تتجسد العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات ولبنان في أسمى معاني الأخوة والتضامن، حيث تجمعهما روابط ثقافية واجتماعية واقتصادية عميقة.
ولطالما كانت دولة الإمارات سندًا للبنان في الأوقات الصعبة، معبرة عن دعمها المطلق للشعب اللبناني في مختلف المحن التي مر بها.
تاريخيًا، كانت دولة الإمارات من أوائل الدول التي قدمت المساعدات الإنسانية للبنان خلال الأزمات السياسية والاقتصادية. فعلى مر السنين، شهد لبنان العديد من التحديات، من الحروب الأهلية إلى الأزمات الاقتصادية، وكانت دولة الإمارات دائمًا حاضرة لتقديم الدعم والمساعدة. من خلال إرسال المساعدات الغذائية والطبية، وإقامة المشاريع التنموية، تعكس دولة الإمارات التزامها الثابت بمساندة لبنان وشعبه.
تتجاوز العلاقات بين البلدين حدود المساعدات، إذ تعتبر الجالية اللبنانية في دولة الإمارات واحدة من أكبر الجاليات الأجنبية.
ولقد ساهم اللبنانيون في بناء المجتمع الإماراتي، حيث عملوا في مختلف القطاعات، من الأعمال التجارية إلى التعليم والفنون.
هذه الجالية ليست فقط جسرًا ثقافيًا بين البلدين، بل أيضًا مصدر إلهام وإبداع، حيث تساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية.
في السنوات الأخيرة، شهد لبنان أزمات متعددة، منها الانهيار الاقتصادي الذي أثر على حياة الملايين. وفي هذه اللحظات العصيبة، تجدد دولة الإمارات تأكيدها على دعم لبنان، حيث أطلقت العديد من المبادرات التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين اللبنانيين.
ومن خلال تقديم المساعدات العاجلة، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، تسعى دولة الإمارات إلى تعزيز الاستقرار في لبنان.
إن حملة «الإمارات معك يا لبنان» التي انطلقت في عام 2024 استطاعت أن تجمع ما يقارب 190 مليون درهم وما يصل إلى 6000 طن من المساعدات الإغاثية العاجلة.
وأكد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «إرث زايد الإنساني»، أن «الإمارات معك يا لبنان تجسد إرث زايد الإنساني». لقد انطلقت برعاية من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وتضامن معها شعب الإمارات، وشهدت مشاركة مجتمعية واسعة عكست قيم الأصالة المتجذرة في مجتمع الإمارات.
فقد تلقت الحملة العديد من المساهمات سواء على مستوى الأفراد أو الحكومة، وكان هدفها تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة والإغاثية المتنوعة، والمستلزمات الطبية، والاحتياجات الضرورية للأسر للتخفيف من تداعيات الحرب والأزمة الإنسانية التي يعاني منها شعب لبنان الشقيق.
يذكر أن الحملة استطاعت أن تجمع حوالي 100 مليون دولار أمريكي كحزمة مساعدات إنسانية عاجلة وغيرها من الطرود الغذائية والمستلزمات الطبية للجرحى والمرضى، بالتنسيق مع الجهات اللبنانية المختصة والشركاء الدوليين مثل منظمة الأمم المتحدة اليونيسف، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة الصحة العالمية، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وغيرها.
واستطاعت دولة الإمارات أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز السلام والأمن في المنطقة، حيث تسعى إلى تحقيق الاستقرار في لبنان من خلال دعم الحكومة اللبنانية ومؤسساتها.
إن تعزيز الحوار بين مختلف الأطراف اللبنانية يعد من أولويات دولة الإمارات، حيث تؤمن بأن الحلول السياسية هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمات. يذكر أن دولة الإمارات أرسلت وفدًا إماراتيًا رفيع المستوى إلى العاصمة اللبنانية بيروت لإجراء كافة الترتيبات لإعادة فتح سفارة دولة الإمارات في بيروت، وذلك بتوجيه من رئيس الدولة.
وأعلنت دولة الإمارات في بيان رسمي لها مؤكدة أن إعادة فتح السفارة الإماراتية في بيروت يعكس مدى نجاح وقوة العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين.
وأكدت على موقف دولة الإمارات الثابت ومساندتها لشعب لبنان الشقيق وحرصها على دعم جهود الاستقرار والتنمية في البلاد، بتقديم كافة أشكال الدعم لها في مختلف المجالات لتكون رمزًا للأمل والتضامن في وجه التحديات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة