رئيس كوريا الجنوبية يبدأ زيارة مرتقبة للإمارات السبت لتعزيز التعاون الثنائي
يبدأ يون سوك يول رئيس كوريا الجنوبية، غدا السبت، زيارة مرتقبة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتمثل هذه الزيارة التي يلتقي خلالها الرئيس يون سوك يول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محطة بارزة في مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، اللذين تربطهما شراكة استراتيجية راسخة أسهمت في دفع مسيرة التنمية المستدامة وتحقيق مزيد من الازدهار والتقدم والتطور لكلا البلدين.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية "يونهاب" عن مستشار الأمن الوطني في المكتب الرئاسي كيم سونغ-هان قوله إن اختيار الإمارات كأول محطة للرحلة الخارجية للرئيس سوك يول هذا العام، يعكس نية الرئيس الكوري الجنوبي القوية لتركيز الجهود الدبلوماسية على التنشيط الاقتصادي وتوسيع الصادرات، والسعي لتعزيز التعاون الاستراتيجي مع دولة الإمارات بشكل كبير في المجالات الأربعة الرئيسية، وهي الطاقة والاستثمار والدفاع والطاقة النووية.
وذكرت الوكالة الكورية الجنوبية أن الوفد سيضم مسؤولي 100 شركة كورية على رأسهم رؤساء مجموعات الأعمال الرئيسية في كوريا الجنوبية، فيما ستركز المباحثات على مجالات الطاقة النووية، وتغير المناخ، والفضاء، والصحة، والزراعة الذكية، والقطاع الثقافي.
وبينما كشف الاتحاد الكوري الجنوبي للشركات الصغيرة والمتوسطة (KBIZ) عن نيته دعم ما يقرب من 170 شركة للمشاركة في 8 معارض تستضيفها دولة الإمارات خلال العام الجاري.
علاقات ثنائية قوية
وتكتسب الزيارة أهمية خاصة، لأنها تأتي في إطار الحرص المشترك على تطوير العلاقات الثنائية التي بدأت رسميا منذ عام 1980 وإعطائها قوة دفع جديدة لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.
وتشهد العلاقات بين البلدين تطورا ونموا مستمرا بفضل دعم وحرص قيادة الدولتين على توثيق أواصر التعاون في المجالات كافة، حيث ترتكز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الدولتين على الإرادة السياسية القوية لدى قيادتي الدولتين للارتقاء بمسار العلاقات في جميع المجالات، وتوافق الرؤى إزاء مجمل القضايا الإقليمية أو الدولية، والإدراك التام لطبيعة المصالح المشتركة.
ويمثل مشروع "براكة" للطاقة النووية السلمية نموذجا متميزا للتعاون التنموي بين البلدين الصديقين، ليس فقط من حيث قيمته المادية، بل أيضاً لأنه أول مشروع بناء محطات للطاقة النووية خارج كوريا الجنوبية، ويعد المشروع أول المحطات النووية السلمية في العالم العربي، حيث تمكنت كوريا الجنوبية من الحصول على عقد بناء المشروع بفضل الثقة العميقة بين البلدين.
مجالات متنوعة للتعاون المشترك
وعلى المستوى الاقتصادي تترجم المشروعات العملاقة في قطاعات الطاقة والابتكار والتكنولوجيا والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والطب والتعليم والرعاية الصحية حجم الشراكة الواعدة التي تربط البلدين، فيما تعد الإمارات ثاني دولة مصدرة للنفط إلى كوريا الجنوبية، وثاني مستورد من كوريا الجنوبية في منطقة الشرق الأوسط، ويمثل سوق دولة الإمارات منذ عام 2018 الوجهة الأكبر عالميا لشركات البناء الكورية الجنوبية، وكذلك أكبر مستورد للسلع الكورية الجنوبية في الشرق الأوسط.
وحقق التعاون في المجال الصحي بين الإمارات وكوريا الجنوبية نقلة نوعية ترجمتها العديد من مذكرات التفاهم والتعاون الموقعة بين البلدين في مجالات تبادل الخبرات في التعليم وبرامج التقييم والترخيص الطبي والتعرف إلى المنظومة الطبية الرائدة في كلا البلدين، بالإضافة لإدارة المستشفيات في الدولة، وعلاج المرضى وتبادل الخبرات.
ويتلقى ما يزيد على 3500 مريض إماراتي العلاج سنوياً في كوريا الجنوبية في مختلف العلاجات الطبية منها علاج السرطانات، وزرع الأعضاء التي تشمل زرع الكلى والكبد والبنكرياس والقلب والرئة والقرنية، وعلاج العظام وأمراض القلب، وذلك في أرقى 10 مستشفيات بكوريا الجنوبية.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي وقعت دائرة الصحة بأبوظبي مذكرة تفاهم مع مركز أبوظبي للصحة العامة بالمعهد الكوري لتطوير القطاع الصحي، وتعزيز التعاون في مجال لوجستيات وصناعات علوم الحياة والتكنولوجيا الحيوية، بما في ذلك بحث فرص التعاون لترسيخ مكانة أبوظبي كمركز لوجستي لتصدير منتجات علوم الحياة والصيدلة والرعاية الصحية من كوريا الجنوبية ودعم التطوير والاستثمار في شركات علوم الحياة في دولة الإمارات.