سياسة
الإمارات في مجلس الأمن: "الاستفتاءات الروسية" تطور خطير.. والطريق للحل يبدأ من المفاوضات
نشاط إماراتي ملحوظ في مجلس الأمن، توج ببيانات مهمة ألقتها السفيرة لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي للشؤون السياسية، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، بشأن استفتاءات روسيا والتسريب الحاصل في خطي الغاز نورد ستريم 1
ففي جلسة مجلس الأمن التي عُقدت مساء الجمعة بشأن الاستفتاءات الروسية لضم 4 مناطق أوكرانية، قالت السفيرة لانا نسيبة، إن دولة الإمارات صوتت لصالح قرار مجلس الأمن بشأن أوكرانيا اليوم، مجددة استعداد الإمارات لدعم جميع جهود خفض التصعيد التي ترنو لاستعادة الهدوء، وإيجاد طريق دبلوماسي للمضي قدماً.
تطور "خطير"
وقالت السفيرة لانا نسيبة، إن الاستفتاءات التي أجريت الأسبوع الماضي وسط النزاع المسلح المستمر والإعلان الذي صدر مساء الجمعة، بشأن دمج أربع مناطق أوكرانية، تعد تطورا خطيرا في هذا الصراع، وتجعل من مسألة إيجاد حل سلمي أكثر صعوبة.
وشددت الدبلوماسية الإماراتية، على أن وحدة أراضي وسيادة واستقلال دولة عضو في الأمم المتحدة، تعد مبادئ أساسية في ميثاق الأمم المتحدة، وهي محورية في العلاقات السلمية والتعاونية والمثمرة بين الدول، وضرورية لأمن واستقرار الجميع، مشيرة إلى أن هذه المبادئ تحمي كل الدول، كبيرها وصغيرها، قويها وضعيفها.
مبدأ تقرير المصير
وأشارت إلى أن مبدأ تقرير المصير هو أيضًا مبدأ أساسي مكرس في الميثاق الذي صادقنا عليه جميعًا، "لكن أي توترات ضد هذا المبدأ ومبادئ وحدة الأراضي والسيادة والاستقلال لا يجب أن تكون بمثابة لعبة محصلتها صفر".
وأكدت الدبلوماسية الإماراتية، أن التطورات التي حدثت في الأيام الماضية تستدعي إصدار بيان واضح من المجلس يؤكد أهمية المبادئ الأساسية للميثاق، مشيرة إلى أن دولة الإمارات صوتت لصالح القرار لهذا السبب، على الرغم من أنها كانت تود مزيدًا من الوقت لإجراء تعديلات على النص والمضمون.
وأشارت إلى أن الطريق نحو حل سلمي لهذا الصراع يكمن في الحلول التي تشمل قدوم الطرفين إلى طاولة المفاوضات بسرعة، دون شروط مسبقة، وبدعم من المحاورين الموثوق بهم، داعية روسيا وأوكرانيا إلى القيام بذلك.
وفيما قالت إن هذه الحرب (الأوكرانية) استمرت لفترة طويلة ودمرت العديد من الأرواح، قالت إن حل هذا الصراع مهم ليس فقط لأوكرانيا وروسيا وشعبيهما، لكن أيضًا للسلام والأمن العالميين.
وقف التصعيد
وأكدت ضرورة وقف التصعيد والمساعدة في تهيئة الظروف المواتية للسلام، معلنة عن استعداد دولة الإمارات للعمل مع جميع أعضاء مجلس الأمن لإيجاد طرق لمعالجة الأسباب الجذرية لهذا الصراع بشكل فعال ودعم المسار الدبلوماسي إلى الأمام.
وفي اجتماع مجلس الأمن الخاص بمناقشة حادث خطي نورد ستريم 1 و2 الروسيين، أكدت دولة الإمارات على ضرورة تجنب التصعيد وإثبات الحقائق ، محذرة من احتمالية إرهاق الدول النامية بفعل تقلبات الطاقة، بالإضافة إلى خطر حدوث أضرار بيئية جسيمة.
وقالت السفيرة لانا نسيبة، في الكلمة التي ألقتها خلال الاجتماع، إن دولة الإمارات تشعر بقلق عميق من الأضرار الجسيمة التي لحقت بخط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و 2، مشيرة إلى أنه بينما لا يزال السبب الدقيق غير معروف، يبدو أن الضرر نتج عن عمل تخريبي متعمد.
حان وقت الهدوء
وشددت على أنه في وقت تسود فيه التوترات الجيوسياسية والاضطرابات العالمية، يجب تجنب العثرات المحتملة والمزيد من التصعيد، مؤكدة أنه حان الوقت الآن للحفاظ على الهدوء وإثبات الحقائق بشأن سبب هذا الضرر من خلال تحقيق شفاف وشامل.
"ومع استمرار معاناة العالم من عواقب الصراع المستمر في أوكرانيا، فإن الحفاظ على الأمن البحري وأمن الطاقة حول العالم يعد أمرًا أساسيًا لضمان استقرارنا وازدهارنا"، بحسب الدبلوماسية الإماراتية التي حذرت من أن المزيد من التقلبات في أسواق الطاقة سيؤدي إلى زيادة الضغط على المجتمعات في جميع أنحاء العالم، ولا سيما البلدان النامية.
وأكدت أن حادث تسريب الغاز من خطي نورد ستريم 1و2، أدى إلى كارثة بيئية خطيرة ذات تداعيات طويلة المدى ليس فقط على منطقة بحر البلطيق، لكن على العالم.
طريق صعب
وشددت الدبلوماسية الإماراتية على أن العالم يواجه تحديات بيئية واقتصادية شديدة بينما يسير على طريق صعب بالفعل للتعافي من جائحة كورونا، مشيرة إلى أن الضرر الذي لحق بالبنية التحتية للطاقة وما ينجم عن ذلك من أضرار بيئية واقتصادية يزيد من تفاقم هذه التحديات.
وأكدت ضرورة تجنب أي خطوات تؤدي إلى تفاقم الوضع الإقليمي والعالمي الهش، مشيرة إلى أنه يجب بذل كل الجهود لضمان إثبات الحقائق بشكل صحيح وعدم وقوع حوادث أخرى.