لا نقاش في أن التطرف والإرهاب من أهم التهديدات الأمنية التي تواجه الدول والمجتمعات، ولذا اتخذت العديد من الدول الإجراءات اللازمة لتجفيف منابع الأيديولوجيات المتطرفة ومصادر تمويلها.
ولقد أدركت دولة الإمارات مبكراً خطورة الفكر المتطرف على أمن الأوطان والمجتمعات، فانتهجت مقاربة مؤسسة على الوقاية ومجابهة الأفكار المتطرفة، حيث تم وضع قواعد للخطاب الديني في مؤسسات الدولة الرسمية، ومنابرها الدينية والإعلامية، ومناهج تعليمها.
كما قامت الدولة بتأسيس ودعم المؤسسات الوطنية التي تعزز قيم التسامح وترسخ ثقافة الانفتاح والحوار التعايش السلمي ونبذ التعصب والانغلاق الفكري وكل مظاهر التمييز بين البشر. كما تكافح الدولة تمويل الإرهاب وذلك من خلال القوانين التي أصدرتها والخطوات التي اتخذتها ومن خلال المنظمات الدولية كمجموعة العمل المالي.
وقررت الدولة في بداية هذا العام إدراج 19 فردا وكيانا على قوائم الإرهاب المحلية وذلك لارتباطهم بتنظيم الإخوان الإرهابي، وذلك وفقاً للقوانين والتشريعات المعتمدة في الإمارات، وذلك بهدف تعطيل الشبكات المرتبطة بتمويل الإرهاب والنشاطات المصاحبة له بكافة الأشكال المباشرة وغير المباشرة.
كما تسلمت الدولة بداية هذا العام من الدول الصديقة، بعض المطلوبين والمحكوم عليهم بتهم تتعلق بإثارة وتكدير الأمن العام، وذلك بناء على طلب تسليم وزارة العدل الإماراتية وفقًا لمبدأ المعاملة بالمثل. وشددت بيانات حكومية إماراتية على أن "الإمارات ستقف بحزم ضد كل من يستهدف أمنها واستقرارها.. ولن تتوانى عن ملاحقة المطلوبين واتخاذ الإجراءات القضائية في حقهم".
كما تسعى الإمارات إلى المساهمة في تعزيز وترسيخ التعاون الدولي لتخليص العالم من آفة التطرف الذي لا يولد إلا المزيد من العنف والدمار وهدر الطاقات الإنسانية والاقتصادية والثقافية للمجتمعات وللدول الوطنية.
وفي ظل قيادتها الرشيدة وبفعل وعي شعبها الأصيل وكفاءة أجهزتها واحترافيتها ستمضي الإمارات بكل عزم في مجابهتها الشاملة للإرهاب، انطلاقاً من اعتقادها الراسخ بأنه لا مجال للعيش المشترك والسلم العالمي دون التصدي للأيديولوجيات المتطرفة والجماعات الإرهابية. من أجل ذلك ستبقى الإمارات عصية على كل من تسول له نفسه وعلى من يتخذ الدين رداء لتمرير أجنداته التدميرية. ستبقى الإمارات واحة السلام، والأمن، والازدهار، والتقدم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة