بينهما فقد أسهم ذلك في بناء علاقة متينة كانت ولا زالت من الصعب اختراقها.
في محاولة يبدو أنها يائسة من البداية تم نشر حقائق مزيفة عن منتجات استهلاكية تأتي من منطقة "جبل علي" وكان اختيار المواد الاستهلاكية لكي تكون مصدر الشكوك في جودة تلك المنتجات مدروسا بدقة بهدف الإساءة وتحفيز المستوى الشعبي وتضليل الوعي الشعبي، والحقيقة أنني عندما استعرضت تلك المنتجات التي تصل إلى كل الخليج عبر هذا المنفذ البحري الكبير وجدت أن كل شيء يمر من هناك من الإبرة إلى السيارة في عملية تسهيل اقتصادية يستفيد منها المواطن العادي في دول الخليج وبأقل تكاليف.
السؤال المهم الآن أن هذه الحروب الاقتصادية التي تحاول أن تزرع المشكلات في مقومات حياتية تخص الشعوب هدفها خطير ويجب التنبه إليها، والرهان الحقيقي يجب أن ينصب على درجة الوعي الشعبي في دول المنطقة التي تستفيد من تلك التسهيلات عبر تجارة بينية تمر عبر الخليج كله، وعلينا التنبه إلى أن الشرارة الأولى بدأت بالتشكيك بمنتجات استهلاكية صغيرة تخص كل فرد من الشعب الخليجي، وهذه طرق مبتكرة لضرب العلاقات الخليجية وضرب الاقتصاد باستخدام الشعوب وثورة التقنية.
ليس لدى شك بأن الهدف من مثل هذه الحملات ليس توعية الشعب الخليجي؛ لأن منطقة جبل علي بتسهيلاتها الاقتصادية موجودة في المنطقة منذ عقود وتمارس الدور الاقتصادي نفسه، فماذا تغير حتى يتم إطلاق مثل هذه الشائعات المغرضة التي تستهدف إغراق المجتمع الخليجي بالأزمات والمشكلات، وخاصة فيما بين الدول ذات العلاقات القوية في المنطقة، أخيراً لا بد وأن يفهم الجميع أن ما بين السعودية والإمارات أكبر من "جبل علي" بذاته.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة